اتفقت المملكة وماليزيا على إنشاء مركزٍ عالمي للسلام باسم «مركز الملك سلمان للسلام العالمي»، على أن يقع مقره في ماليزيا. وستتعاون في إنشائه 4 جهاتٍ هي مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع السعودية، ومركز الأمن والدفاع في وزارة الدفاع الماليزية، وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية، ورابطة العالم الإسلامي. وأفاد بيانٌ سعودي – ماليزي بأن الجهات الأربع ستنسق فيما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال 90 يوماً من تاريخ الإعلان عنه. ولفت البيان المشترك، الذي صدر في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ماليزيا، إلى الروح البنّاءة التي سادت الاجتماعات خلال الزيارة. وجاءت القضايا التي تهم الأمة الإسلامية في مقدمة ما تم بحثه. وبحسب البيان؛ كان هناك اتفاقٌ تامٌ على ضرورة تكثيف وتضافر جهود العالم الإسلامي لمواجهة التطرف، ونبذ الطائفية، والمضي بالعالم الإسلامي نحو مستقبل أفضل في إطار أهداف ومقاصد منظمة التعاون الإسلامي، إضافةً إلى السعي إلى تحقيق الأمن والسلم الدوليين. كذلك؛ كانت ظاهرة الإرهاب التي لا ترتبط بأي عرق أو لون أو دين من أهم القضايا التي تم بحثها. وجرى الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره أياً كان مصدره. في الوقت نفسه؛ استعرض الجانبان السعودي والماليزي القضايا السياسية في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكد الجانبان ضرورة التوصل إلى حل دائم وشامل وعادل لهذه القضية وفق مضامين مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. في الشأن السوري؛ جرى التأكيد على ضرورة إيجاد حلٍ للأزمة على أساس بيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254). وأشار الجانبان إلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها. في الشأن اليمني؛ شدد الجانبان على أهمية المحافظة على وحدة اليمن وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن رقم (2216). وأكد الجانبان دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن والجهود المبذولة في هذا النطاق، وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية. وعبر الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأكدا على الحاجة إلى التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول. وكان خادم الحرمين الشريفين زار ماليزيا في الفترة بين الأحد والأربعاء الماضيين بناءً على دعوةٍ من ملك ماليزيا، السلطان محمد الخامس. واستقبل السلطان محمد الخامس خادم الحرمين في القصر الملكي؛ حيث قلّده وسام الدولة الملكي الأول (وسام التاج). وعقد الملك سلمان ورئيس وزراء ماليزيا، داتو سري محمد نجيب عبدالرزاق، مباحثات بنّاءة ومثمرة؛ إذ تم تبادل وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات الثنائية وتكثيف التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية. كذلك؛ تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبحسب البيان المشترك؛ اتفق الجانبان على أن تبادل الزيارات بين البلدين على جميع المستويات من شأنه الإسهام في تطوير العلاقات الثنائية بينهما. كما اتفقا على تكثيف الاتصالات والتعاون بين المسؤولين الحكوميين والقطاع الخاص في البلدين، بهدف تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية. وأكد الجانبان أهمية تقوية وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والتعاون بينهما في مجالات الاستثمار، واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء «رؤية المملكة العربية السعودية 2030». واتفق الجانبان، في موضوعٍ آخر، على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتطوير مجالات التدريب والتمارين المشتركة، وتبادل الخبرات العسكرية. ورحّب البلدان، في بيانهما، بمشاركة شركة «أرامكو» السعودية مع شركة «بتروناس» الماليزية في تطوير وتملُّك مجمع عملاق متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في ولاية جوهور الماليزية، ما من شأنه الإسهام بشكل كبير في دعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين على المدى الطويل وتعزيز التعاون بينهما في مجال الطاقة. ووقّع البلدان على مذكرة تفاهمٍ في مجال التعاون العلمي والتعليمي؛ من شأنها تمهيد الطريق لمزيدٍ من التعاون في مجالات تبادل المعرفة والخبرة ونقل التكنولوجيا. ووقعا أيضاً على مذكرة تفاهمٍ في مجال العمل والموارد البشرية؛ من شأنها تكثيف برامج التدريب وتبادل الخبرات في مجالات السلامة والصحة المهنية والمعلومات والإحصاءات ذات الصلة بسوق العمل في البلدين. وجرى التوقيع، في ذات السياق، على مذكرتي تفاهم في مجالي التعاون التجاري والاستثماري والتعاون بين وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة الأنباء الماليزية (بيرناما). وأعرب الجانب الماليزي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما تبذله المملكة من جهود لخدمة الحرمين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار. كما أعرب خادم الحرمين عن بالغ شكره وتقديره لملك ماليزيا ورئيس وزرائها وشعبها الشقيق على ما لقيه والوفد المرافق من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.