الوفاء .. نبل وأخلاق وأثر يبقى

الوفاء سمة نبيلة سامية ونهج حصري بالكرام والنبلاء والشرفاء .. الوفاء قيمة قرآنية ووصية نبوية لبناء مجتمع صالح يقوم أساسه على الأحسان والإحترام والتقدير.
الوفاء صنوان الصدق يتدفق من ينابيع الأصالة والمشاعر الصادقة والإخلاص. الوفاء جسر يربط بين الإنسان وربه وبين المرء ومجتمعه، وسيرة ذاتية من الإنسانية الحسنة وسلوك غال يَعْظُم في العيون وتصدق فيه خطرات الظنون، يعتنقه القادمون من منابت الأصالة والكرم فلا تتوقعه من رخيص.
قال كبير علماء الأندلس ابن حزم الأندلسي رحمه الله(إن من حميد الغرائز وكريم الشيم وفاضل الأخلاق (الوفاء) وإنه لمن أقوى الدلائل وأوضح البراهين على الشرف وطيب الأصل). الوفاء أساس بناء الثقة بين الناس وهو من قِيَم وشِيَم وشمائل الكرام، بينما الغدر والجحود والنكران من صفات اللئام وتلوث أخلاقي مذموم . كثيراً مايصعب علينا حال بعض البشر عندما نرى وفاء الحيوان ، الوفاء جوهر الشخصية والعطاء والنقاء والمروءة والعهد، وفطرة الأسوياء يرتقي بصاحبه ويزهو به.
فما أطيب الوفاء وما أبهى الأوفياء في جلباب الشكر والعرفان وحفظ المعروف.
من أجمل ماقيل في الوفاء لمن أسدى معروفاً قوله (لاترمي حجراً في البئر التي شربت منها فلعلك تعود اليها مرةً أخرى). كم هو قول هادف جميل جدير بالتأمل. الوفاء من مكارم الأخلاق ومحاسنها ومن أعظم ما تتحلى به النفس البشرية. من أسمى وأجمل أنواع الوفاء وأكرمه هو الوفاء للوالدين فقد قرَن الله شكره بشكرهما، قال تعالى (أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير).
ومن شكره يأتي البر والإحسان للوالدين وخفض الجناح لهما، وكل أنواع البر بهما أحياءً وأمواتاً .
ومن أجمل الوفاء وأنبله، الوفاء بين الزوجين الذي يشمل كل معاني العشرة الجميلة والمودة والرحمة .. قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
محطات الحياة ومواقفها مختبر إكلينيكي يُظهر معدن الإنسان وأخلاقه وكرمه ووفاءه. فحريٌ بنا أن تكون هذه الصفات والسمات الراقية النبيلة شعارنا وبوصلة وجهتنا، وعنوان جودة حياة سعيدة وعاقبةً حميدة. فالكل في الحياة ضيوف، والضيوف حتماً سيرحلون ويبقى الأثر .
عبدالله رمضان العمري