أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أن الدولة لن تدخر جهداً في سبيل إنهاء المشكلات والقضايا التي يتعرض لها المواطنون في الخارج وعودتهم إلى أرض الوطن سالمين، كاشفاً سموه عن عدد الحالات والمواضيع التي تعرض لها المواطنين في الخارج خلال الثلاث سنوات الماضية والتي بلغت ما يقارب (180) ألف حالة، تم التعامل معها جميعاً وإنهاؤها كما لفت سموه إلى أن عدد القضايا القانونية التي تولاها المحامون المكلفون من الدولة بلغ حوالي (12) الف قضية، تم بحمد الله وفضله حل ما نسبته (85%)، أما بالنسبة لبقية القضايا فلا تزال منظورة أمام المحاكم في الدول المضيفة. سموه يؤكد أن الدولة لن تدخر جهداً لإنهاء كافة قضايا المواطنين بالخارج ويعلن إنجاز 180 ألف حالة وأوضح الفيصل في كلمته أمس لدى افتتاحه الاجتماع الثالث لسفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج بوزارة الخارجية، الذي يستمر حتى 21 صفر الجاري، إنه وفي ظل متابعته خلال ثلاث سنوات مضت على اجتماعهم الثاني، للتوجيهات السديدة لخادم الحرمين بالحرص على رعاية شأن المواطنين في الخارج، ومتابعته لما صدر عن اجتماعهم السابق في هذا المجال، لمس تقدماً تعكسه الإحصائيات في هذا السياق. سموه لدى افتتاحه الاجتماع بحضور الأمير عبدالعزيز بن عبدالله ود.مدني وقال سموه: "لقد أصبح من الضروري أن نعمل بجدية على تسريع خطى التطوير المنهجي لأعمالنا، والتحسين الفني والتقني لوسائلنا، وقد قطعت الوزارة شوطاً كبيراً في استخدام التقنية، وبناء شبكة ضخمة ربطت الوزارة بالبعثات من جهة، وبالجهات الحكومية ذات العلاقة من جهة أخرى من خلال مشاريع متلاحقة، ولعل الاحصائيات تعكس بشكل كبير حجم وفائدة استخدام البرامج التطبيقية لهذا العام فقط، حيث زار البوابة الالكترونية للوزارة أكثر من (5 ملايين) زائر، وتمت معالجة ما يزيد على (10 ملايين) تأشيرة، وبلغ مجموع طلبات خدمات المواطنين التي تم مفهوم الدبلوماسية توسع ونسعى للتفاعل مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إنهاؤها أكثر من (8400) طلب، وسجل نظام سير العمل الالكتروني ما يزيد على (800) الف معاملة تم الإجراء عليها، علاوة على أرشفة أكثر من (مليون) وثيقة تاريخية لدى الارشيف المركزي بإدارة الوثائق بالرياض، ولعل من أبرز محاسن التقنية تقليل حجم الإجراءات ومن الملفت في هذا الشأن ان إجراءات تحصيل الرسوم للحالة الواحدة كانت تستغرق عدد (107) إجراءات وتم تقليصها الى إجراءين فقط مع التقنية الحديثة". الفيصل في لقطة جماعية مع رؤساء البعثات الدبلوماسية وأشار في كلمته إلى أن ما حققته الوزارة في الإطار التقني وبرغم أهميته وفائدته، إلا أنه لا يغني عن الاهتمام بالتحليل الدقيق وبناء الفكر الناضح للموظف الدبلوماسي لتمكينه من التعاطي مع متطلبات الأداء الدبلوماسي الأمثل، مؤكدا انهم في هذا الاطار احرزوا تقدماً في العمل الدولي من خلال المشاركة الفعالة في المنظمات الدولية وتدريب الدبلوماسيين السعوديين العاملين في الحقل الدولي، ورفع مستوى أدائهم. ورفع الفيصل في سياق كلمته باسم ورؤساء بعثات المملكة في الخارج خالص الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين لتفضله - حفظه الله - بالموافقة الكريمة على عقد هذا الاجتماع الهام لبحث شؤون وشجون العمل الدبلوماسي وتبادل الأفكار والرؤى في سبيل رفع مستوى أداء وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية السعودية في كل حقول العمل كما شكر سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع على دعمه المستمر. رؤساء البعثات خلال الاجتماع ورأى سموه أن هذا الاجتماع يمثل فرصة هامة لكافة المسئولين في وزارة الخارجية سواءً في الديوان العام للوزارة أو البعثات لإجراء مراجعة دقيقة لاستراتيجيات العمل ومعايير الأداء المهني في ظل تسارع المتغيرات من حولنا، كما أنه يشكل ذروة السنام لجهود الوزارة المنسجمة مع التوجيهات السامية الرامية إلى تطوير الأداء في كافة قطاعات الدولة