سيصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى بيروت 22 ديسمبر، في زيارة قصيرة، تحدث البعض على أنها لتمضية الأعياد مع الفرقة الفرنسية في قوات «اليونيفيل»، ولكن ذكرت مصادر خاصة أن الرئيس الفرنسي استبق زيارته، لمحاولة سد الخلاف بين الرئيس المكلف سعد الحريري من ناحية، وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون من ناحية ثانية، عبر فتح قنوات مصالحة بين الأول ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، وإذا لم يحدث ذلك، فلن يقابل «ماكرون» أي شخصية سياسية لبنانية باستثناء رئيس الجمهورية، التزاما بالبروتوكول، حيث سيلتقيه في القصر الجمهوري بموعد حدد مسبقا، ومدته 45 دقيقة. ومن المتوقع أن يبلغ «ماكرون» «عون»، بلغة واضحة وحازمة، امتعاضه من عرقلة تشكيل الحكومة، وسيعيد فتح ملف تدويل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وسيصر على ذلك، للإسراع في كشف ملابسات انفجار المرفأ من خلال محققين دوليين. الزيارة الثالثة تعد هذه الزيارة الثالثة ل«ماكرون» للبنان خلال خمسة أشهر، وتحديدا بعد انفجار مرفأ بيروت، لحل الأزمة السياسية اللبنانية، وتشكيل حكومة لإنقاذ البلاد، إلا أن الرئيس الفرنسى غاضب من الطبقة السياسية اللبنانية، التي كما قال، في مؤتمره الصحفي الشهير، إنها «خذلته» عندما لم تلتزم بتعهداتها وتشكيل حكومة «مهمة»، لا بل عرقلوا تأليف حكومتين متتاليتين: الأولى لمصطفى أديب والثانية لسعد الحريري. أيضا تصب زيارة ماكرون، كما يتحدث مقربون من الإليزيه، في خانة تحضير الأرضية في لبنان قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة، لذلك لن يضغط على القوى السياسية اللبنانية لتشكيل الحكومة، لكنه لن يسمح باعتذار «الحريري» عن تكليفه بهذه المهمة، بل سيرسم خارطة طريق عبر الحكومة، حتى تستفيد منها فرنساولبنان في علاقاتهما مع الإدارة الأمريكية الجديدة. كما تؤكد المصادر أنه سيمدد المهل الزمنية لمبادرته، والتمويل الذي جمعه عبر المؤتمر الذي نظمه من أجل لبنان الشهر الفائت، الذي لن يحصل عليه اللبنانيون إلا بعد تشكيل حكومة يرضى عنها المجتمع الدولي، وإلا سيتخلى العالم عن لبنان، وستفرض عقوبات جديدة على مسؤولين لبنانيين متهمين بعرقلة تشكيل الحكومة. وهناك أصوات لبنانية باتت تتحدث عن ضرورة «تدويل الأزمة اللبنانية»، ووجود إشراف دولي على لبنان، حتى يتمكن من تجاوز احتمال زواله أو تفادي وقوع حرب أهلية جديدة، كما سبق أن حذر «ماكرون». زيارة ماكرون الثالثة للبنان تهدف إلى: محاولة سد الخلاف بين الرئيس المكلف سعد الحريري وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون. إعادة فتح ملف تدويل التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. تحضير الأرضية في لبنان قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة. تمديد المهل الزمنية للتمويل.