بين وابل الرصاص وخطر اللصوص، يخوض آلاف الفلسطينيين في غزة سباقًا يوميًا محفوفًا بالموت للحصول على لقيمات تسد الرمق، وسط فوضى تتصاعد مع استمرار الحصار ونقص المساعدات. وبينما تتفاقم الكارثة الإنسانية، تقلل إسرائيل من شأن العنف المستخدم في توزيع الغذاء، وتصر على أنها تتخذ «إجراءات تحذيرية». لعبة الحبار وفي جنوبغزة، يخاطر السكان بالسير أميالًا نحو مراكز التوزيع. ومحمد صقر، أب لثلاثة أطفال، شبه الرحلة بمسلسل «لعبة الحبار»، حيث رفع الرأس في المنطقة العسكرية قد يعني الموت. وأنه زحف مع الحشود تحت نيران الدبابات، وعثر على شاب مصاب برصاصة في ظهره لا يزال على قيد الحياة، فحمله إلى برّ الأمان قبل أن يندفع الجميع فور افتتاح النقطة. وأضاف: «يعتمد كل شيء على مزاج الجنود». في مشهد آخر، قالت هبة جودة إنها شاهدت رجالًا يضربون طفلًا ليسرقوا طعامه، وفي حادثة أخرى، هاجم لصوص رجلًا مسنًا كان يبكي ممسكًا بكيس المساعدات لعائلته، وأصابوه بسكين وسرقوا المؤن. نار كثيف وفي حين تتحدث إسرائيل عن إطلاق «طلقات تحذيرية» على من يقتربون من القوات، يصف شهود عيان من غزة مشاهد إطلاق نار كثيف من دبابات وقناصة وطائرات مسيّرة، وأسلحة مثبتة على الرافعات، لمنع الحشود من تجاوز نقاط محددة قبل افتتاح المراكز أو لمغادرة الطرق العسكرية. وقالت أولجا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة، إن الوضع «كارثي ويزداد سوءًا»، مشيرة إلى فوضى متفاقمة في نقاط توزيع الغذاء وفقدان السيطرة الكاملة على الأمن. دخول المساعدات وبدأت إسرائيل في السماح بدخول المساعدات الغذائية الشهر الماضي، بعد أن أوقفتها بالكامل لمدة عشرة أسابيع، إلا أن منظمات أممية تؤكد أن الكميات غير كافية لتفادي المجاعة. وتُدار معظم الإمدادات عبر مؤسسة «GHF» – وهي شركة خاصة مدعومة من إسرائيل – فيما يُخصص جزء ضئيل فقط للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. وفي مناطق توزيع الغذاء، يسود مشهد فوضوي دموي، حيث يُطلق الجنود الإسرائيليون النار بشكل شبه يومي على الحشود الفلسطينية التي تحاول الوصول إلى نقاط التوزيع داخل مناطق عسكرية، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، بحسب وزارة الصحة في غزة. جميل عتيلي، أحد الناجين من تدافع دموي في مركز غذائي تديره «GHF»، وصف ما يحدث بأنه «إذلال وموت»، بعدما عاد إلى أسرته خالي الوفاض، مجروح الوجه، ومرشوشًا برذاذ الفلفل. وقال بصوت مكسور: «ليس لدي ما أُطعم به أطفالي. قلبي محطم». أزمة الجوع في غزة: 1. انقطاع الغذاء الكامل: أوقفت إسرائيل إدخال الغذاء إلى غزة لمدة 10 أسابيع متواصلة، ما فاقم خطر المجاعة الجماعية. 2. مراكز توزيع مميتة: تتركز نقاط التوزيع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية محاطة بالدبابات والقناصة والطائرات المسيّرة، ما يعرّض المدنيين للخطر المباشر. 3. مئات الضحايا: بحسب وزارة الصحة في غزة، أدى إطلاق النار الإسرائيلي على الحشود المتجهة للمساعدات إلى مقتل المئات وإصابة آخرين خلال أسابيع قليلة. 4. نهب ولصوصية: مع فوضى التوزيع، ينتشر لصوص مسلحون خارج المراكز يعتدون على الناجين ويسرقون مؤنهم. 5. نظام بديل مثير للجدل: إسرائيل تعمل على استبدال آلية المساعدات الأممية بصندوق تمويل خاص، متهمة حماس بالاستيلاء، وهي ادعاءات تنفيها الأممالمتحدة. 6. فشل أمني وتنظيمي: مؤسسات الإغاثة – بما فيها GHF – تعاني من ضعف التنظيم، وغياب الحماية، وفشل في منع الاحتكاك العنيف بالحشود. 7. الوضع يزداد سوءًا: الأممالمتحدة وصفت الوضع بأنه «كارثي»، وأكدت أن خطورته تتصاعد يومًا بعد يوم. 8. انعدام الخيارات: آلاف الفلسطينيين يضطرون للسير أميالًا تحت خطر الموت للحصول على طعام يكفي ليوم أو يومين.