وفي وزارة الخارجية خاصة، وتقديم الخدمة الأفضل للمواطن في الداخل والخارج، وللمقيمين والزائرين لبلادنا الكريمة، فضلاً عن تطوير العمل على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية. وشدد وزير الخارجية في حديثه على أن الدبلوماسية في مفهوم أدائها، تتطلب من الموظف الدبلوماسي بمختلف مستوياته العمل الدؤوب في دراسة المجتمع الذي يعمل فيه، وأن يتمتع برهافة الحس تجاه الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلد المضيف، وأن ينشط في اتصالاته بكافة الفعاليات الرسمية والاجتماعية، حتى يتمكن من خدمة مصالح بلاده ورعاية شأن المواطنين، وتصحيح الصورة النمطية الخاطئة عن بلاده ومجتمعه وثقافته. وأضاف قائلاً: "ومن بداهة القول إن مفهوم الدبلوماسية لم يعد ينحصر في قوالب الإجراءات المحددة بالأعراف والتقاليد وحسب، بل أن المفهوم امتد وتوسع ليشمل التواصل المباشر مع الناس على اختلاف مشاربهم وانتمائاتهم وثقافتهم ومستوياتهم العلمية والفكرية، من هذا المنطلق فقد أولت وزارة الخارجية عناية خاصة بهذا التوجه، ووضعت ضمن أهدافها وبرامجها التفاعل مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي أصبحت تتطلب تفاعلاً مباشراً مع الجمهور والقضايا أنجزنا 85% من 12 ألف قضية قانونية للسعوديين وقلصنا إجراءات الرسوم وعالجنا 10 ملايين تأشيرة التي يثيرها، بل ومحاولة استقرائها واستباق نشر المعلومة الصحيحة قبل تداولها بشكل مغلوط،كما أنها تسعى لمساندة عملها الدبلوماسي الرسمي باستخدام الأساليب والطرق المتاحة في إطار الدبلوماسية العامة التي سيكون لها دور أساسي في عملكم المستقبلي بمشيئة الله". وختم سمو وزير الخارجية كلمته قائلاً: "أود أن أنهي كلمتي بمقولتين عن تعريف السياسيين والدبلوماسيين، إذ يقولون أن السياسيين هم الاشخاص الذين يستطيعون ان يتكلموا من غير ورقة ومن غير أن تكون لديهم معلومات، ويقولون في تعريف الدبلوماسيين بأنهم هم الاشخاص الذين يقطعون الوعود ببناء الجسور حتى ولو لم تكن هناك أنهار، وأنا واثق بانكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء فحتى وأن لم يكن امامكم انهار تعبرونها، او تشيدون الجسور عبرها فأمامكم سيول جارفة من العمل والنقاش المضني ومسؤوليات مرهقات جسام القيت على كواهلكم تحول بينكم وبين ونعتكم بما ينعت بهي الدبلوماسيين او السياسيين. (كلمة رؤساء البعثات) عقب ذلك ألقى سفير خادم الحرمين لدى ألمانيا الدكتور أسامة شبكشي كلمة أكد فيها أن نتائج الاجتماع الثاني لرؤساء بعثات المملكة أسهم في رفع مستوى الأداء خلال السنوات الماضية. وأبان أن الاجتماع الحالي الذي يحمل عنوان "الدبلوماسية السعودية.. الواقع والتحديات" جاء مكملاً للمسيرة بخطى واثقة، مشيراً إلى أهمية الاجتماع كونه يعقد في وقت بالغ التعقيد وسط متغيرات وتحولات سياسية إقليمية ودولية متسارعة تحمل في طياتها فيضاً من الرؤى والأفكار والتوجهات على السياسة الخارجية للمملكة، مما يتطلب التعاطي مع الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية بمختلف مظاهرها، بما يتماشى مع مكانة المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأفاد أن نجاح العمل الدبلوماسي يتطلب عملاً دؤوبًا لتجسيد توجهات المملكة ورعاية مصالحها على الساحة الدولية، لافتًا إلى أن النجاح الذي حققته الدبلوماسية السعودية هو محل إشادة وتقدير الدول التي نعمل فيها. وفي ختام كلمته قدم السفير شبكشي شكره لخادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وسمو وزير الخارجية على ما يلقاه سفراء خادم الحرمين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج من دعم ورعاية. (تدشين الخدمات الالكترونية) إثر ذلك دشّن الأمير سعود الفيصل عدداً من الخدمات الالكترونية للوزارة، ثم قُدم عرض مرئي لمجموعة من المشروعات الاستراتيجية والخدمات الالكترونية الحيوية التي تخدم الوزارة وفروعها والبعثات الدبلوماسية في الخارج،إنطلقت عقب ذلك الجلسات المغلقة للاجتماع.
