أوصى المؤتمر الدولي الخاص بالغذاء بضرورة التنسيق المشترك بين السياسات القطاعية ذات العلاقة، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالزراعة والغابات والأشجار إلى جانب سياسات الأمن الغذائي والتغذوي؛ على أن يصبح أصحاب الحصص جميعاً من المجتمعات المحلية المعتمدة على الغابات طرفاً فعلياً مشاركاً في تطويرها ومختلف تنظيماتها التطبيقية. وشاركت المملكة في المؤتمر الدولي الذي عقدته منظمة "فاو" وضم أكثر من 400 جهة بما في ذلك الحكومات وهيئات المجتمع المدني وممثلو المجتمعات المحلية ومندوبو الأطراف المتبرعة والوكالات الدولية، لدى أكثر من 100 بلد. وحثّ المشاركون في المؤتمر وفق بيان صحفي منظمة "فاو" على الترويج لتوصيات المؤتمر في إطار الجلسات القادمة للجنتي الأمن الغذائي العالمي والغابات لديها، بالإضافة إلى المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية "ICN2" المقرر أن يعقد بمقر "فاو" في العاصمة الإيطالية خلال 19 -21 نوفمبر 2014. وأبرز المؤتمر العالمي الدور الضروري لخدمات النظم البيئية التي تتيحها الغابات والأشجار للإنتاج الزراعي، وتتضمّن حماية الموارد المائية والتربة، والمساهمة في عمليات نمو التربة، بما في ذلك زيادة خصوبتها، وتلطيف المناخ، وتوفير الموائل الطبيعية للملقّحات الطبيعية ومفترسات الآفات الزراعية. وتساعد الأهوار الحرجية وغابات المانغروف (القرام) على حماية السواحل من الفيضانات والسيول، على نحو يعزز استقرار الإنتاج الغذائي في الأراضي الساحلية. وتنهض الغابات بأدوار حيوية أيضاً في مصايد أسماك الروافد النهرية والمصايد الساحلية الضحلة، والتي غالباً ما تشكل أهمية فائقة للمجتمعات المحلية الفقيرة، كما تتيح الغابات الجبلية خدمات بيئية حاسمة، مثل المياه العذبة "ذات النقاء الأزرق اللون" والتي تتوقف عليها حياة المجتمعات المحلية الحرجية في اتجاه الدفق المائي وغيرها من التجمعات السكانية. وأكّد المؤتمر أهمية الحاجة إلى تحسين حقوق استخدام الأشجار والأراضي، بغية تهيئة حوافز هامة في حالة المزارعين للاشتغال بمجالات الزراعة الحرجية، وذلك مثلاً من خلال تطبيق جملة الخطوط التوجيهية الطوعية للحوكمة المسؤولة في حيازة الأراضي، والثروات السمكية، والغابات والتي اعتمدتها مؤخراً لجنة الأمن الغذائي العالمي "CFS" لدى منظمة "فاو".