تشير المعطيات الميدانية والسياسية إلى معادلة متكررة في الصراع القائم: كلما زادت إسرائيل من عملياتها العسكرية وانتهاكاتها بحق المدنيين في غزة، ارتفعت حدة الاحتجاجات المناهضة لها حول العالم. ولم يقتصر ذلك على المظاهرات التقليدية، بل امتد إلى الفعاليات الدولية مثل سباق «فويلتا» الإسباني، حيث تحولت المنافسات إلى منصة احتجاجية رفع خلالها متظاهرون الأعلام الفلسطينية واعترضوا مسار الدراجين، ما دفع الحكومة الإسبانية إلى تبني مواقف سياسية أكثر حدة تجاه إسرائيل، منها وقف صادرات الأسلحة والوقود ودعم دعوى «الإبادة الجماعية» في محكمة العدل الدولية. تصعيد ميداني وشهدت غزة، موجة جديدة من الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 32 شخصًا على الأقل، بينهم 12 طفلًا، بحسب بيانات مستشفى الشفاء. القصف استهدف مبانٍ سكنية وأحياء مكتظة، من بينها منزل في حي الشيخ رضوان راح ضحيته عشرة أفراد من عائلة واحدة. كما أعلنت وزارة الصحة مقتل لاعب كرة القدم محمد رامز سلطان مع 14 فردًا من عائلته. ترافق ذلك مع دعوات متكررة من الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بإخلاء المدينة والتوجه جنوبًا، حيث تُوصف بعض المناطق ب«الإنسانية». لكن الأممالمتحدة أكدت أن هذه المناطق مكتظة وتعاني نقصًا في الموارد، فيما تعجز آلاف العائلات عن النزوح بسبب تكاليف المواصلات وانعدام الأمان في كل أرجاء القطاع. الملاعب والسباقات وفي المقابل، انعكست هذه الانتهاكات على الشارع الأوروبي، وتحديدًا في إسبانيا، حيث تحولت منافسات سباق «فويلتا» الشهير إلى منصة احتجاجية. وحمل عشرات المتظاهرين الأعلام الفلسطينية واعترضوا مسار الدراجين، مستهدفين فريق «إسرائيل بريميير تيك». أدت هذه التحركات إلى تعطيل خمس مراحل من السباق واعتقال أكثر من 20 شخصًا. والحكومة الإسبانية لم تتعامل مع الاحتجاجات بوصفها مجرد أحداث هامشية، بل منحتها بعدًا سياسيًا أوسع. فقد أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز دعم بلاده لانضمامها إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة «الإبادة الجماعية». كما أوقفت إسبانيا صادرات الأسلحة ومرور شحنات الوقود إلى إسرائيل، ما أثار أزمة دبلوماسية حادة. صراع دبلوماسي وتصاعد الغضب الشعبي ووصل حد مطالبة مسؤولين إسبان باستبعاد الفريق الإسرائيلي من السباق، استنادًا إلى مقارنات مع استبعاد الفرق الروسية بسبب حرب أوكرانيا. ورغم محاولات الفريق الإسرائيلي التزام الصمت وتخفيف حضوره الإعلامي، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشاد بمشاركته واعتبرها «انتصارًا على الكراهية». لكن الضغط الشعبي لم يقتصر على إسبانيا. فقد شهدت مدينة كيبيك الكندية احتجاجات مماثلة، ما يعكس اتساع رقعة الغضب الشعبي عالميًا. ويرى خبراء أن الاحتجاجات الرياضية قد تتحول إلى أداة ضغط إضافية على الحكومات الأوروبية لتبني مواقف أكثر تشددًا تجاه إسرائيل. تأثيرات متصاعدة ومع اشتداد الاحتجاجات، برزت بوادر تحولات في الموقف الأوروبي. فقد دعت المفوضية الأوروبية إلى مراجعة العلاقات التجارية مع إسرائيل، بينما أعلنت هولندا نيتها مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية إذا شاركت إسرائيل. وهذه المواقف، التي كانت في السابق غير متوقعة من دول أوروبية، تعكس التأثير المتزايد للاحتجاجات الشعبية على صناعة القرار. وفي المقابل، وصفت إسرائيل هذه التحركات بأنها «معادية للسامية» واتهمت مدريد بالانحياز إلى حماس. لكن مراقبين يرون أن الحملة الإسبانية بقيادة سانشيز تستفيد من زخم الاحتجاجات وتغذيه في الوقت نفسه، ما يجعلها أداة فعالة في مواجهة التوغلات الإسرائيلية المستمرة. مبان سكنية والقصف استهدف مبانٍ سكنية وأحياء مكتظة، من بينها منزل في حي الشيخ رضوان راح ضحيته عشرة أفراد من عائلة واحدة. كما أعلنت وزارة الصحة مقتل لاعب كرة القدم محمد رامز سلطان مع 14 فردًا من عائلته. ترافق ذلك مع دعوات متكررة من الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بإخلاء المدينة والتوجه جنوبًا، حيث تُوصف بعض المناطق ب«الإنسانية». لكن الأممالمتحدة أكدت أن هذه المناطق مكتظة وتعاني نقصًا في الموارد، فيما تعجز آلاف العائلات عن النزوح بسبب تكاليف المواصلات وانعدام الأمان في كل أرجاء القطاع. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى نزوح 100 ألف شخص خلال شهر واحد فقط، مع تفاقم الأزمة الإنسانية ووفاة سبعة أشخاص بينهم أطفال بسبب سوء التغذية خلال يوم واحد. ووفق وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 64 ألفًا منذ اندلاع الحرب، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. أبرز المواقف التي تبنتها إسبانيا ودول أخرى تجاه انتهاكات إسرائيل: إسبانيا: أوقفت صادرات الأسلحة ومرور شحنات الوقود إلى إسرائيل. دعمت انضمامها إلى دعوى جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية بتهمة «الإبادة الجماعية». رئيس الوزراء بيدرو سانشيز وصف عمليات إسرائيل في غزة بأنها «إبادة جماعية». طالبت باستبعاد الفريق الإسرائيلي من سباق «فويلتا». إيرلندا والنرويج: انضمتا إلى إسبانيا في الاعتراف بدولة فلسطين. هولندا: أعلنت مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة. الاتحاد الأوروبي: رئيسة المفوضية الأوروبية دعت إلى تعليق العلاقات التجارية مع إسرائيل.