لايكاد تخلو دولة في العالم من وقوع الحوادث والكوارث التي تذهب بآلاف الضحايا. ولكننا نجد في الدول المتقدمة انهم جعلوا من الكوارث سبباً لإيجاد الحلول للوقاية من كوارث مشابهة لها قد تحدث في أي لحظة ونحن وللأسف نجعل من الكارثة كوارث ففي حادث شرق الرياض حدثت سلبيات كثيرة واخطاء ساعدت على توسع رقعة الضرر على الأفراد والممتلكات، فكما هي عادتنا كمجتمع لو رأينا حادثاً بسيطاً تجمهرنا وتسببنا في تعطيل السير وإن كان هناك مصاب بحاجة ماسة لسرعة وصول سيارة الأسعاف كنا السبب بتأخرها ولو سألت كل فرد على حدة لأجابك أن قصده تقديم المساعدة وما حدث في حادث شرق الرياض كاد ان يودي بحياة العشرات من الذين تجمهروا للمشاهدة فقط وليس لوجودهم ضرورة. حادثة شرق الرياض توفي فيها من توفي واصيب من اصيب ونجا من نجا انما لازلنا في مرمى انفجار شاحنة اخرى فحيثيات الحادث تدل على تهور السائق واهمال الشركات وعدم وجود ضوابط من الجهة المسؤولة للحيلولة دون هكذا حوادث كارثية ليسأل كل شخص نفسه ماالذي استفاده من مشاهدته حادثة خريص عند وقوع الحدث سواء الصدمة والرعب وحب الفضول هل فكرنا بأخذ الحيطة عن مثل هكذا حوادث اواستفدنا وتعلمنا ما الذي نقوم به حين يتكرر ذلك لاسمح الله لاشئ.. وعي العامة هو احد اهم الأسباب لنجاة الجميع او تقليل الضرر لا العكس كما يحدث عندنا فنحن لازلنا نعيش في عقليات حديثي التمدن لم نستوعب اننا نعيش في عاصمة من اكبر عواصم العالم لازلنا اصحاب (الفزعات السلبية)، ولازلنا نرمي بأنفسنا في أي موقع نرى تصاعد الدخان من خلاله لازلنا غير مدركين لأخطار التجمهر حول مواقع الخطر. دوي حادث خريص ايقظنا من منامنا ولم يوقظنا من سباتنا لماذا هذا الحرص على الوصول لموقع الحادث من قبل البعض فالعجيب والمؤسف والمضحك المبكي ان تسابق البعض على الوصول الى الموقع هو احد اهم الأسباب لتأخر سيارات الإطفاء وسيارات الأسعاف والأدهى والأمر انهم يسابقون سيارة الإسعاف لكي يكونوا اول من تنقلهم ولسان حال رجال الإطفاء ورجال الأسعاف وغيرهم من أي جهة ذات اختصاص هو كالمثل في بيت الشاعر المعروف مع تغييري لبعض الكلمات (ياليتنا من فزعتك سالمينا.. كان الجروح اللي علينا خفيفات) وصل بنا عدم الوعي لنكون سبباً في زيادة الكارثة لا سبب في الحيلولة دون زيادة رقعة انتشارها وازدياد اعداد الوفيات والجرحى والمطلوب منا بسيط جداً وباستطاعة أي شخص القيام به، ويكون في ذلك قد قام بواجبه الوطني والإنساني والأخلاقي. المطلوب منا هو ان يلزم كل شخص مكانه فقط ويدرك بأن تواجده في موقع الحدث لمثل حادثة خريص هو مجرد مساهمة في زيادة المأساة..