نار «الأصلية» أم هجير «التشاليح» ؟    492 ألف برميل نفط يومياً وفورات يومية    مقامة مؤجلة    هوس «الترند واللايك» !    صعود الدرج.. التدريب الأشمل للجسم    تقنية مبتكرة لعلاج العظام المكسورة بسرعة    التنفس بالفكس    أمير حائل يرفع التهنئة للقيادة نظير المستهدفات التي حققتها رؤية المملكة 2030    مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل يهنئ القيادة نظير ماتحقق من مستهدفات رؤية 2030    افتتاح المعرض التشكيلي "الرحلة 2" في تناغم الفن بجدة    أمير جازان ونائبه يهنئان القيادة بما تحقق من إنجازات ومستهدفات رؤية المملكة 2030    60 مزارعا يتنافسون في مهرجان المانجو    هيئة السوق المالية تصدر النشرة الإحصائية للربع الرابع 2023م.    الصحة: رصد 15 حالة تسمم غذائي في الرياض    "أوبرا زرقاء اليمامة" تبدأ عروضها بحضور عالمي    الهمس الشاعري وتلمس المكنونات    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا    أمين الرياض يحضر حفل السفارة الأميركية    تحول تاريخي    المملكة تبدأ تطبيق نظام الإدخال المؤقت للبضائع    العين يكشف النصر والهلال!    تشجيع الصين لتكون الراعي لمفاوضات العرب وإسرائيل    خلط الأوراق.. و«الشرق الأوسط الجديد»    فلسطين دولة مستقلة    محمية الإمام تركي تعلن تفريخ 3 من صغار النعام ذو الرقبة الحمراء في شمال المملكة    الفيحاء يتجاوز الطائي بهدف في دوري روشن    تفكيك السياسة الغربية    القيم خط أحمر    لو ما فيه إسرائيل    نائب أمير الشرقية يستقبل نائب رئيس جمعية «قبس»    مقال «مقري عليه» !    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة أمام الرياض    الكشف عن مدة غياب سالم الدوسري    أرامكو السعودية و«الفيفا» يعلنان شراكة عالمية    ريال مدريد في مواجهة صعبة أمام سوسيداد    مانشستر سيتي يضرب برايتون برباعية نظيفة    النواب اللبناني يمدد ولاية المجالس البلدية والاختيارية    الهجوم على رفح يلوح في الأفق    سلمان بن سلطان يرأس لجنة الحج والزيارة بالمدينة    رئيس الشورى يرأس وفد المملكة في مؤتمر البرلمان العربي    حزمة الإنفاق لأوكرانيا تشكل أهمية لمصالح الأمن الأمريكي    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة ال82 من طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية    أمير القصيم يثمن دعم القيادة للمشروعات التنموية    إطلاق برنامج تدريبي لطلبة تعليم الطائف في الاختبار التحصيلي    مريض سرطان يؤجل «الكيماوي» لاستلام درع تخرجه من أمير الشرقية    "ذكاء اصطناعي" يرفع دقة الفيديو 8 أضعاف    مستشفى ظهران الجنوب يُنفّذ فعالية "التوعية بالقولون العصبي"    «رؤية 2030»: انخفاض بطالة السعوديين إلى 7.7%.. و457 مليار ريال إيرادات حكومية غير نفطية في 2023    أمير عسير يعزي الشيخ ابن قحيصان في وفاة والدته    استمرار هطول أمطار رعدية مصحوبة برياح نشطة على المملكة    تسليم الفائزات بجائزة الأميرة نورة للتميُّز النسائي    أدوات الفكر في القرآن    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    النفع الصوري    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اضطرابات النوم.. «خوف وسهر» والخافي أعظم!
لا تترك طفلك ينام وهو زعلان أو يبكي من ظلم أو إهانة
نشر في الرياض يوم 03 - 01 - 2013

يعد اضطراب النوم لدى الأطفال من أكثر ما يؤرق الآباء، خاصةً إذا صحبه حالة من عدم الاتزان، مثل: الكوابيس، والفزع، و"نوبة التجول" -المشي أثناء النوم-، وهو ما يفسّر علمياً على أنه "إضطرابات إكلينيكية" عضوية وغير عضوية.
