المعرفة العقلية أقصد بها ما يعرفه الإنسان من شرح المعاني، ثم يخزّن معرفته في ذاكرته في عقله لوقت الحاجة إليه، والمعرفة النظرية هي ما يعرف الإنسان بالمشاهدة، مثل معرفة التقاليد كالكرم، وكمعرفة أركان الإسلام، بينما معرفة الشرع عقلية، وتعرف من شرح الأدلة الشرعية، التي وردت في الكتاب، أو السنة، وهي بمعنى أوضح للعامة كل حرام مخالفة، وكل حلال تطبيق لنظام الدين، لأن الشرع نظام، يجب أن عرفه كما نعرف أنظمة الدولة، فكل مخالفة لنظام الدولة حرام، لأن الحرام حرّمه الشرع أي منعه لأن فيها مخالفات للناس تحدث بينهم عواقب وخيمة، تودي إلى التقاتل، والأخطاء الخطيرة، وكذلك مخالفة أنظمة الدولة يحدث بها بعضنا لبعضنا اضرار جسيمة، تصل للموت، فهي شبه محرّمة. والمعرفة العقلية هي ما يقرّه العقل، أن نحكّم الإنسان فيه معرفته عقله، وما يحفظه من ادلة شرعية، وأمثلة، وتجارب قد مر بها، بنفسه، أو عرفها من حدوثها بالعبرة والاتعاظ مما يحدث لغيره والنظرية معنها هنا ما يعرفه الإنسان في كثرة نظره إليه، ويسمى عرف العادة، فالعامة، أقصد الأشخاص الذين لم يدرسوا شرح المعاني، ومفرداتها وايجابياتها، وسلبياتها، وأضدادها، معرفتهم عادة، أي بالنظر والتكرار، دون أن يهتموا بمعرفتهم له أهي عقليّة تعتمد على علم الكلام، والأدلة، أما هي علم مشاهدة، فكان من الواجب أن يتعلّموا معاني الدين وأحكامه، فهو نظام الحياة الحقيقي لمن عرفه عقلياً، لا نظرياً، وبجب أن يعرفوا ما لا يعرف بالعقل ولا العادة، وهو ما لم يعرفوه بالمشاهدة، ولا تقرّه عقولهم، ولا يتذكروا أن مرّ بهم ما يدل على صحته، مثل قول الشاعر: غاب الحليل وشفت بالبيت ميلاح وجيت اتخطا كن أُهيله نسابه قالت: تقلّع لارهج النزل بصياح ماني من اللي بالردا ينهقابه فهل إتيانه إلى زوجة جاره معروف بالعادة؟ أو يقرّه العقل؟ أم قولها هي الذي يقرّه العقل، ويطابق تعاليم الدين؟ فهناك بعض الألفاظ التي نسمعها بالشعر تخالف العقل، والعادة، ويتساهل بها الناس بمعنى المثل: «أعذب الشعر أكذبه»، ولكن لنا عن ما خالف تعاليم الدين مندوحة، واجتناب الذنوب أيسر من طلب المغفرة. فالمعارف ثلاث معرفة عقلية، ومعرفة عادة (نظرية)، ومعرفة غيرهما، ولكن تقبل إذا يؤمن شرها، ولا حدث لها معارضة، وانتقاد.