يقترب موسم إنتاج عسل المانجروف في محافظة القطيف من نهايته، مع توقعات بأن يكون موسم 2025 ناجحًا بشكل غير مسبوق، إذ أظهرت مبادرة "عسل المانجروف بالشرقية" قفزة نوعية في حجم الإنتاج خلال المواسم السابقة، ومن المتوقع أن يصل إلى 20 طنًا هذا الموسم وهو ارتفاع كبير مقارنة بما مضى، حيث بلغ إنتاج موسم 2023 نحو 7.2 طن، فيما بلغ إنتاج موسم 2024 نحو 12 طنًا. ويعكس التوسع نجاح المبادرة وزيادة المواقع والمشاركين، التي شملت 6 مواقع رئيسة في المنطقة وبما يفوق ال40 نحالًا. إنتاج وفير يذكر المهندس الزراعي عميد أبو المكارم أن موسم عسل المانجروف يبدأ عادة في منتصف مايو وينتهي منتصف يوليو، متوقعًا أن يكون الإنتاج وفيرًا هذا العام، خاصة اذا تزامن مع ظروف مناخية جيدة، منوهاً إلى وفرة الانتاج في المواسم السابقة رغم التحديات المناخية السابقة كارتفاع درجات الحرارة والرطوبة المتأخرة. وقال "ليس هناك عمل بلا تحديات، وهناك عوائق تواجه منتجي العسل، منها المنافسة على مواقع الرعي، خاصة في موقع المانجروف بجزيرة تاروت، حيث يزداد الضغط على المراعى، وأيضًا وجود حالات لمحاولة بعض النحالين وضع خلايا نحل خارج المواقع الرسمية أو بالقرب من مزارع المانجروف، مما يهدد استدامة الموارد". تحديات جديدة يضيف أبو المكارم "من التحديات الجديدة التسويق وضمان الاكتفاء بالإنتاج المحلي حيث تروج أخبار غير مؤكدة عن استيراد العسل من دول الخليج الأخرى مثل عمان والإمارات، وهو أمر قد يضغط على أسعار المنتجين المحليين ويؤثر على جودة المنتج، خاصة وأن العسل المستورد يُباع بأسعار منخفضة نسبياً، ويصل الى 100 ريال للكيلو بالمقابل ارتفاع السعر في السوق المحلي ليصل بين 250 إلى 500 ريال للكيلو، بناءً على سمعة المنتج، ويعتمد كذلك على سمعة النحال وكميات الإنتاج". وشدد على أنه في إطار حماية المنتج الوطني، تتخذ وزارة البيئة والمياه والزراعة إجراءات دعم للنحالين والمنتجين المنتظمين، خاصة في مجال الإنتاج العضوي، بهدف الوصول للاكتفاء الذاتي بحلول 2030. رحلة النحال عن تفاصيل موسم إنتاج عسل المانجروف في القطيف أوضح أبو المكارم "يتم فرز العسل بعد انتهاء فترة جني الرحيق من زهرة المانجروف. هذه الفترة تعد الأهم في رحلة النحال، حيث يتم فيها استخراج العسل من الإطارات الشمعية باستخدام آلات الفرز الآلي، مع الحرص على ألا تتجاوز نسبة الرطوبة 18 % لضمان جودة المنتج". وأكمل "تمر عملية الإنتاج بعدة مراحل، ومنها: جني الرحيق ويتم فيها جمع الرحيق من زهرة المانجروف التي تُعد المصدر الرئيس لعسل المانجروف. فرز العسل بعد انتهاء فترة جني الرحيق، حيث يبدأ النحالون فرزه باستخدام آلات الفرز الآلي. قياس الرطوبة، حيث يتم قياس نسبة الرطوبة في العسل للتأكد من مطابقتها للمعايير المطلوبة". ميزات عسل المانجروف يعدد أبو المكارم ميزات عسل المانجروف، ويقول "تتمثل في القيمة الغذائية العالية، فهو من أجود أنواع العسل في العالم، لقيمته الغذائية العالية وميزته الاقتصادية. كما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز مكانة المنطقة كوجهة سياحية واعدة". وتابع "لذلك نفهم دعم وزارة البيئة والمياه والزراعة للنحالين بعدد من المبادرات التي تستهدف تطوير تربية النحل من خلال إنشاء إدارة مختصة بالنحل وإطلاق مبادرات تسهم في نشر الطرق الحديثة في تربية النحل، وتسهم في تطوير هذه الصناعة وتحويلها إلى مصدر دخل لعدد من الأسر في المنطقة". تحديات جمة من جهتها، كشفت أصغر نحالة في محافظة القطيف، سرى أبو المكارم، عن أهم التحديات التي تواجه النحالين، والتي تتمثل في الحفاظ على جودة العسل بعيداً عما يسمى "تخمر النحل". وعن هذا التخمر تشرح "ينتج تخمر العسل عن نشاط الخمائر الطبيعية الموجودة في العسل، والتي تتفاعل عند توفر ظروف مثالية بالنسبة لها مثل ارتفاع نسبة الرطوبة التي تجعل البيئة ملائمة لنشاط الخمائر عندما تتجاوز نسبتها ال18% ". وأوضحت "من العوامل المؤدية إلى تخمر العسل، جمعه قبل نضوجه الكامل، خاصة العسل غير المكتمل الناتج عن عملية الختم، والذي يكون غنيًا بالرطوبة، وكذلك سوء ظروف التخزين، خاصة في بيئات رطبة أو في أوانٍ غير محكمة الإغلاق، مما يجعل العسل يمتص الرطوبة من الهواء، إضافة الى وجود بقايا الشمع، حبوب اللقاح، أو الخمائر داخل العسل إذا لم يتم تصفيته جيدًا، أو إذا تعرض العسل لدرجات حرارة مرتفعة خلال التخزين أو النقل، مما يعزز نشاط الخمائر ويدفع إلى التلف". وعي النحالي شددت سرى أبو المكارم على ضرورة وعي النحالين وأصحاب المنتج لضمان جودة العسل من البداية إلى النهاية، مع الالتزام بالممارسات الصحيحة في القطف والتخزين والتعبئة، خاصة مع ارتفاع الطلب على منتجات النح، وذلك لضمان بقاء العسل بجودة عالية ونكهة طبيعية، خاليًا من التخمر الذي يقلل من قيمته الغذائية ويؤثر على طعمه. وأكدت على أن مراقبة ودعم وزارة البيئة والمياه والزراعة، وتعزيز الوعي بين النحالين، يتوافق مع تطلعات المملكة نحو تطوير القطاع وزيادة الجودة والإنتاج.