ويُظهر كثير من مرضى الأرق؛ نتيجة صعوبة النوم، بعض الأعراض النفسية الأخرى كالشعور بالتوتر "الزعل"، والقلق، والاكتئاب "البكاء"، والمزاج المتقلب، والشعور بالخوف والضيق "الظلم والإهانة"؛ كما يُظهر مرضى الأرق عدة أعراض جسدية تتمثّل في الإحساس المستمر بالتعب، والخمول البدني، والارهاق الجسمي والعقلي، وسهولة الاستثارة الانفعالية، وقد تتكرر هذه الأعراض على الأقل خلال فترة لا تقل عن شهر، إلى جانب صعوبة الاستغراق في النوم أو الاستيقاظ منه، وأحياناً يلجأ الآباء إلى إجبار أبنائهم على تناول عقاقير طبية تحد من هذه الأعراض، غافلين عن أضرارها ومضاعفاتها على الطفل.
د.سلمى: «كوابيس الطفولة» ترتبط بفترة معينة أثناء «النمو الوجداني»..
حالة أولية
وقالت "د.سلمى بنت صالح السبيعي" -مختصة في الإرشاد النفسي-: "تتمثل اضطرابات النوم في مجموعة من الاضطرابات الإكلينيكية، بعضها له أساس عضوي والبعض الآخر له أساس نفسي غير عضوي، وكثير من الحالات يكون اضطراب النوم واحداً من أعراض أي اضطراب آخر سواء كان اضطراباً عقلياً أو بدنياً، ولتحديد ما إذا كان اضطراب النوم لدى مريض بعينه هو حالة أولية مستقلة وليست ثانوية أو أنه يحدث نتيجة اضطراب آخر يجب الاستناد إلى الصورة الاكلينيكية لاضطرابات النوم"، مشيرةً إلى أنّها حالة يُصاب بها الفرد عادة في مراحل طفولته، وتمتد معه حتى مراحل المراهقة والرشد، ويحدث فيها عدم اكتفاء كمي أو كيفي من النوم، وقد تتفاقم أعراض مثل هذه الحالات فيلجأ بعض المرضى إلى استخدام "المنومات" حتى يمكنهم الاستغراق في النوم، ولذلك تنتشر الشكوى بين هؤلاء المرضى من صعوبة السكون إلى النوم والاستمرار فيه، وصعوبة الاستيقاظ المبكر أيضاً.
أرق غير عضوي
وأضافت أنّ أعراض الأرق غير العضوي تكون نتيجة أحداث ضاغطة أو ذات تأثير سلبي على الفرد أو على المحيطين به، حيث ينتشر اضطراب الأرق غير العضوي بين الإناث أكثر من الذكور، كما ينتشر بين كبار السن والأطفال والمراهقين، خاصةً ممن لهم تاريخ مرضي سابق من الاضطرابات النفسية، وتتكرر الاضطرابات أو العلامات الخاصة بصعوبة النوم ثلاث مرات على الأقل خلال الأسبوع الواحد، وذلك عبر فترة زمنية لا تقل عن شهر، موضحة أنّ هذه الأعراض تكون أولية غير ناتجة عن أي اصابات عضوية أو تعاطي أي عقاقير نفسية أو مواد مخدرة، معتبرةً فرط النوم غير العضوي حالة من النعاس الشديد خلال النهار مع فترات من النوم أو استغراق فترة طويلة للانتقال إلى حالة اليقظة الكاملة عند الاستيقاظ، وذلك في غياب أي عوامل عضوية، وغالباً ما تكون هذه الحالة مصحوبة باضطرابات عقلية، وكثيراً ما تكون في الواقع عرضاً مرضياً لاضطراب وجداني ثنائي القطب، خاصةً أثناء نوبة الاكتئاب أو عرضاً مرضياً لحالة متكررة من الاكتئاب النفسي الجسيم، ويحاول بعض المرضى إيجاد ترابط بين ميلهم إلى النوم في أوقات غير مناسبة وبين خبرات سلبية لا توافقية معينة حدثت لهم أثناء اليوم.
