نجحت شركة أرامكو السعودية بإنهاء أعمال المرحلة الأولى من إنشاء معمل غاز الجافورة وبدء الإنتاج بسعة 450 مليون قدم مكعبة يومياً، ومن المتوقع وصول الإنتاج المستدام إلى 2 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميا بعد اكتمال المشروع بحلول العام 2030. إلى جانب إنتاج كميات كبيرة من الإيثان، وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات. جاء ذلك بحسب بيان وزارة المالية للميزانية العام للدولة للعام المالي 2026، حيث أدرجت الوزارة هذا الإنجاز، كإنجاز تحقق في عام 2025 ضمن المشاريع المنجزة لقطاع الطاقة في العام الحالي. يعد مشروع الجافورة، على الأرجح، أكبر مشروع للغاز الصخري خارج الولاياتالمتحدة، وصرح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين الناصر، الذي وصف الجافورة بأنها جوهرة تاج في محفظة الشركة، خلال مكالمة أرباح الشهر الماضي، بأن المرحلة الأولى تسير على الطريق الصحيح للانتهاء بنهاية هذا العام. يُعد مشروع الجافورة، الذي تبلغ تكلفته 100 مليار دولار أمريكي، والذي يُقدر أنه يحتوي على 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، محوريًا لطموحات أرامكو في أن تصبح لاعبًا عالميًا رئيسا في مجال الغاز الطبيعي، وتعزيز قدرتها الإنتاجية. وسيساعد إنتاجه على توفير كميات من النفط الخام المُستخدم حاليًا لتوليد الطاقة محليًا للتصدير. وأعلنت أرامكو السعودية عن إتمام صفقة مشاريع المعالجة والنقل في الجافورة البالغة 41.8 مليار ريال، والذي يبرهن القيمة الاستثمارية الجاذبة لتوسع أرامكو السعودية في مجال الغاز غير التقليدي، وذلك في نتائج أعمال الربع الثالث 2025. وأوضح الناصر بأن أرامكو تواصل تعزيز قدراتها في قطاع التنقيب والإنتاج، مع اكتمال عددٍ من مشاريع النفط والغاز الكبرى، مؤخرًا، أو من المقرر أن تدخل حيز التشغيل قريبًا. وتعلن أرامكو اليوم عن ارتفاع التوقعات لغاز البيع، حيث تستهدف الآن نموًا في الطاقة الإنتاجية لغاز البيع بنحو 80% بين عامي 2021 و2030، مستفيدة من الإمكانات المتقدمة لديها. ويأتي جزء من ذلك من توسعة مشروع الغاز غير التقليدي في الجافورة، والذي استقطب اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين الدوليين. وذكرت أرامكو أنها عدلت مستهدف نمو الطاقة الإنتاجية لغاز البيع بزيادتها من 60% إلى نحو 80% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات الإنتاج في عام 2021، فيما قال الرئيس التنفيذيين للشركة أمين الناصر أن تعديل مستهدف نمو الطاقة الإنتاجية لغاز البيع هو أحد نتائج توسعة مشروع الغاز غير التقليدي في حقل غاز الجافورة. ومن المتوقع أن ترفع هذه الزيادة إجمالي إنتاج الغاز والسوائل المصاحبة إلى حوالي 6 ملايين برميل نفط مكافئ يوميًا، وفقًا لأرامكو، مشيرةً إلى المساهمة المتوقعة لحقل الجافورة، الذي يُعدّ محوريًا لطموحات المملكة العربية السعودية في أن تصبح لاعبًا عالميًا رئيسا في مجال الغاز الطبيعي. في أكتوبر، أتمت الشركة صفقة تأجير وإعادة تأجير حقوق التطوير والاستخدام لمعمل الغاز في الجافورة ومعمل فصل الغاز الطبيعي المسال في الرياض إلى شركتها التابعة، شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز، لمدة 20 عاماً. وفي إطار الصفقة، باعت أرامكو السعودية 49% من حقوق الملكية في الشركة التابعة إلى ائتلاف من المستثمرين الدوليين بقيادة صناديق تديرها جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز، التابعة لشركة بالك روك، مقابل متحصلات بيع مقدمة قدرها 41.8 مليار ريال. وخلال فترة الإيجار البالغة 20 عاماً، ستتلقى الشركة التابعة مدفوعات تعرفة ربع سنوية من أرامكو السعودية تعتمد على كميات الإنتاج، وتكون تلك التعرفة مرتبطة بحد أدنى لحجم تلك الكميات. وستحتفظ أرامكو السعودية في جميع الأوقات بملكية المرافق وسيطرتها التشغيلية الكاملة عليها، ولن تفرض الصفقة أي قيود على كميات إنتاجها. ويُعد حقل الجافورة أكبر مشروع لتطوير الغاز غير المصاحب في المملكة العربية السعودية، حيث يُقدر حجمه بنحو 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، و75 مليار برميل من المكثفات. وستملك أرامكو السعودية حصة أغلبية قدرها 51% في شركة الجافورة لنقل ومعالجة الغاز، في حين سيملك مستثمرون بقيادة "جي آي