في آخر الليل.. يبدأه بالحب الحلال، وبالقول الخبال، وبرميه للعينين ذات السهام، وذات الجمال الفاتن مع متكأ يتوشاه بشيء من الفعال، فهلم جرّا يا غزلي ويا عاشق يطرب ويتغنى بي لال، وعند الصبح.. ينهي دعواه باللهم ارزقنا الحب الحلال، هكذا هم عاشقو ومحبو ومدمنو وناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يسهرون ويقضون أيامهم ولياليهم الجميلة مع آخر ساعة بعد مد وجزر ونقد لاذع وكلام لاسع في دخولهم لعزف رومانسي وموقف شاعري، ويرمون تعاسة نهارهم ثم يستبدلونه بليل صحو جميل يهتز بغزلهم وعشقهم العفوي مرة مع هذا ومرة مع ذاك، وكل يغني على ليلاه الذي مازال يشاهده جميلاً وسعيداً يتخلله الهدوء وبالبوح المعسول، وعليه.. فلنعلم دائماً أن الحب الحرام سيبقى كالماء المالح، ومهما شربنا منه فلن يروينا أبداً، بل على العكس سيزيد ظمأنا وسيزيدنا أيضاً همّاً وغمّاً وحسرة، ويكفي أن يكون ديناً معلقاً علينا ليستوفيه الله في أهلنا أو أبنائنا مهما طال بنا الزمان أو قصر، وأما الحب الحلال فهو كالماء العذب يروينا وينعشنا بالمودة والرحمة والسكينة، لذا كم هو جميل أن تحب حبّاً شريفاً عفيفاً وبريئاً صادقاً خالياً من الزيف والخداع، وكم هو جميل أيضاً أن تجد من يحبك ليبادلك نفس الشعور، ولكن الأجمل والأروع على الإطلاق أن تجد من يحب الله معك ويحب القرآن معك ويقيم الليل معك، ولهذا.. فإنني أسأل الله العلي القدير أن يرزق كلّاً منكم نصفاً آخر ليقترب معه إلى الله، وفي الختام.. سيصعب حبك حتماً بالالتقاء بمن تحبه، ليحققه لك حلمك وتحلم هي مثلك، فحلمت بأنها موجودة في قلبك، لتحلم هي أيضاً بأنك موجود في قلبها ولكن! لم ولن يكتمل حبكما ليتم تحقيقه إلا إن صدقت النيات، ومن ثم الدعاء إلى المولى سبحانه وتعالى أن يحققه لكم أيّاً ومهما كانت الظروف، وأن يعطيكم على قدر نياتكم، ليكون حبّاً حلالاً خالياً من كل الشبهات وذلك ب اللهم ارزقنا الحب الحلال وبارك لنا فيه، وأغننا بحلاله عن حرامه يا رب.