الخوف من البقاء وحيداً من أسباب اضطرابات النوم
نعاس في النهار
وأشارت إلى ضرورة أن تتوافر عدة مظاهر متكررة كل يوم تقريباً وعلى مدى شهر على الأقل، وهذه المظاهر منها نوبات من النوم المستمر تبدأ في صورة نعاس شديد أو نوبات أثناء النهار لا ترجع إلى عدم كفاية النوم أو الحرمان من النوم، واستغراق فترة زمنية طويلة للانتقال إلى حالة اليقظة الكاملة عند الاستيقاظ من النوم، إلى جانب حدوث اضطراب النوم يومياً لمدة لا تقل عن شهر ولفترات متكررة أقصر طولاً، ويسبب اضطراباً شديداً قد يصل إلى حد التدهور في الأداء الاجتماعي أو الوظيفي، إضافة إلى غياب أي مظاهر أو أعراض عضوية ينتج عنها اضطراب فرط النوم، وغياب أي دليل على تعاطي أي مواد مخدرة كالمثبطات، أو أي عقاقير نفسية كالمنومات، إلى جانب عدم وجود أي حالات عصبية أو نفسية يمثل النعاس أثناء النهار أحد أعراضها.
تجول أثناء النوم
وأضافت أنّ اضطراب السير أو التجول أثناء النوم يمثّل حالة من تغيّر الوعي، تجتمع فيه مظاهر النوم والاستيقاظ في وقت واحد خلال نوبة التجول أثناء النوم، ويحدث هذا الاضطراب خلال الثلث الأول من النوم الليلي وتتسم هذه الحالة بمستوى منخفض من الادراك، والانتباه، والاستبصار بالأفعال السلوكية أو الحركية أثناء نوبة التجوال، كما يتبع هذه الحالة مستوى ملحوظ من فقدان الذاكرة الكلي التام لكافة الأحداث والأفعال التي حدثت خلال نوبة التجول، حيث توافق ذلك عدة مظاهر متكررة كل يوم تقريباً وعلى مدى شهر على الأقل منها نوبات متكررة من النهوض أثناء المراحل الأعمق من النوم والتجول لمدة عدة دقائق أو نصف ساعة تقريباً خلال الثلث الأول من النوم الليلي، وعدم وجود أي تعبير وجداني أو انفعالي على وجه المريض أثناء نوبة التجول، ولا يستجيب المريض أثناء نوبة التجول لأي منبهات خارجية، وأيضاً لا يستجيب لمحاولات الآخرين للتأثير عليه أو للتحدث معه، كما يتم استيقاظه بصعوبة شديدة، ولا يتذكر المريض عند استيقاظه أي شيء حدث له أثناء نوبة التجول.
لا يرغب الطفل أن تتركه والدته لذا قد يرفض النوم
فزع ليلي
وأشارت إلى أنّ الفزعات الليلية تمثّل نوبات من الهلع شديدة الوطأة، تصاحبها في كثير من الأحيان صرخات عالية وحركة زائدة أثناء النوم، إلى جانب مستويات مرتفعة من النشاط العصبي "لا إرادي"، حيث يستيقظ الفرد من نومه جالساً أو واقفاً عادة أثناء الثلث الأول من النوم الليلي، وفي أحيان كثيرة يستقيظ الفرد مسرعاً للخروج من باب غرفته في محاولة منه للهروب من هذه الحالة، وقد تؤدى محاولات الآخرين إلى مزيد من الخوف الشديد، ذلك أنّ المريض لا يستجيب لهذه المحاولات وإنما يضطرب ادراكه الحسي لبضع دقائق، الأمر الذى قد ينتج عنه اصابات جسدية أثناء نوبة الفزع الليلي.
