- الرأي - بدرية عيسى - جازان : الدكتور علي محمد عواجي العريشي، في أرضٍ اختلط فيها عبق التاريخ بصوت البحر وهمس الجبال، وُجد أشخاص لم يكونوا مجرد عابرين، بل كانوا جزءًا من ذاكرة المكان وروحه، رجال ونساء مرّوا من هنا، حملوا همّ مجتمعهم، وخطّوا حضورهم في صفحات الزمن بصمتهم الخاصة وعطائهم الذي لا يُنسى، نقترب اليوم من سيرة أحدهم… ممن صنعوا فرقًا، ومضوا وتركوا أثرًا لا يُمحى. الدكتور علي بن محمد عواجي قهّار العريشي أستاذ مشارك ورئيس سابق لقسم الآثار بجامعة جازان، ومن مواليد قرية الجرادية بمحافظة صامطة. نشأ في كنف والده الشيخ محمد عواجي -رحمه الله- أحد رواد التعليم في المنطقة. بدأ تعليمه في الجرادية، وأكمله في نجران، ثم التحق بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها عام ١٤٠١ه، وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في التاريخ بتقدير ممتاز، وكان الأول على دفعته. واصل دراسته العليا في الجامعة ذاتها، فنال الماجستير بتقدير ممتاز عن بحثه "العلاقة بين أوروبا وشمال إفريقيا في القرن الثامن الهجري"، ثم الدكتوراه مع مرتبة الشرف عن أطروحته "مواقف نصارى الشام ومصر من الحملات الصليبية". عمل في جامعة الإمام ثم في جامعة الملك خالد، وتولى مهامًا إدارية منها الإشراف على العلاقات العامة، وتحرير مجلة "آفاق الجامعة". في عام ١٤٣٠ه التحق بجامعة جازان، حيث ترأس قسم السياحة والآثار وأشرف على قسم الإعلام، وكان رئيس الفريق العلمي لموسوعة آثار منطقة جازان. عُرف بشغفه بالآثار، وشارك في اكتشاف نقوش أثرية، وقدم عددًا من الأبحاث، أبرزها مشروعه عن "الجهوة" الذي نال عنه جائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتُوج بكتاب علمي. أسس متحفًا شخصيًا يضم قطعًا أثرية نادرة تعود لآلاف السنين، ويُعد من المهتمين بالتراث المادي في المنطقة. تقاعد عن العمل الأكاديمي عام ١٤٤٢ه بعد مسيرة حافلة امتدت ٣٧ عامًا، تاركًا أثرًا علميًا وثقافيًا يُحتفى به في جازان خاصة، والمملكة عامة. – وجوه وشخصيات من محافظة صامطة.