كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء أن ميليشيات الحوثي لجأت مؤخرًا إلى تكتيك جديد وخطير في نشاطها غير المشروع، يتمثل في تجنيد الأطفال وتدريبهم على الترويج والتهريب، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات انتشار المخدرات داخل المجتمع اليمني، ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة لا تعكس فقط حجم الانتهاكات المستمرة بحق الطفولة، بل تكشف أيضًا عن اعتماد الميليشيات على تجارة المخدرات كمورد مالي رئيسي، على حساب استقرار المجتمع وصحة شبابه. تشكيلات سرية وبحسب المصدر، أنشأت الميليشيات الحوثية مجموعات متعددة من الأطفال المجندين تحت مسمى «تشكيلات خاصة»، يتم فيها تدريبهم على أساليب الترويج الحديثة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات العلاقات، كما يتم تعليمهم طرق التوزيع عبر المركبات، والتعامل مع مختلف المسالك داخل المدن والقرى. وأشار المصدر إلى أن هذه التشكيلات تضم هيكلاً منظمًا يقوده أشخاص من ذوي السوابق في التهريب والترويج، حيث يتكون كل فريق من قائد ومساعد قائد ومشرف، إضافة إلى 15 طفلاً مجندًا، ويتولى القادة تدريب الأطفال عمليًا في مراحل التوزيع، مع تحديد أسعار مسبقة ومنح مكافآت فورية عن كل عملية بيع ناجحة، وهو ما يشجع الأطفال على الاستمرار في هذا المسار الخطير. انعكاسات مدمرة وأوضح المصدر أن إدخال الأطفال إلى شبكات الترويج تسبب في زيادة كميات المخدرات المتداولة بين المواطنين بصورة «كبيرة ومخيفة»، ويضيف أن سهولة تحرك الأطفال، واستغلال براءتهم لتمرير المواد المخدرة دون إثارة الشبهات، جعلت عمليات التوزيع أكثر انتشارًا. كما أكد أن هذه الممارسات تأتي امتدادًا لنهج حوثي قديم في استغلال الأطفال، بدأ بخطفهم وتجنيدهم للقتال، وصولاً إلى استخدامهم في أعمال التهريب والتوزيع، في غياب أي حماية أو رادع حقيقي يوقف هذه الانتهاكات. البعد المالي للميليشيات ويرى مراقبون أن اعتماد الحوثيين على تجارة المخدرات ليس مجرد نشاط عابر، بل يشكل مصدرًا ماليًا حيويًا يوفر للميليشيات مبالغ ضخمة، وبالمقابل، فإن هذا النشاط يقود إلى تدمير عقول الشباب اليمني، ويدفع المجتمع إلى دائرة إدمان متزايدة تعمّق الأزمات الصحية والاجتماعية القائمة أصلاً بفعل الحرب. التشكيلات الخاصة التي كونها الحوثيون لتجنيد الأطفال في الترويج للمخدرات -يتكون كل تشكيل من قائد، ومساعد قائد، ومشرف مجموعة، ونحو 15 طفلاً مجندًا. - القائد ومساعده عادةً من أصحاب السوابق ولديهم خبرة طويلة في الترويج والتهريب. - يتم تدريب الأطفال على طرق التوزيع الحديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق، والعلاقات المباشرة. - يكتسب الأطفال معرفة عملية بالمسالك، والطرق، والقرى، والمدن لتسهيل التهريب. - التشكيلات تعمل بشكل سري ومنظم، وتنفذ مهامها بعيدًا عن الرقابة المجتمعية. - يتم تحديد أسعار البيع مسبقًا لكل عملية ترويج. - يُمنح الأطفال مكافآت مالية فورية عن كل عملية ناجحة، ما يزيد حماسهم. - الهدف الأساسي، توسيع رقعة التوزيع وزيادة الكميات المتداولة من المخدرات.