كوابيس ليلية
وأضافت أنّ الكوابيس الليلية هي خبرة حلم محمل بالقلق والخوف، ثم يليه استرجاع تفصيلي شديد لمحتوى الحلم، وأثناء حدوث هذه النوبة تحدث درجة من النشاط العصبي "لا إرادي"، ولكن دون وجود حركات جسمية أو صرخات مفزعة، وعند الاستيقاظ يصبح الفرد منتبهاً ومتوجهاً ويستطيع التواصل مع الآخرين، فيعطي عادة تقريراً تفصيلياً لخبرة الحلم، وذلك في الفترة التالية على الاستيقاظ مباشرة أو في الصباح التالي، وقد تنتاب الفرد الكوابيس في مرحلتي الطفولة والمراهقة إلى جانب المراحل الارتقائية الأخرى، مبيّنةً أنّ حدوث الكوابيس في الطفولة يرتبط عادةً بفترة معينة من خلل الارتقاء الوجداني، وذلك دون وجود أي اضطرابات نفسية، على العكس من ذلك فإنّ البالغين الذين يعانون من كوابيس ليلية كثيراً ما يظهرون مستويات مرتفعة من الاصابة بالاضطرابات النفسية كعامل مسبب، وقد يساهم استخدام بعض العقاقير النفسية في حدوث الكوابيس الليلية.
توفير المكان المناسب للطفل يساعده على النوم دون اضطراب
يعمد كثير من الأمهات على تحديد وقت نوم أطفالهن، ويحاولن جاهدات منعهم من النوم في أوقات مختلفة، رغبةً منهن في ضبط عملية النوم لديهم بطريقة تريحهن وتريح أطفالهن؛ مما يجعل مزاج الطفل متعكراً، وليس له القدرة على المقاومة وممارسة حياته الطبيعية.
وقالت "د.نيرة عز السعيد عبد الفتاح" -أستاذ علم نفس الطفل المساعد بكلية التربية بجامعة الملك فيصل-: "النوم في الليل مهم جداً لصحة الأبدان، فعالمنا دورة تشمل الليل والنهار، ومدته أربع وعشرون ساعة ويتوافق أجسامنا بيولوجياً مع هذا التوقيت، ففي وقت متأخر من الليل وفى ساعات الصبح الأولى تبلغ درجة حرارة الجسم عادة أدنى مستوى لها، سواءً كان الشخص نائماً أم مستيقظاً، ويكون النشاط العقلي في أدنى مستوياته، ثم تتزايد مرة أخرى مع قدوم الفجر لتبلغ قمتها في حوالى منتصف اليوم". وأضافت أنّ على الأسر عدم منع وحرمان الطفل من النوم إذا شعر بالرغبة في إغفاءة صغيرة أثناء النهار؛ بحجة عدم
لا ينام بالقوة على توقيت والدته وإنما عند حاجته..!
استطاعة نومه ليلاً، لأن هناك العديد من الأطفال يستطيعون أو يصحون طوال النهار دون أن يناموا ولو لفترة قصيرة، إلى جانب عدم اجبار الطفل على النوم، وتوفير مكان شيق، حتى تكون غرفته مكاناً محبباً للنوم، وفصل غرفة نوم الطفل عن باقي الأماكن بحيث لا يقلق، موضحةً أنّه إذا قاوم الطفل النوم يجب أن يتم التصرف معه برفق من خلال إشعال ضوء خافت في الغرفة، أو تغيير مكان سريره.
وأشارت إلى أنّ هناك بعض العوامل التي تجعل الطفل أكثر عرضة لمشاكل النوم كأن يعانى من "المغص" عندما يكون رضيعاً، أو أن يكون لديه صعوبة في المزاج، أو أن يكون هناك مشاكل أكثر حدة عندما يعاني من صعوبة في التعليم، أو الاعاقة البدنية مثل الصرع، والتوحد، أو اضطرابات قصور الانتباه أو فرط الحركة، مفيدةً أنّ مشاكل النوم عند معظم الأطفال ليست خطيرة وتختفى بمرور الوقت، ولكن إذا أخذت وقتاً طويلاً فعلى الآباء ضرورة اتخاذ المشكلة على محمل الجد، لأنّها لا يمكن أن تكون مزعجة ويمكن أن تؤثر على تعلم الطفل وسلوكه. وقالت إنّ عدم اتزان ساعات النوم لدى الأطفال يؤدي إلى آثار سلبية منعكسة على الصحة البدنية كنتيجة طبيعية للحرمان من النوم، مشيرة إلى أنّ العديد من الدراسات قد أكّدت على أنّ قلة النوم في الليل تؤدي إلى الإصابة بالسمنة لاحقاً، وأنّ القيلولة خلال ساعات النهار لا يمكن أن تعوض فوائد النوم، ناصحةً بالالتزام بجدول ملائم للنوم، وخلق بيئة مناسبة له، والتخفيف من كمية المشاهدة للإلكترونيات وعدم اللعب بألعاب قبل النوم، والتوفيق بين أوقات النوم واليقظة بين الكبار والصغار.
