يقول جندي أمريكي بعد عودته من أفغانستان «خدعونا وقالوا هناك يكمن الإرهاب والإرهابيون، ولكني وجدت أننا نحن أصحاب الإرهاب»! وشهد شاهد من أهله! إذاً بأي وجه تقر أمريكا قانون «جاستا» الذي أشاد به نصف أعضاء الكونجرس الأمريكي والنصف الآخر رفض لمصالحه الخاصة به أو الخاصة ببلده لا من أجلنا. يا الله، رعاة الإرهاب يريدون مقاضاة ضحايا الإرهاب! نعم نحن فقط ضحايا والسعودية ليست مسؤولة عن الإرهاب والمتطرفين الذين يخرجون منها أو ينسبون أنفسهم إليها! فجنسية الإرهابي ليست دليلا على إدانة وطنه بالإرهاب. وكلٌّ يعلم أن أمريكا حملت الحقد والكراهية للإسلام والمسلمين في عقلها منذ القدم ثم ولدته قبل سنوات على شكل إرهاب وتطرف ديني ثم رعته من صغره حتى كبر فاشتد وخرج عن السيطرة فأصبح شرا عليها! لقد علمته أن يقتل ويحارب من لا يتبعه حتى وإن كانت أمه! وها هو حاربها عندما أرادت إيقافه. «جاستا» هو سهم أطلقته أمريكا لكنه حتما سيرتد عليها، كما عاد الإرهاب لينهش أرضها التي ربته عليها، وهو قانون له أضرار على العلاقات والاقتصاد والأضرار ستصل إلى الجميع. إذا لماذا لا يطبق جاستا على أمريكا! أليست الحروب التي خاضتها أمريكا بلا أسباب حقيقية إرهابا؟ أليس التغاضي عن أفعال روسيا وبشار وتخريبهما في سوريا إرهابا! ولا ننسى إشعالها الفتن ويدها الخفية التي تمطر بالصدقات على الحوثيين والحروب الأهلية، يدها التي تساند داعش والقاعدة وغيرهما الكثير، أليست كل هذه الأمور إرهابا؟! إن هذا القانون ما هو إلا مؤامرة حيكت لتدمير اقتصادنا وأمريكا تعلم يقيناً أن تدمير الاقتصاد الوطني يعني تدميرنا، كما أعتقد أن هذا القانون شُرع فقط لهدف واحد وهو إسقاط السعودية. وأول دليل ظهر فقط بعد ثلاث ليال من إقرار هذا القرار، وهو القضية التي رفعتها سيدة أمريكية على السعودية لمقاضاتها لقتل زوجها خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ولإلحاق الأضرار النفسية بها. أمريكا لم تجد دليلا واحدا يدين السعودية في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ولذا فكرت وفكرت ثم شرعت هذا القانون الدولي «جاستا» الذي أطلقته بكل سعادة لتضغط به علينا وتسقطنا براحة يدها الملوثة بالإرهاب ولكن هيهات هيهات. والسؤال يقول هل سننتظر الحكم الظالم والحجر الاقتصادي المقبل؟ أم سنخطو خطانا بلا خوف على العلاقات الخارجية والمجاملات الدولية!