النعيرية بلدة صغيرة هادئة تقع في شرق المملكة، كانت ومازالت هذه البلدة متنفسا لكثير من أهالي المدن وخصوصاً في فصل الربيع، لكن بعدها عن المدنية لم يمنعها من أن تنال قسطها من التلوث. سمعنا وتابعنا ما حدث ويحدث في «مهد الذهب» من مشاكل بيئية وصحية بسبب صناعة التعدين، وعرفنا الآثار السلبية الناجمة عنها، ولاحظنا مدى جهل ساكنيها بتلك العواقب، لولا أن هناك من أشعل فتيل الوعي لديهم وأخذ بأيديهم للمطالبة بحقوقهم حتى وإن كان ذلك تحت أسقف المحاكم. واليوم، وفي عصر الازدهار الصناعي والتقني وما توليه حكومتنا من اهتمام في هذا الجانب، يجب علينا أفراداً وجماعات أن نلفت الانتباه لجانب بيئة الإنسان وصحته التي هي الألزم والأولى في الرعاية والاهتمام بما يتوافق مع هذا الازدهار. فها نحن نعيش سيناريو قد يكون مشابهاً لما حدث في المهد، فمع اتساع دائرة التصنيع الممتد من الجبيل إلى رأس الخير وباقترابه من مناطق النعيرية – الصرار- السعيرة...، نجدها وقد تعكر صفو سمائها ببعض الغازات والأبخرة الضارة. فلماذا لا يتم تدارك مثل هذه الأخطار؟ ولماذا لا نأخذ العبرة مما حصل في المهد؟