تعويد الطفل على النوم المبكر يحتاج إلى وقت وجهد من الوالدين
قالت "د.أمل محمد بدر" -أستاذ علم النفس المساعد بجامعة أم القرى-: "النوم مهم لتحقيق التوازن الحياتي واستمرار الحياة، وعدم النوم أبلغ ضرراً على الكائن الحي من منعه من الغذاء"، مشيرة إلى أن اختلال ميزان النوم سبب في ازدواجية بين الحب والتعاملات التي تؤدي إلى القلق والأرق معاً، حيث يكون لدى الطفل صراع بين المشاعر في الحب نتيجة التعلق والكره من تعامل الام بقسوة.
وأضافت انّ مقاومة الذهاب إلى النوم تعد من أكثر المشاكل شيوعاً، وتختلف في الحدة والدرجة؛ فممكن أن تطول أو تقصر، وتظهر على مراحل ومواقف أو في مناسبات معينة، مبيّنةً أنّ أهم مظاهرها رفض الأبناء الذهاب إلى الفراش عندما يطلب منهم ذلك وخوفاً من العقاب، واذا أظهر الوالدان قلقاً أو اهتماماً للسلوك؛ فإنه يستمر ويستغله الطفل لفرض نفيه وأسلوبه على والديه، وتظهر على
د.أمل: لا يكون فجأة «ياالله رح نم» أو تهديداً «يا ويلك إذا ما نمت»
الطفل من سن الثالثة وما قبلها، بل إنّ بعضهم يستيقظ من نومه ويطلب من أمه أن تحمله ولا تتركه أو تأخذه لينام في سرير الوالدين، منوهةً أنّ هذه المشكلة قد تأخذ صورة التلكؤ قبل الذهاب إلى الفراش، وزيادة طلباته قبل النوم من طعام وشراب وحكاية قصة، وكلها سلوكيات تدل على رفضه للذهاب إلى النوم، مفيدةً أنّ ذروة المقاومة للنوم تكون في سن (4-6) سنوات، ويتم التعبير بوضوح عن عدم رغبتهم في النوم، وذلك إما رغبتهم في البقاء مع الوالدين أو الإخوة أو أنّهم يخافون الظلام والأصوات التي لا يعرفون مصدرها أو يخافون من البقاء بمفردهم.
وأشارت إلى أنّ إفراط النوم يكون عند الاطفال عندما يقضي وقته كله في النوم ويفضله على أي نشاط آخر، ومن أسبابه نظام المنزل الذي ينعدم فيه عناصر التشويق، والمرح، والترفيه، وقد يكون من أسبابه عوامل جسمية ناتجة عن فقر الدم، أو السمنة المفرطة، أو نقص هرمون الغدة الدرقية، أو سوء التغذية، أو تناول بعض الأدوية، أو بعض اصابات الجهاز العصبي، وربما تكون أسبابه غير معروفة، موضحةً أنّ المدة الكافية من النوم تختلف باختلاف المراحل العمرية، فالمولود
كيف تتعامل مع طفلك إذا رفض النوم مبكراً..؟
الجديد يحتاج من (18-20) ساعة نوم يومياً، فالأصل أنّه نائم ولا يوقظة إلا الجوع أو الالم أو عدم الارتياح الناتج عن مغص أو بلل، مؤكّدةً على أهمية ساعات النوم لاستقرار الرضيع جسمياً وانفعالياً، حيث تنمو أجهزته العصبية، والجسمية، والنفسية، بشكل أفضل عندما تتاح له ساعات النوم الهادئة المستمرة، والتي تبدأ بالتناقص خصوصاً في ساعات النهار أولا ثم يقل النوم المتقطع ليلاً، فتصل ساعات النوم في السنة الثانية إلى (15) ساعة، وفي سن (4-6) سنوات تصل إلى (12) ساعة نوم تقريباً، ثم عند الراشد لا تزيد عن (7-8) ساعات في اليوم، وتصل إلى (5) ساعات يومياً في الكهولة.
