الدمام – علي المليحان إصابتي ليست خطيرة .. وعودتي قريبة للملاعب. ذبحونا بعد «خماسية إسبانيا».. وأحبطونا أمام الأرجنتين. لو مر الهلال والأهلي والنصر بنفس ظروفنا لهبطوا ل «الأولى». طمأن لاعب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونادي الاتحاد سعود كريري الجميع على إصابته التي تعرض لها في المباراة الودية أمام الأرجنتين، موضحا أنها عبارة عن خلع في الكوع ولن تبعده عن الملاعب سوى ثلاثة أسابيع فقط، مشيدا بطبيب المنتخب وتدخله السريع الذي ساهم بشكل كبير في إعادة الكوع لوضعه الطبيعي. وشدد على أن التجربة الودية أمام الأرجنتين منحتهم ثقة أكبر بعد الهزة العنيفة للمنتخب في أعقاب خسارته من إسبانيا بخماسية نظيفة، مؤكدا قدرة الأخضر على استعادة توازنه والظهور المشرف في بطولة الخليج الحادية والعشرين في البحرين، لكنه لم يعد جماهير الكرة السعودية باللقب الخليجي. كريري الذي فتح قلبه ل «الشرق» في حوار استثنائي تحدث بصراحته المعهودة عن سياسة مدرب الأخضر، الهولندي فرانك ريكارد، وتطرق كذلك لخروج الفريق الاتحادي من دوري أبطال آسيا، كما دافع عن المدرب الإسباني راوول كانيدا وزملائه اللاعبين خصوصا الكبار في السن .. فإلى التفاصيل.. * حدثنا عن إصابتك الأخيرة التي تعرضت لها أمام الأرجنتين؟ - كانت قضاء وقدرا، فقد حاولت قطع كرة من أمام ليونيل ميسي في أواخر الشوط الأول، وأمام اندفاعي تعرضت لانزلاق بسبب أرضية الملعب المبللة، ووقتها كانت يدي منفردة مما زاد الثقل عليها وقت السقوط فحدثت لي الإصابة، التي كانت عبارة عن خلع في (كوع) اليد اليمنى، والحمد لله ساهم طبيب المنتخب الدكتور جمال في تقليل حجم الإصابة وتمكن من إعادة الكوع إلى وضعه الطبيعي، وقد راجعت قبل أيام مركزا طبيا بالخبر عند البروفيسور السعودي عبد الله العثمان من باب الاطمئنان للتأكد من سلامة يدي وعدم تعرضها لتمزق في الأربطة أو الشرايين الذي أكد لي أنها سليمة وليس هناك ما يستدعي الخطر، وفي نفس الوقت طلب مني الاستمرار في وضع الجبيرة على يدي لوجود تورم وتجمع دموي حول منطقة الكوع مع اتباع نظام علاج تحفظي وتناول الأدوية بانتظام حتى يتم شفاؤها بالكامل. * كيف كانت ردة فعلك بعد أن تباينت الآراء حول إصابتك وهناك من أشار إلى أنها قد (تطول) لأكثر من ذلك؟ - لقد تعودنا على مثل هذه الإصابات في الملاعب، ولدينا في المنتخب طبيب ذو كفاءة عالية، وأكد لي أن الإصابة ليست خطيرة، وسبق للاعب طلال خيبري أن تعرض لمثل إصابتي في مباراة ضد غانا عام 2007م وعاد الكوع لمكانه الطبيعي، وما أراحني نفسيا أن الطبيب أخبرني أن الإصابة لن تستمر أكثر من ثلاثة أسابيع. * هل كانت تعليمات رايكارد بمراقبة ليونيل ميسي دور في حماسك واندفاعك للحد من خطورته؟ - أبدا، فقد طلب منا كمجموعة تطبيق تكتيك معين، وأن يؤدي كل لاعب المطلوب منه في مركزه، وشاءت الظروف أن أصاب لحظة مراقبتي لميسي لمنع هجمة، وبعد إصابتي سمعت حديثا من مقربين يؤكدون لي «إيش اللي خلاك تراقب ميسي؟».. هذه كرة قدم، وقد كان دخولي في اللعبة عاديا، وفجأة انزلقت على الأرض، وأصبت والحمد لله أنها جاءت سليمة. * ما مدى تأثير الإصابة على مستقبلك الكروي؟ - الحمد لله إن الأمور طيبة، وأحتاج إلى فترة راحة عشرة أيام، وبعدها أبدأ في العلاج الطبيعي، والإصابة حدثت في اليد وليس القدم، وقد أرتاح بضعة أيام وأدخل في تمارين التقوية والحديد والدراجة، من أجل الحفاظ على العامل اللياقي. * هل تخوفتم من رش أرضية الملعب بالماء قبل بدء المباراة؟ - حين تكون الأرضية مبللة بالماء فهو أمر جيد، حيث تسهل علينا تمرير الكرة بسلاسة، وتقلل حدوث إصابات المفاصل والركبة، وقد تعودت على هذا الشيء سواء مع الفريق أو المنتخب، ، وشاهدتم كيف كانت التمريرات متقنة وكيف كان أداؤنا سريعا، ومن وجهة نظري ربما يوجد في المملكة ملعبان صالحان للعب كرة القدم. * كيف تصف ودية الأرجنتين بعد سلسلة من التجارب والنتائج المتأرجحة؟ - هي تجربة مفيدة لنا كلاعبين خصوصا وأننا مقبلون على المشاركة في بطولة الخليج في البحرين، صحيح أننا خسرنا من قبل تجربة إسبانيا بخماسية، وليس عيبا أن تخسر بهذه النتيجة أو أكثر، ولكن العيب ألا تؤدي الأداء المرضي، وربما كان الإعلام المرئي والشارع السعودي قاسيين علينا بعض الشيء، ولو نظرت إلى تشكيلة المنتخب فهي تضم أسماء شابة تشارك لأول مرة منذ ثلاث سنوات، وحين أتت مباراة الأرجنتين كانت بمثابة التحدي، وكنا على قدر من الثقة، وتحدثنا كلاعبي خبرة مع بعض الأسماء الشابة قبل صافرة البداية وقلنا لهم أنه ليس عيبا أن تخسر، والأهم أن تقدم عطاء مختلفا، ولاحظنا البعض من جمهورنا العزيز كان يساند لاعبي الأرجنتين أثناء الإحماء، ولكن مع مرور أول خمس دقائق تحولوا إلى تشجيعنا. * وما ردك على من يقول أن ريكارد غامر بإشراك عدد من اللاعبين الشباب أمام منتخب كبير مثل الأرجنتين؟ - انضم للمنتخب في الفترة الأخيرة أكثر من اسم شاب، وربما في السنوات العشر الأخيرة مرت أجيال على المنتخب، ونحن كلاعبين بلا شك ننشد الاستقرار والسير على نهج معين، ولا ألوم مدربنا رايكارد الذي يضم أسماء شابة للمنتخب ويفاجأ حين يعودون لأنديتهم بأنهم لا يشاركون كأساسيين، فمن الصعب أن يأتي بلاعبين آخرين، وللأمانة فقد مضى على إشرافه تقريبا عام واحد، وأتذكر بأنه صرح وأكد بأن 90% من تشكيلة المنتخب أمام الأرجنتين ستكون حاضرة في بطولة الخليج، ونأمل أن تبرز هذه الوجوه الواعدة، وتحجز مكانها سنوات طويلة. * وبما تعدون الشارع السعودي في بطولة الخليج؟ - لا نعدهم بشيء، بقدر ما نسعى إلى تقديم مستوى يليق بالكرة السعودية التي تمر بمرحلة انتقالية، ونطالبهم بالصبر على لاعبي المنتخب خصوصا الشباب، فأحيانا يحققون نتائج جيدة ولكنها وقتية، والأهم من وجهة نظري بناء جيل له مستقبل واعد ينافس على كافة البطولات سنوات طويلة ويكمل مسيرة الجيل السابق. * هل بدأتم كلاعبين في تلمس طريقة وأسلوب ريكارد؟ - ريكارد مدرب عالمي، وربما هي سمة المدربين الكبار حين يشرفون على أي عمل سواء في الأندية أو المنتخبات تجدهم يعقدون اجتماعات متواصلة مع معاونيهم لتطبيق الخطط والأفكار، بينما يبقون كمشرفين عليهم.. للأمانة طريقة ريكارد سهلة وواضحة، ويبقى تقبل اللاعبين وفهمهم لأسلوبه دور كبير في تحقيق نتائج إيجابية. * أصاب الاتحاد جماهيره بالصدمة بعد خروجه من البطولة الآسيوية .. فما سبب الإخفاق؟ - كل شيء جائز في كرة القدم، واجهنا فريقا كبيرا ومحترما وتفوقنا عليه في الذهاب بهدف، ولكن لم نكن في يومنا في الإياب، وخسرنا بهدفين، وكان لدينا أمل أن يتوج أشقاؤنا في الأهلي بالبطولة، وفوجئنا بظهوره في أسوأ حالاته ليخسر اللقب الآسيوي، وللأسف بعد خروجنا وجهت إلينا سهام الاتهام، ومسحوا الصورة الجميلة التي قدمها مدربنا الإسباني راؤول كانيدا منذ إشرافه، فهو لم يخسر معنا في 27 مباراة، ويكفيه أنه انتشل الفريق وهو في وضع سيء للغاية، وبدون مجاملة فنادينا مر بظروف سيئة في السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن بعد توفيق الله ثم بفضل جهود اللاعبين الذين تحدث البعض عنهم وقالوا عنهم (عواجيز)، قدمنا مستويات طيبة، ولو مر أي ناد من الأندية الكبيرة مثل الهلال أو الأهلي أو النصر بظروف نادينا لربما وجدناه منافسا على الهبوط. * لاحظنا أن كانيدا بدأ يعطي الفرصة لمشاركة أسماء شابة وواعدة أمثال فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي في الفريق الأول، فهل نقول أن فريقكم مقبل على مرحلة (بناء)؟ - ليس مرحلة بناء، بقدر ما نرى هذه الأسماء مكملة للجيل الاتحادي، فمثلا اللاعب فهد المولد (ما شاء الله تبارك الله) قادم بقوة للساحة، وربي يحفظه من شر الإصابات وعيون الإعلام، وأتمنى منكم كإعلاميين أن تقللوا من المدح الزائد، لأنه لا يزال شابا وقد يتأثر بمن حوله، فهذه الميزة موجودة في الفرقة الاتحادية منذ زمن بعيد، ونتمنى ظهور أسماء جديدة، حتى لا يخرج من يقول أننا نسيطر على الفريق، ونؤثر على الإدارة، على العكس تماما فالخانة ليست حكرا على أحد، ومن يثبت نفسه وجدارته فله أحقية المشاركة. واللاعبون الموجودون في الفريق لو كان أحدهم سيئا لما أتى مدربون وطالبوا بوجوده كأساسي، فكبر اللاعب ليس مقياسا للعطاء، وقس على ذلك لاعب ميلان السابق مالديني، ولاعب انتر ميلان الأرجنتيني خافيير زانيتي الذي تخطى سن ال 37 عاما ولا يزال يركض ويقدم عطاء كبيرا. * إذاً، هل ستنهي مسيرتك الكروية مع الاتحاد؟ - وقعت مع الفريق لموسمين مقبلين، وأجد راحتي الكاملة في الاتحاد، وأسأل الله التوفيق.