نجران – ماجد آل هتيلة آل حشيش: لدى فرع الزراعة في نجران برنامج لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في مزارع المنطقة. على الرغم من مرور 26 عاماً على اكتشاف أول إصابة بسوسة النخيل في القطيف عام 1987م، إلا أن العلاج الواقي لهذه السوسة الخطيرة لم يُكتشف حتى الآن. ولم تتمكن وزارة الزراعة من القضاء عليها وحماية مزارع النخيل من هذه الآفة. فقد فتكت هذه السوسة بعدد كبير من النخيل وكبَّدت أصحاب المزارع ملايين الريالات، فيما تنفق الوزارة الأموال الطائلة والسوسة متربصة بالجميع وتهدِّد ملايين النخيل على مستوى المملكة. وفيما يعرف بعض المختصون هذه السوسة ب «العدو الخفي»، قامت «الشرق» بجولة على بعض مزارع النخيل وخرجت بهذه الحصيلة من الآراء: نصف مليون نخلة في نجران فقد ضربت سوسة النخيل الحمراء بقوة نخيل نجران التي تتجاوز 500 ألف نخلة تُنتج مِن خلالها أكثر من 10 آلاف طن مِن أجود أنواع التمور التي تتميز بها المنطقة مثل «الرطب» «البرحي» «البيَاض» «البرني»، وانتشرت السوسة بشكل كبير في مزارع المنطقة ومحافظاتها؛ حيث لم تنفع أمامها مجهودات آليات ومعدات فرع الزراعة في المنطقة. وأدى الداء الذي قضى على عدد كبير من النخيل إلى تذمُّر مُزارعي نجران وطالبوا بحلول ناجعة لاستئصال المرض ووضع حد لاستشراء المرض في المزارع المتبقية الخالية من الإصابة. انتقال المرض يقول المواطن علي اليامي: إن سوسة النخيل بدأت تغزو مزارع نجران بصمتٍ مُطبق عن طريق نقل فسائل النخيل المصابة بالمرض من مُدن أخرى دون التأكد من خلوها من الأمراض، وبيع بعضها الآخر في الطرقات دون وجود تراخيص رسمية. غياب الرقابة وأضاف اليامي قائلاً: في ظل غياب مراقبي فرع الزراعة وعدم القيام بجولات ميدانية لإيقاف هذه الظاهرة، دون مبالاة من بائعي الفسائل الذين يبحثون عن الربح المادي، لابد من البحث عن العلاج، موضحاً أن هناك عديداً من العلاجات الناجعة للحد والقضاء على المرض الغامض الذي بدأ يضرب نخيل المنطقة، مثل المكافحات الحيوية من بكتيريا وفيروسات آتت نتائجها بشكل كبير في بعض المزارع، وكذلك رش الجذع والساق بالمبيدات الكيماوية عند نقلها من مزرعة لأخرى. نقص الخبرة وقال حمد آل سليم إنه يملك كثيراً من النخيل الذي يُنتج أنواع التمور، بيد أنه لاحظ ذبول واعوجاج بعض أنواعها، ليكتشف أن سوسة النخيل ضربت بقوة مزرعته. وقال: لم تُفِد معها المحاولات لإنقاذها، ما أدى إلى إتلافها نهائياً ومحاولة الاستفادة من مخلفاتها بتحويلها إلى سماد طبيعي لغيرها، موضحاً أن فرع الزراعة في نجران يُعاني من قلة الفنيين المختصين في مجال النخيل، فضلاً عن عدم وجود الآليات والمعدات الحديثة التي تسيطر على سوسة النخيل الحمراء وتشخيص المرض وعلاجه، مؤكداً أن بعض الفنيين يفتقد الخبرة في هذا المجال، ويتضح من خلال معرفة ودراية المُزارع صاحب الخبرة عن الفني المختص. ورأى آل سليم أن تقوم الزراعة بالاستعانة بالآلات الزراعية الحديثة التي تقوم بفرم النخيل المصاب بالمرض وعدم انتشاره في النخيل المجاور، ومحاولة الاستفادة من السماد العضوي للمصاب بطريقة آمنة وصديقة للبيئة، واستئصال بداية السوسة التي تنخر جذوع النخيل الهشة ذات ال 15 عاماً. من جهته، أوضح مدير العلاقات العامة في الإدارة العامة للشؤون الزراعية بمنطقة نجران مسفر آل حشيش، أن لدى فرع الزراعة في نجران برنامجاً لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في مزارع المنطقة، مكوناً مِن عدد من المشرفين المختصين والعمال والآليات والمبيدات الخاصة بالبرنامج، التي تقوم بأعمالها وفق خطة عمل على فترتين صباحية ومسائية بطريقة منظمة لمحاصرة السوسة والقضاء عليها، مضيفاً أن فرع الزراعة يُعتبر من ضمن الحملات الوطنية التي تشارك في حملة المكافحة، الذي تم دعمه بآليات جديدة وأجهزة حقن خاصة للنخيل أثبتت فاعليتها في بعض مناطق المملكة، مطالباً المزارعين بالتعاون مع فرع الوزارة للحد والقضاء على هذه الحشرة التي تضرب أشجار النخيل من خلال حضور الفعاليات والالتزام بالإرشادات التي يقدِّمها المختصون والفنيون في الزراعة. «العدو الخفي» يُهدِّد نصف مليون نخلة في نجران «العدو الخفي» يُهدِّد نصف مليون نخلة في نجران