وقالت إنّه يمكن للوالدين حل تلك المشاكل من خلال إشعار الطفل بالحب والمودة والتقبل بدون شروط، وتفهم الطفل واحتياجاته والعطف عليه، كما يجب أن تكون الأم متفهمة للمرحلة العمرية، ولا تهدده بسحب ذلك الشيء بين الحين والآخر، إلى جانب الكشف عن الطفل طبياً والتأكد من سلامة الجسم والأعضاء، ووضع موعد محدد للنوم والاستيقاظ، إلى جانب توفير ظروف مريحة للنوم من حيث التهوية، ودرجة البرودة، وترتيب الأثاث، ودرجة الظلام، مؤكدة على ضرورة تعويد الطفل على أنّ النوم فترة راحة الفرد مع نفسه، فيعود الطفل على النوم بمفرده على سريره من السنة الثانية من العمر، محذرةً من إقران النوم بعقاب الطفل، إضافة الى تمهيد وتهيئة الطفل لذلك، منوهةً إلى أنّ الطفل الذي يخاف من الظلام لابد أن يترك له باب الغرفة مفتوحا، ويجلس معه قليلاً ليطمئن أو جعل أخيه ينام معه، وتغيير أثاث الغرفة على نحو يشعره بالراحة، موضحة أنه إذا كان الطفل في أحد المواقف التي تشعره بالخوف ليست لديه الرغبة في النوم يؤجل نومه نصف ساعه ويقلل من ساعات نومه في النهار.
قالت "د.الجوهرة بنت عبد الله الذواد" -أستاذ مشارك في الصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة الملك عبدالعزيز-: "النوم من الحاجات البيولوجية الطبيعة الفطرية، لا تحتاج إلى تعليم، بل تحتاج إلى تنظيم، فالطفل الصغير ينام ساعات طويلة، ثم تنخفض هذه الساعات بالتدريج مع تغير مراحل العمر، فيصبح متوسط ساعات نوم البالغ ما بين(7-8) ساعات".
وأضافت أنّ اضطراب النوم يظهر في صورة اختلالات في كمية النوم، أو كيفية النوم، وتعني أيضاً تغلب حالة الغضب، أو الحزن، أو القلق، التي لا تحقق الراحة للفرد على الحاجة إلى الراحة، فتظهر في صورة اضطراب ايقاع النوم، فأسبابه قد تكون نفسية أو عقلية، أو بيئية، أو اجتماعية، أو صحية.
صاحي ونايم..!
وأشارت إلى أنّ اضطراب النوم يؤثر على نفسية الطفل، فهو أساساً نتيجةً لعدم الشعور بالأمن الأسري، أو الحزن، أو أي اضطرابات انفعالية وجدانية، مبيّنةً أنّ كثيراً من الآباء والأمهات قد ينشغلون بأمورهم الشخصية، أو يعتمدون على الآخرين في متابعة لحظة استعداد أبنائهم الصغار للنوم؛ مما يجعلهم لا يبالون بأوقات نوم أطفالهم ولا تنظيمها، مشددةً على أهمية إدراكهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم والحرص على تعويد الطفل النوم في ساعة محددة ومبكرة، إلى جانب الحرص على نظافة الطفل وأن لا ينام وهو جائع، أو يشعر بالبرد أو الحر، وتهيئة مكان النوم، وبقاء الأم مع الطفل إلى أن ينام، ليشعر بالأمان، منوهةً بأنّ تحديد ساعات النوم لا يأتي فجأة، إنّما يجب أن تكون عادة للطفل، وذلك بتعويده النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً كبرنامج يومي منتظم، فينعكس ذلك ايجابياً على صحته وتركيزه، لافتةً إلى أنّ اضطراب النوم له أثره في التحصيل الدراسي والتركيز، وعلى علاقات الطفل وتوافقه النفسي والاجتماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.