بي" نسبة 49% المتبقية. يشكّل حقل الجافورة ركيزة أساس في برنامج أرامكو الطموح للتوسع في مجال الغاز، ومشاركة الائتلاف الذي تقوده (جي آي بي)، كمستثمر في مشروعٍ رئيس من أعمال أرامكو في مجال الغاز غير التقليدي مما يعكس المزايا الاستثمارية الجاذبة لهذا المشروع. كما أن هذا الضخ من الاستثمار الأجنبي المباشر يبرز جاذبية إستراتيجية أرامكو السعودية لمجتمع الاستثمار العالمي على المدى البعيد. وتتطلع أرامكو إلى أن يؤدي حقل الجافورة دورًا رئيسًا كمزوّد للمواد الخام لقطاع البتروكيميائيات، وتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل قطاعات النمو الجديدة، مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في المملكة. ويأتي الإعلان عن إتمام الصفقة في إطار العلاقة طويلة الأمد بين (بلاك روك) و(جي آي بي) مع أرامكو السعودية لتلبية احتياجات السوق المتنامية من الوقود النظيف، وأمن الطاقة، وإتاحتها بأسعار معقولة للمستهلكين. وقد أثارت فرصة الاستثمار في أحد أهم مشاريع تطوير الغاز الطبيعي في المنطقة اهتمامًا كبيرًا لدى المستثمرين من جميع أنحاء العالم. ومن بين المستثمرين المشاركين في الصفقة مؤسسات استثمارية رائدة من آسيا والشرق الأوسط. وستدعم الصفقة الاستخدام الأمثل لأصول أرامكو السعودية، واكتساب قيمة إضافية من تطوير حقل الجافورة.ويتمتع فريق "جي آي بي" المعني بالاستثمار في أسهم البنية التحتية في السوق المتوسطة، والذي يستثمر في أصول وأعمال البنية التحتية المتنوعة والمتعاقد عليها في السوق المتوسطة بجميع أنحاء العالم، بسجل حافل طويل المدى من الاستثمارات الناجحة في الشرق الأوسط. ويأتي هذا الاستثمار امتدادًا للعلاقة القوية القائمة بين أرامكو السعودية و"بلاك روك". وفي عام 2022، شاركت "بلاك روك" في قيادة ائتلاف من المستثمرين في استثمار أقلية منفصل في شركة أرامكو لإمداد الغاز. وفي أهم المشاريع المنجزة في قطاع الطاقة في 2025، استبدال وتعظيم احتياطيات المملكة من البترول والغاز بتعويض 98.5% من إنتاج عام 2024، من البترول الخام والمكثفات، وإضافة 8 تريليونات قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، بالإضافة إلى اكتشاف 13 حقلاً و12 مكمناً جديدا للبترول والغاز، مما ساهم في زيادة الاحتياطيات الهيدروكربونية المؤكدة في المملكة. إضافة إلى تفعيل تطبيقات التحول الرقمي في أنظمة وعمليات قياس الزيت والغاز، مما أسهم في رفع دقة احتساب الكميات المّقدرة بأكثر من 3.5 ملايين برميل، ونتج عنه عوائد بيع بقيمة 487 مليون ريال. وتم اكتمال تنفيذ 18 مشروعاً في برنامج إزاحة الوقود السائل، مما أسهم في إزاحة 67 ألف برميل مكافئ يوميا، ووصول إجمالي الوفورات المالية إلى نحو 24.7 مليار ريال، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، ومبادرة السعودية الخضراء، والوصول إلى مستهدف الحياد الصفري للمملكة بحلول العام 2060. وفي أهم المشاريع المخططة في قطاع الطاقة لعام 2026، إنشاء منصة رقمية وطنية تهدف إلى تعزيز بناء القدرات البشرية في قطاع الطاقة بالمملكة، من خلال ربط المهتمين وأصحاب المصلحة، وإدارة بيانات العرض والطلب، وتطوير إطار المهارات ونماذج التعليم الإلكتروني بالتعاون مع الجهات المعنية. إضافة إلى إطلاق وتنفيذ حزمة مشاريع لتطوير تقنيات محلية مجدية تجاريا في مجال الطاقة المتجددة، تشمل الخلايا الشمسية المتقدمة، وتخزين الطاقة، والشبكات الذكية، والهيدروجين الأخضر، بهدف دعم التوطين وتعزيز المحتوى المحلي، وتمكين الابتكار. ومن ضمن الخطط للعام القادم، زيادة السعة التخزينية لوقود الطائرات في مشروع مطار الملك سلمان الدولي لتلبية النمو في أعداد المسافرين، ويضم المشروع إنشاء ثلاث خزانات جديدة بشكل متزامن مع ازدياد حجم الطلب على وقود الطائرات حتى خطة العام 2040، لضمان أمن الامداد للمطار. ومن مستهدفات العام القادم، استبدال وتعظيم احتياطيات المملكة من البترول والغاز باستبدال 100 من إنتاج العام 2025، من البترول الخام والمكثفات، وإضافة 7.5 تريليونات قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، للمحافظة على مكانة المملكة الريادية في أسواق البترول والغاز وضمان استمرارية أمن الطاقة المحلية والعالمية. فضلاً عن زيادة السعة الإنتاجية للغاز الطبيعي في المملكة بنسبة نمو 7%.