لم يخطر ببالي أن سرقة مقتنيات المسافرين من حقائبهم لا تزال تمارس حتى يومنا هذا، وكأنها غنيمة في نظر بعض العاملين في قطاع الطيران، كنا نسمع قديماً عن شكاوى متكررة حول العبث بالأمتعة في وقت كانت فيه الرقابة محدودة، والأنظمة الأمنية بدائية، لكن اليوم، ومع تطور أنظمة المراقبة الإلكترونية وكاميرات الرصد والتتبع، اعتقدنا أن مثل هذه التجاوزات أصبحت ضربا من الماضي، إلا أن الواقع فاجأنا بعكس ذلك تماماً. فعلى متن إحدى شركات الطيران، وأثناء رحلة عائلية، عشنا تجربة مؤسفة، فبعد وصولنا إلى وجهتنا وعودتنا إلى المنزل، فوجئنا بفقدان بعض المقتنيات من داخل حقيبة السفر التي كانت محكمة الإغلاق، اتضح أن أحدا ما قد فتح الحقيبة بمهارة، وعبث بمحتوياتها، ثم أعاد إغلاقها وكأن شيئاً لم يكن. وللأسف، لم تكن هذه الحادثة الأولى التي أتعرض لها، فقد سبق أن فُقدت مني حقيبة بأكملها خلال رحلة دولية، حين توقفت الطائرة (ترانزيت) في إحدى الدول، وتبدلت الطائرة، هنا اختفت الحقيبة في ظروف غامضة، ولم يُقدم لي أي تفسير مقنع، ولا حتى اعتذار رسمي، رغم الاتصالات والمراسلات مع مقدم الخدمة،هذه التجارب تطرح سؤالًا كبيراً وهو كيف تستمر هذه السرقات تحت أعين الكاميرات؟ وأين هي الرقابة التي نسمع عنها في التصريحات والمؤتمرات الصحفية؟ لقد آن الأوان لأن يُعاد النظر في منظومة حماية أمتعة المسافرين، وأن يُحاسب كل من يستهين بأمانة العمل، فالمطارات ليست أماكن للسرقة، ولا يجب أن تبقى الحقائب مساحات مفتوحة للعبث بها.