يحظى العمل الاجتماعي لدينا باهتمام بالغ سواء على المستوى الرسمي أو المجتمعي، والدوافع كثيرة فعقيدتنا تحث على الإحسان، وأصولنا يتعمق فيها العطاء والكرم، ومن قوة هذا الجانب أو الحس الإنساني للمساعدة والعطاء أن البعض قد يدفع بما لديه لنصرة قضية أو مساعدة جماعة يرى أنها تتعرض للأذى، وهذا السخاء في فترة ما استغل للإضرار بنا في غياب التنظيم الصحيح لمفهوم المساعدة والأوجه أو الطرق الصحيحة التي يجب على الفرد أو الجماعة اتباعها لتصل مساعداته إلى من يحتاجها، المملكة ولله الحمد هي من أكثر الدول تقديما للمساعدة لمن يقع عليه الضرر من جميع الشعوب دون أن تنتظر إشادة أو تمجيدا، كذلك في الداخل هناك قنوات كثيرة جدا تقدم مساعدات ودعما للمواطن والمقيم، فهناك الجمعيات والمؤسسات الخيرية والمنصات التي فُعلت لتصبح المسار الصحيح لكل محسن، كذلك هناك الجهات الرسمية والتي يتركز عملها على دراسة أحوال المواطنين المعيشية وصرف إعانات مالية لمن يقل دخله عن كفايته وأسرته، وليس ذلك فحسب بل تعمل تلك الجهات على إيجاد بدائل تغني المواطن عن انتظار المساعدة الشهرية بأن يكون هناك مصدر مالي ثابت لا يتأثر بالظروف الطارئة، ويحفظ له ولأسرته حقهم في الحصول على مصدر إنفاق شهري يمتد لفترات طويلة، وهذا الإجراء هو الأصح أن تنقلني من مجرد متلق للمساعدة من جهات أو هيئات حكومية أو خيرية قد تتأثر لا سمح الله بظروف خارجية أو داخلية إلى صاحب عمل يكسب قوته من جهده وتعبه، ويضمن له بعد توفيق الله أن هناك مقابلا لجهده سيكفيه سؤال الناس هي أكبر عون ومساعدة، البعض قد يقول إن هناك أشخاصًا لا يستطيعون العمل إما لكبر السن أو صغره أو لحالة مرضية أو إعاقة، وهنا نعيد ما ذكر من قبل أن الدولة، وعن طريق وزارات وجهات مختلفة، ضمنت وتكفلت بصرف مبالغ شهرية لتلك الفئات تحت مسميات إما راتب ضماني أو إعانة لذوي الإعاقة ومن في حكمهم ممن يعانون من مشاكل مرضية تصل إلى عجز جسدي أو فكري بحيث يصعب عليه مساعدة نفسه حتى في القيام بمهام حركية بسيطة. نتفهم أن البعض يرفض فكرة أن يعمل الشخص المعاق أو كبير السن أو الأرملة واليتيم، وهنا نقول إن ترك الاستطاعة هي الفيصل في الأمر لأن هناك من يرغب في العمل حتى وإن كبر في سنه أو لديه إعاقة، ما يؤكد ذلك تلك الأعداد التي قدمت على البرامج التأهيلية التي طرحتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية مستهدفة بها ذوي الإعاقة الراغبين والقادرين على العمل، ومنهم من يمتلك الذكاء والقدرة ولكن تلك الفكرة المتعمقة لدى البعض أن المعاق، ومن في حكمه ممن يصرف لهم دعم مالي، لا يستطيع العمل يجب أن تتغير، وأن ندعم حزمة البرامج التي تسعى الدولة ومن خلال رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني إلى تنفيذها، والتي من ضمن أهدافها زيادة فرص العمل وتعزيز مهارات القوى العاملة وتطويرها، كذلك زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، هذه الأهداف التطويرية وغيرها تعمل العديد من الجهات على إنجازها، والبعض منها حقق نجاحات كبيرة جدا وأبرزها مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل، كذلك سعودة المهن، والتي مكنت المواطن من العمل في مهن كانت في السابق حكرًا على الأجنبي. ونستطيع القول إننا بحول الله مقدمون على تحول عظيم، ولكن يحتاج منا أن نقبل التغيير، ونثق أن في القادم ما هو أفضل.