افتتحت هيئة المتاحف، يوم السبت الموافق 26 يوليو الجاري، متحف قصر المصمك في حي الديرة وسط العاصمة الرياض، ضمن جهودها الرامية إلى إبراز المعالم التاريخية التي شكّلت تحولات مفصلية في تاريخ المملكة، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي الوطني. ويُعد حصن المصمك من أبرز المعالم التاريخية في قلب الرياض، ومن المباني القليلة التي لا تزال قائمة منذ المراحل الأولى لتأسيس المدينة. وقد شُيّد عام 1282ه (1865م) في عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي، بهدف حماية المدينة، فتميّز بتصميمه الدفاعي من خلال جدرانه السميكة، وفتحات البنادق، ومدخل رئيسي واحد. وفي عام 1319ه (1902م)، استعاد الملك عبدالعزيز آل سعود الحصن في معركة حاسمة عُرفت ب«معركة استرداد الرياض»، وهي اللحظة التي مهّدت لانطلاق مشروع توحيد المملكة، ومنذ ذلك الحين، تنوّعت استخدامات المبنى بين مخزنٍ للذخيرة والأسلحة وسجن، قبل أن يُعاد تأهيله كمتحف وطني يوثّق تلك الحقبة المفصلية من تاريخ البلاد. وقد افتُتح المتحف رسمياً في 13 من شهر محرم عام 1416ه الموافق 11 يونيو 1995، ليضم بين جنباته مجموعة من القاعات التي تروي وقائع استرداد الرياض ومسيرة توحيد المملكة، من خلال مجسمات ووثائق وصور أرشيفية، إضافة إلى عروض مرئية ومحتوى تعليمي يستهدف مختلف الفئات العمرية، قبل إغلاقه مؤقتاً خلال الفترة الماضية لإجراء تحديثات شاملة تستهدف تأهيل المبنى، وترميمه، وتطوير البنية التحتية، بما يتماشى مع المعايير الحديثة لتجارب المتاحف. ويأتي افتتاح المتحف امتداداً لمبادرات هيئة المتاحف الهادفة إلى حفظ الإرث والثقافة والفن في المملكة، وتعزيز الوعي العام بأهميته، وتوفير تجارب ثقافية تعكس العمق التاريخي والوطني للمملكة العربية السعودية.