يصطدم سكان حائل بأكوام النفايات المتراكمة في شوارعها فتعود بهم الذاكرة إلى العقد الأول من هذا القرن الهجري، تحديداً عام 1407 ه لمَّا حصلت مدينتهم على لقب «أنظف مدينة» وكان ذلك مصدر فخرٍ لهم. ويشعر سكان حائل بالحنين إلى هذه الفترة ليس فقط لأن مدينتهم تميزت خلالها بنظافة الشوارع، فقد تميزت أيضاً بالأصوات الغنائية العذبة مثل عبدالله السالم وسلامة العبدالله وفهد عبدالمحسن. وقد لا يبدو الربط بين نظافة المدينة وازدهار المواهب الغنائية آنذاك منطقياً، لكن سكاناً في حائل يربطون بشكلٍ تلقائي بينهما ويتمنون العودة إلى تلك الأيام خصوصاً أن الواقع يجمع بين التدهور اللافت في أوضاع النظافة وانحسار المواهب على المستوى المحلي. لم ينسَ الأهالي أن حائل حصلت قبل 28 عاماً على لقب وجائزة «أنظف مدينة».. فكلما شاهدوا أكوام النفايات المتراكمة في الشوارع عادوا بذاكرتهم إلى عام 1407ه وهو العام الذي نالت فيه اللقب. وفيما اتهم الأهالي الجهات المسؤولة في مدينة حائل بالتقصير في تدارك ما آلت إليه الأوضاع في مدينتهم، دافع المجلس البلدي عن نفسه، وحمَّل البلديات الفرعية المسؤولية بحكم الاختصاص. ويقول المواطن محمد عبيد الشمري، إن حائل التي اُختيرت قبل سنوات طويلة كأنظف مدينة في المملكة، تحولت في الوقت الحاضر إلى مَكَبٍّ للنفايات نتيجة عدم اهتمام البلدية بالنظافة العامة، ويضيف «من تطأ قدماه الشوارع الداخلية في الأحياء يُصدم بأكوام النفايات، وهذا الوضع يشوِّه المنظر العام للمدينة، فهناك أكوام من المخلفات المختلفة تغطي الشوارع العامة». من جهته، طالب المواطن خالد عبدالله السليمان بتحرك سريع من أمانة حائل والحفاظ على نظافة المدينة بما يحفظ مظهرها العام ومكتسباتها، وقال «المدينة مأهولة بالسكان سواء من المواطنين أو الجنسيات المقيمة، ومع هذا تشكو تدني مستوى النظافة في أحياء كثيرة، حيث تنتشر النفايات بشكل لافت». ويشكو أحد المواطنين من عدم اهتمام أمانة حائل بنظافة الأحياء لفترات طويلة، وقال «اكتشفنا سبب عدم تنظيف الأحياء داخل مدينة حائل، وهو انشغال عمال الأمانة بتنظيف مبانٍ خاصة أو ربما يعملون لحسابهم الخاص لزيادة دخلهم الشهري دون علم المسؤولين عنهم». وأضاف أن «العمال يتعمدون عدم التنظيف لإجبار الأهالي على دفع مبالغ مالية كإكرامية لتنظيف شوارعهم أو الأماكن التي تقع أمام أبواب منازلهم، فتجد العامل عند رؤية أحد السكان يخرج من منزله يقترب منه بابتسامة عريضة وسلام حار ويلتقط بعض المخلفات ليلفت نظر صاحب المنزل له ليعطيه، وفي حالة تجاهله سيجد المواطن ما حوله قد تحول إلى مرمى للنفايات ليتعلم في المرة المقبلة». ويواجه قاطنو الأحياء الجنوبية في مدينة حائل تدني مستوى النظافة في أحياهم وتراكم كميات من النفايات والمخلفات لفترات خاصة على جانبي الشوارع في المنطقة، وأشاروا إلى تراكم النفايات والمخلفات في الشوارع الفرعية وانتشار الروائح الكريهة والحشرات، داعين المسؤولين إلى الالتفات لتلك الأحياء. وحمَّل مصدر في تصريحات ل «الشرق» متعهد النظافة مسؤولية تدني مستوى النظافة في حائل وذلك لعدم توفر العمالة والمعدات. وأوضح عضو المجلس البلدي في مدينة حائل عبدالعزيز المشهور أنه بعد إنشاء البلديات الفرعية في حائل وتقسيمها إلى الجنوب والوسط والشمال، أصبحت مسؤولية النظافة وفق التقسيم للبلديات الفرعية بحكم الاختصاص. وقال «إن توسيع رقعة حائلالمدينة التي امتدت شمالاً وجنوباً إلى أكثر من خمسين كيلومتراً تقريبا، والتوسع في النشاط العمراني بها، جعل مستوى النظافة دون المطلوب، فمن المفترض زيادة الميزانيات المخصصة للنظافة لكي تواكب حجم المدينة وأحيائها، وبلا شك سيراعَى هذا في الميزانيات المقبلة». وقصر المشهور دور المجلس البلدي في طلب تقارير عن مستوى النظافة وعن أداء مقاوليها لدراستها وإبداء الملاحظات والمقترحات والمرئيات عليها، غير أنه اعترف بعدم الرضا عن مستوى النظافة، مؤكداً على المطالبة برفع المخصصات المالية للنظافة والعمل على زيادة المعدات والآليات والعمالة في الميزانية المقبلة. وأهاب المشهور بالجميع التعاون وخاصة الشباب وأن يكونوا قدوة حسنة في المحافظة على النظافة والبيئة، وأن يكون في كل مركبة كيس نفايات تُجمع فيه المخلفات والمهملات ثم يرمى في أقرب حاوية.