طَفَت إلى السطح معلومات جديدة عن احتمالات طوفان نوح، فقد تم الإعلان عن كشف آركيولوجي مثير تقدم به فريق علمي جيولوجي أمريكي من العالمين الأمريكيين (ويليام راين) (WILLIAM RYAN)و(والتر بيتمان)(WALTER PITTMAN) لبقايا طوفان اجتاح منطقة القوقاز وأوكرانيا وبلغاريا والمنطقة المحيطة بالبحر الأسود الحالي، واندفع بكل جبروت عندما ارتفع مستوى المياه فجأة في المحيطات والبحار قبل 7500 سنة في نهاية العصر الحجري، وكانت منطقة البحر الأسود بحيرة داخلية مغلقة تعيش على ضفافها قبائل شتى تنعم برغد العيش طورت نظام الزراعة وشيئاً من الأدوات البدائية، وأمام هذا الاجتياح المرعب لمنسوب المياه صدمت الأمواج العاتية العتبة الحجرية في غرب تركيا لتخرقها وتشكل مضيق البوسفور، وتتدفق كميات هائلة من المياه وكأنها تغلي في قدر، لتملأ البحيرة بقوة اندفاع وعنف يزيد عن قوة تدفق شلالات نياجارا ب 400 مرة، ليتحول البحر الأسود إلى ما يشبه (البانيو) الذي امتلأ بالماء و(طفطف) من حوافه بحيث أن المياه زحفت تفترس بغير رحمة حواف البحيرة بمعدل كيلومتر يومياً، لتصل إلى عمق مائة كيلومتر عندما هدأ الطوفان، مما جعل المناطق المحيطة بالبحيرة تتحول كلها إلى عالم سفلي تحت الماء، ولتغرق مستودعات غلال حبوب الجنس البشري في تلك الأيام، بالماء المنهمر من أبواب السماء، والمتفجر عيوناً من الأرض، كما وصف القرآن، لتغمر مساحة مائة ألف كيلومتر بارتفاع 150 مترا، في حوض مالح اقتلع كل أثر للحياة من المياه الحلوة، التي كانت عامرة تدب بالحياة في أعماقها بما فيها الديدان، كما دلت على ذلك أعمال الحفر وتحليل الرواسب البحرية التي قام بها علماء المحيطات من التي نقلتها سفينة روسية حفرت في عمق البحر الأسود. المنطقة الوحيدة التي شمخت ونجت من إعصار الطوفان كانت منطقة القرم، وأما الشعوب التي استوطنت هناك في منطقة غناء محيطة بالبحيرة القديمة الجميلة فكانت بين خيار الغرق أو النجاة بالهرب من المنطقة كلها، وكانت هذه الحركة ذات أثر إيجابي كما ذهب إلى ذلك الأركيولوجي البريطاني دوجلاس بايلي (DOUGLASS BAILEY) الذي رأى أن هذه الإعصار الكوني قاد إلى انتشار تقنية زراعة الأرض، ونقل بدايات الحضارة إلى مناطق متفرقة من الكرة الأرضية، وسارعت في بزوغ الحضارة؛ فهذا الطوفان المدمر كان زناد الاتقاد لمشعل الحضارة. إنها معلومات قد تقترب أو تبتعد عن الحقيقة، أليس كذلك؟ ولكن علينا دوما فتح الأذن للجديد وتشغيل آلية النقد الذاتي.