دخلت أكبر بحيرات الصرف الصحي في مدينة جدة (14.5 كيلومتر شمال شرقي الخط السريع) في منافسة كبيرة مع المعالم السياحية التي تشتهر بها عروس البحر الأحمر، بعدما اكتسبت «بحيرة المسك» كما يحلو لسكان جدة تسميتها شهرة واسعة خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب التقارير البيئية والصحافية التي تحذر من خطرها، وتهديداتها ل«العروس»، واحتمال فيضانها على الميناء الأهم في السعودية، بعد كارثة تشرين الثاني (نوفمبر) التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص وعشرات المفقودين. وتوقع تقرير صدر في شهر آب (أغسطس) 2008 غرق تسعة أحياء سكنية في جدة، كما أشار تقرير اللجنة التي تشكلت في وقتها من أمانة مدينة جدة وإدارة الدفاع المدني والشؤون الصحية ووزارتي الزراعة والمياه وعدد من القطاعات الأمنية إلى أن الأحياء المتضررة هي السامر والتوفيق والربيع لمجاورتها البحيرة، كما يمتد إلى حي الصفا وصولاً إلى مجرى السيل في شارع التحلية على امتداد وادي حنيفة (يمر بشمال جدة) الذي أخفى التطور العمراني معالمه حالياً. وترتفع «بحيرة المسك» عن سطح البحر 173 متراً، ويلاحظ المشاهد من أعلى ضخامة البحيرة التي تغذيها مئات الصهاريج يومياً بمياه الصرف الصحي مقبلة من مناطق وأحياء جدة. الناظر للبحيرة يلاحظ مدى اتساعها، إذ يمكن تشبيهها ب «بحر ميت» إلى ما يشبه «بحراً ميتاً»، فقطرها اليوم يقدر ب10 كيلومترات. هذا بالنسبة للناظر إليها، أما العابر على بعد 5 كيلومترات منها فيضطر إلى «إغلاق أنفه» جراء الروائح الكريهة المنبعثة منها، التي تملأ الأجواء، كما لا يرى سوى مياه سوداء آسنة غطت كل شيء على امتداد البصر.