آمنة الكعيو.. فنانة لها شخصية فنية، ذات مضمون ومذاق فطري ميزها عن باقي فنانات جيلها؛ طرقت جميع أبواب الفن من حفر ونقش، ورسم وتصوير، ومكياج وتصميم العبايات والمجوهرات، كما أنها تمارس أعمال النجارة إذا تتطلب الأمر، بسعادةٍ ونشاط دون مساعدة، ليتجلى فنها في لوحات رائعة. الكيعو مختصة سمعيات في مستشفى القطيف المركزي، متزوجة ولديها ابنتان، حاصلة على تخصصات فرعية في الإدارة المالية ومحاسبة، وتحضر إدارة أعمال، إلا أن ذلك كله لم يبعدها عن هوايتها. الكعيو تؤمن أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان لينجح ويحظى بدرجات سامية من تقدير الذات واحترامها، تدعو إلى تحرير المواهب والقدرات واستثمارها بشكلٍ جيد، تقول ل «الشرق»: «عملي يحتاج إلى عضلات قوية؛ وذلك لاستخدامي المطرقة، والمسامير، والسيراميك، والحفر على الرخام، وهي أعمال بلا شك خطرة، خاصة أن الأحماض الكيميائية المستخدمة في عملية الحفر تحتاج إلى تعامل حذرِ جداً، ناهيك عن الصنفرة الكهربائية واليدوية، وجهاز الحفر الكهربائي المستخدم على الزجاج الذي يحتاج إلى دقة وانتباه شديد عند تثبيته على العمل». وعن تجربتها توضح «بدأت منذ الطفولة؛ لأني عشت وترعرعت وسط عائلة فنية، كما أن جيراني فنانون، لكن موهبتي ظهرت بشكل واضح عندما كنت في المرحلة المتوسطة؛ لأني كنت أعمل لوحاتي والوسائل المدرسية بنفسي ولا أعتمد على أحد». وتضيف «الفن التشكيلي استهواني بشكلٍ خاص، وذلك لاهتمامي الشديد بصياغة الأشياء، وتشكيلها بطريقتي، ورؤيتي ومنهجيتي الخاصة؛ فلذلك أميل للفن التشكيلي». وعن الآيات القرآنية التي تصممها آمنة تقول «الخامات المستخدمة في اللوحة للكتابة مسامير بشكل عام 61170، والسيراميك بشكل عام 65290. وعدد الخامات التي استخدمت في الكتابة الوسطية، حبات الكريستال 4197 حبة مقاس 5 ملم، وحبات السيراميك 8399، وعدد المسامير 4211، وحبات الكريستال مقاس 4 ملم 14 حبة. واستخدمت في الزخرفة إلى الآن 653 مسماراً في الكرتون الواحد وهو يعادل 50 جم، وعدد الكريستال هو 8889 كريستالة، و(12083) عدد حبة سيراميك صغيرة (إلى الآن)، المسامير والسيراميك 12083، الزخرفة العلوية، عدد 765 كرستالة مقاس 4 ملم، عدد كرستال مقاس 5 ملم (1263)، وعدد 4778 مسماراً، وعدد 4013 سيراميك، و134 قطعة سيراميك مقاس 1.5 في 1.5 سم. وتوضح أن الفنانة تحتاج إلى الاستمرار في التدريب والإلمام بالطرق الصحيحة مع الإبداع في الابتكار الفني وتنمية الذائقة الحسية البصرية والاستمرارية في العمل الفني لتكون فنانة محترفة حقيقية، مشيرة إلى أن التدريب ينشط مراكز الحس في الدماغ والعضلة المستخدمة في الأداء. أما عن نظرة المجتمع للفنانة تقول «مجتمعنا اليوم اختلف عما كان عليه في السابق؛ لما يزخر به من نشاطات فنية كثيرة مع كثرة الفنانات من جميع فئات المجتمع، ولم تعد تقتصر على الأكاديميين فقط بل تعداها إلى أكثر من ذلك، فترى الطبيب والطبيبة والمهندسين، الأمر الذي شجع على وجود فنانات نفخر بهن». وتضيف أن دور الفنانة أصبح بارزاً جداً ولافتاً للأنظار، لما تتميز به أعمالهن من جمالية ودقة وإتقان مميز، سواء في الفن التجريدي، أو الواقعي، والنحت، و الموزاييك، وغيرها من أنواع الفنون الأخرى، وأصبح دورهن بارزاً في الساحة الفنية ومتميزاً أيضاً، ولمعت أعمالهن وأسماؤهن. وبينت آمنة أن الفنانة السعودية أثبتت وجودها داخل البلاد وخارجها؛ فأصبحت تشارك في النشاطات والمحافل الفنية سواء في الخليج أو القطر العربي بل وتعدين ذلك متجهات إلى أوربا وأمريكا. مبينة أن الفنانة السعودية تحتاج اليوم تسليط الضوء على وجودها في الحركة الفنية، ومزيداً من الدعم المعنوي؛ لكي تواصل الاستمرار والبقاء في الساحة الفنية؛ فنحن لا نريد أسماء تبرز وبعد فترة تختفي أو تبتعد من الساحة الفنية؛ لأنها بذلك ستحمل مسؤولية على عاتقها في تدريب وتطوير النشء والجيل الجديد لما اكتسبوه من مهارات وتقنيات وطرق فنية تساعدهم وتؤهلهم لخوض المجال الفني. وتوضح أن الفنان أو الفنانة كلاهما يستطيعان المشاركة والظهور في الأعمال الفنية ولا فرق بينهما؛ فالساحة الفنية بيئة مفتوحة بإمكان أي شخص إذا أراد أن يفعل المستحيل كي يقدم ما لديه من أعمال.