تواصل عمليات التسرب التي تشهدها مصانع المنطقة الشرقية، حصد الأرواح وإثارة القلق في المناطق السكنية القريبة منها. فخلال ال18 يوماً الأخيرة، وقع حادثا تسرب، آخرهما كان أمس، في أحد المصانع المطلة على طريق الدمامبقيق، وأسفر عن وفاة عامل، وإصابة اثنين آخرين، تم نقلهما إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، نتيجة تسرب مادة كيماوية، من خزان خاضع لعمليات الصيانة، تمهيداً لإدخاله في عمليات التشغيل. وكان الحادث الأول وقع في منتصف شهر يناير الماضي، نتيجة تسرَّب غاز النشادر في أحد مصانع المدينة الصناعية الأولى في الدمام، في حين أخلت المصانع القريبة مواقعها من العمال للحيلولة دون تعرضهم لأي أضرار، حيث سجَّلت الأجهزة تسرب غاز النشادر بنسبة 70% داخل المصنع و12% خارجه، واستدعى ذلك الاستعانة بفرقة التدخل في حوادث المواد الخطرة للسيطرة على التسرب. وأفادت مصادر في حادث الأمس، أن عاملاً آسيوياً لقي مصرعه وأصيب عاملان آخران إثر تسرب مادة كيماوية داخل أحد مصانع تدوير النفايات، على طريق الدمام – بقيق، من أحد الخزانات (سعته 5000 لتر)، أثناء عمل الصيانة له، لإدخاله ضمن التشغيل. وكانت فرقة التدخل في حوادث المواد الخطرة، وفرقتا إطفاء وإنقاذ في الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، قد سيطرت في ساعة مبكرة من صباح أمس على حادث تسرب مادة كيماوية داخل أحد مصانع تدوير النفايات على طريق الدمام – بقيق من أحد الخزانات أثناء عمل الصيانة له، تمهيداً لإدخاله ضمن التشغيل. وذكر المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري، أنه نتج عن الحادث وفاة مقيم وإصابة مقيمين آخرين؛ فيما تم إغلاق مصدر التسرب من قبل الشركة، وقد تم تسليم موقع الحادث لشرطة محافظة بقيق مراعاة للاختصاص. وهذه ليست المرة الثانية التي تشهد فيها مدن صناعة في المنطقة الشرقية حوادث تسرب لمواد ضارة، من مصانعها، حيث شهدت عدة حوادث مماثلة، كان أبرزها تسرب غاز الأسيد من أحد مصانع المنطقة الصناعية الأولى في 19 أكتوبر من عام 2011، ما أسفر عن إصابة خمسة مقيمين بأعراض منها صعوبة في التنفس وحرقة في العينين واحتقان في الحلق، حيث لوحظت قبل ذلك ب24 ساعة، انتشار رائحة غاز قوية شبيهة برائحة غاز الآيبوكس في محيط الصناعية السكاني، وتغطي محيط أحد المصانع رغم القراءات المطمئنة لأجهزة الرصد في المنطقة. وأفاد مديرو الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية حينذاك أنها ستعد تقريراً عن المصانع عالية الخطورة، وسيتم الانتهاء منه في غضون أيام، وأكدت المديرية أنه على الرغم من المخاطر الموجودة في المدن الصناعية نتيجة طبيعة نشاطاتها إلا أنها تحت إشراف الجهات الحكومية مثل الأمانة والدفاع المدني وهيئة المدن الصناعية والأرصاد وحماية البيئة.