تشن أمانة مدينة الرياض منذ بداية العام حملة لا هوادة فيها على المطاعم والمحلات المخالفة، وتصادر فرق الأمانة بضائع فاسدة، وتستبعد عمالاً مخالفين للاشتراطات الصحية والمهنية لتلك المطاعم، ويأتي تحرك الأمانة هذا بعد سنوات من الفوضى التي نمت وكبرت واستشرت حتى بات قطاع كبير من السوق المحلي بلا رقابة، ما زاد معه من قلق المواطنين والمقيمين، وأدى إلى تفشي مخالفات صحية خطيرة تمس سلامة الغذاء المقدم في المطاعم وبعض متاجر بيع المواد الغذائية. ويشير حجم المخالفات المضبوطة وكذلك نوعيتها إلى حالة من الفوضى والتسيب التي كان قطاع المطاعم والبوفيهات ومحلات الأغذية تشهدها في ظل تراخي الرقابة طيلة السنوات الماضية، مما يعزز من آمال المستهلكين في عودة هيبة النظام التي بها وحدها يمكن تصحيح مسار كثير من المحلات التي تمارس سلوكيات سلبية تجاه صحة الناس وسلامة حياتهم. وتتميز حملات أمانة الرياض الأخيرة بالحزم الكبير في تطبيق النظام وإيقاع العقوبات بحق الجهات المخالفة، حتى طالت تلك العقوبات أسماء تجارية كبيرة، ومطاعم شهيرة لم يكن المستهلك يتوقع يوماً أنها ستكون في قائمة المخالفين. وتبرز أهمية الحراك الذي تقوم به الأمانة أنه يمس صحة وحياة المستهلكين الذين باتوا يحسبون ذهابهم إلى المطاعم حساباً دقيقاً في ظل هواجس النظافة التي كشفت حملات الأمانة تردياً كبيراً في التقيد بها لدى الغالبية العظمى من مطاعم العاصمة. وأكد الدكتور علي البراك أخصائي الطب الوقائي أن التراخي في التقيد بالنظافة العامة في المطاعم أمر بالغ التأثير على صحة الإنسان، محذراً من أن المطاعم التي تنتشر فيها الجرذان وبعض الزواحف هي الأشد خطورة على حياة متناولي الوجبات في تلك المطاعم. وقال البراك إن التراخي في العمل على النظافة في المطاعم كفيل بأن يحيل تلك المطاعم إلى مصدر للأمراض كالنزلة المعوية، وبعض الأمراض الأخرى، لذلك من الواجب على المسؤولين عن المطاعم تحري التطبيق الفعلي والدقيق لأقصى معايير النظافة بالنظر إلى المسؤولية الكبيرة التي تطالهم جراء إصابة أحد مرتادي تلك المطاعم بأذى جراء تلوث في الطعام المقدم له. وشدّد على أنه من الأهمية بمكان أن لا يكون هناك مواد غذائية مكشوفة داخل المطعم، وأن يكون التنظيف يومي وبشكل مستمر للثلاجات وأماكن حفظ الأطعمة، مبيناً أن ذلك يساهم كثيراً في حفظ الوجبات الغذائية من التلوث. وبيّن أنه يجب التنظيف الكامل للمطعم من الدخل تنظيفاً شاملاً للأرضيات والجدران والأسقف، وكذلك التنظيف المستمر للمجاري وأماكن إعداد الوجبات لما لذلك من تأثير كبير في سلامة ونظافة الوجبات الغذائية. وأثنى على الجهود التي تبذلها أمانة مدينة الرياض مؤخراً تجاه تطبيق النظام بحق المطاعم التي تهمل جانب النظافة، مؤكداً أن ذلك سيكون له انعكاسات ايجابية على سلامة الغذاء المقدم في تلك المطاعم، وعلى الحفاظ على صحة المستهلك. وجبات تحضر في بيئة غير نظيفة