خالد خلف مطرود هناك حقيقة مُغيبة، أنا من غيَّبها وأخفاها عمداً عن البعض، فاليوم أنا بصدد الاعتراف بها والاعتذار معاً. سأعترف أولاً بهذه الحقيقة، وأعتذر للذين أخفيت عنهم هذه الحقيقة وقلت لهم ما هو مُجانبٌ للصواب. الحقيقة هي أني ابن السابعة عشرة، ولم أصل إلى سن ما وفق الخامسة والعشرين.. كما أخبرتكم في وقت سابق.. وبما أني اعترفت بالحقيقة يجب أن أبرر لكم موقفي من ذلك.. وما الدوافع التي جعلتني أخفيها..؟ فأقول: من وجهة نظري الشخصية – أعتقد أن مجتمعنا مظاهري جداً، وبما أني أعتقد بهذا الرأي، كان من اللازم عليّ أن أتعامل معه جيداً وفق معطياته، فحرصتُ على أن أخفي مقدار عمري عن كل من سأل عنه من الزملاء الإعلاميين وغيرهم، ممن أخوض معهم نقاشات وتبادلاً للآراء والأفكار.. وكل ذلك كان بسبب خشيتي من الإقصاء، والنظر في الأفكار والآراء التي أطرحها نظرة ضيقة، المحدودة في سنّي، الذي يُعتبر صغيراً في مشوار الحياة، ففي مجتمعنا لا يهتمون للرأي وما يحمله من قيمة، بل بمن يطرحه، فبعض الأفكار يُصدقها ويتبناها غالب الناس في مجتمعنا، فقط لأن من قالها شيخ أو دكتور ولو كانت غير صحيحة في النهاية! فالمظهر الذي ظهر به الشيخ والدكتور.. هو من جعل الناس يؤمنون بهذه الأفكار دون وعي. وحينما يظهر شاب مثلي بأفكار وآراء.. في مجتمع ثقافته مظاهرية، فلا بد أن يحاكموها وفق حدود عمري.. وينظروا لها نظرة قاصرة! فمن هذا المنطلق، عمدتُ إلى إخفاء حقيقة عمري، فكنت أجيب على كل من يسأل عن سني بتواريخ ميلاد وهمية، توحي بأني راشد، ما فوق سن 25 سنة مثلاً؛ من أجل أن أنال الاحترام لأفكاري وآرائي التي أطرحُها. لكن الآن لم يعد هذا الأمر يُؤرقني، فأصبحتُ أمتلك قدراً عالياً من الثقة بالنفس.. وتحليت بالشجاعة، لأعترف بهذه الحقيقة، وأعتذر لكل من أخبرتهُ خلافها، حتى منهم بعض الإخوة والزملاء هنا في صحيفة «الشرق»، فلهم مني كل الشكر والتقدير على معاملتهم الطيبة والحسنة، وأتمنى أن لا تتأثر وتيرة هذا التعامل بعد هذا المقال، كما أني أتمنى أن لا أشعر بالندم على كتابته.. «فأن تأتي متأخراً.. خير من أن لا تأتي أبداً». والحقيقة «العلم الوكاد» التي لطالما سألتم عنها، فإني أقدمها لكم اليوم مع الاعتذار.. في عنوان المقال! وكل الشكر لإدارة التحرير في «الشرق»، وعلى رأسهم الأستاذ قينان الغامدي، لإتاحتهم لي هذه المساحة لنشر مقالي هذا.. الذي يستريح به ضميري! من رئيس التحرير: الابن خالد، لك التحيّة ولك الشكر، و(الشرق) يسعدها أن تكتشف مواهب أبناء وبنات هذا الوطن، وتفتخر بهم وتتبناهم. لقد زادت سعادتنا بك وأنت تكشف عن حقيقة عمرك، وحقيقة نبوغك. وفقك الله.