كيف يتعامل إعلام الحوثي مع القيادات

تواصل الماكينة الإعلامية التابعة لجماعة الحوثي نهجها القائم على التضليل وعدم نقل الحقائق كما هي، خصوصًا فيما يتعلق بالضربات الأمريكية في البحر الأحمر. هذه السياسة الإعلامية تعتمد أساليب مكشوفة، تهدف لتشويه صورة الإعلام المناوئ، وبث رسائل دعائية تُظهر الحوثيين بمظهر المسيطر والمطلع على الحقيقة.
تكتيك الفخ الإعلامي
ومن بين أبرز هذه الأساليب، تعمد الإعلام الحوثي تمرير أخبار كاذبة – عبر قنوات غير رسمية – تفيد بمقتل أو اختفاء قيادي حوثي بارز، مستهدفًا بذلك وسائل الإعلام المعارضة التي تسارع بنشر الخبر بوصفه «سبقًا صحفيًا». وبعد انتشار الخبر على نطاق واسع، يلتزم إعلام الحوثي الصمت التام دون نفي أو تأكيد.
وثم، وبعد فترة زمنية مدروسة، يعيد الإعلام الحوثي إظهار القيادي المذكور في حدث عام أو زيارة ميدانية، في محاولة لإثبات زيف الإعلام المناوئ، وتأكيد أن المصدر الوحيد للمعلومات الدقيقة هو إعلامهم الرسمي. سياسة مزدوجة
وأوضح الإعلامي محمد السقاف أن جماعة الحوثي تتبع سياسة إعلامية مزدوجة في التعامل مع أخبار قياداتها، تنقسم إلى شقين:
أولاً: فبركة ونشر أخبار الوفاة الكاذبة
حيث يتم ترويج خبر مقتل قيادي حوثي بارز، وإيصاله بشكل متعمد للإعلام المعارض، ليتم تداوله على نطاق واسع. ثم يتم الاستفادة من انتشاره عبر إظهار القيادي لاحقاً في الإعلام الحوثي، مما يمنح الحوثيين فرصة لتقويض مصداقية الإعلام المضاد وكسب ثقة الجمهور المحلي.
ثانيًا: التكتم التام عند مقتل القيادات فعليًا
في المقابل، تلتزم الجماعة الصمت التام عند مقتل أحد قادتها فعليًا، وتمنع إعلان الوفاة أو إقامة مراسم عزاء. مثال على ذلك القيادي الحوثي يوسف المداني، الذي قُتل في عام 2017، ورغم تأكيدات أسرته وزواج أرملته، ما زال الإعلام الحوثي يتجاهل الحادثة ويرفض الاعتراف بها حتى اليوم.