ما إن وقع حادث شاحنة الغاز التي انفجرت أمس، إلا وهبّ شباب سعوديون قريبون من الحادث لإسعاف المصابين وإنقاذهم، فقاموا بمشاركة رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر وحمل المصابين وإسعافهم، فيما قام آخرون بمساعدة المرور في تنظيم الطرق، في مظهر يؤكد حب السعوديين لعمل التطوع في الأزمات. ولم يكتفِ الشباب السعودي بهذا فقط، إذ هرعوا إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية (مستشفى الحرس الوطني) والمستشفيات القريبة لتقديم دمائهم لإخوانهم المصابين، وذلك بعد إعلان المستشفيات حاجاتها لكميات من الدم، حيث اكتظت بالمتبرعين. وقد تم رصد عددا من الحالات البطولية للشباب السعودي، حيث ترجل بعض منهم من سيارته واتجه نحو المصابين، مصطحبين طفايات الحريق وحقيبة الإسعافات الأولية الموجودة في سياراتهم، والقيام بالإطفاء وعلاج المصابين. كما رصدت قيام بعض المواطنين بنقل بعض المصابين في الحادث، بسياراتهم الخاصة إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية، في محاولة منهم لإنقاذهم. ويقول حمدان العنزي أحد سكان حي النهضة القريب من الحادث: إنه عند عودته من عمله في الدوريات الأمنية في الساعة الثامنة صباح أمس فوجئ بألسنة اللهب والدخان تغطي موقع الحادث، فاتجه له مباشرة محاولاً مساعدة المصابين وإنقاذهم. ووصف العنزي الحادث بالكارثة، حيث شاهد عددا من الجثث المتفحمة، والسيارات المحترقة. وأوضح عبد الملك الزعبي إخصائي اجتماعي ومهتم بالعمل التطوعي خلال حديثه أن هناك مطالبات سابقة بأهمية إنشاء هيئة رسمية يناط بها العمل التطوعي وشؤونه، تتولى رسم سياساته، وصياغة نظام موحد وشامل للتطوع في السعودية يبين حقوق المتطوع وواجباته، وتسعى لتنسيق العمل التطوعي ومنع الازدواجية.