( 1 ) أنت لو تصدّق أنَّ الظل لايتبعك وحدكَ لتناولت أقراص اللوم المهدئة ولعنتَ الصباحات المتأخرة .. هكذا .. لوتصدّق أن للشجرة عصافير تخيف الفراشات وللصدقات باب ينكره الفقراء وللجيران نوافذ لاتكره لجوء يمامات أمي إليها.. ربما لو صدّقتَ أن السماء زرقاء والبحر يتوهّم اتساعها بزرقته حينما لايكون إلا مرآة صغيرة تسرّح على ضوئها جدائل التاريخ ربما.. ربما لوصدّقت لآمنتَ بالآه حبًّا وبالقصيدة رسالة.. وبالشعراء شعائر الصدق في مدن الكذّابين ..! ( 2 ) السماء مدينة النجوم ..! والمدينة في قبضة الضوء على متن طائرة تتملّق الهبوط..! لم أكن كبيرًا بالقدر الكافي حينما تحلّق حولي الأصدقاء قبل عشرة أعوام يتساءلون عن التورية..! قالت العرب معنيان.. بعيدٌ وقريب.. فقال صديقهم ناقلا ماحفظه ذات زمن صبيّ: ونحويّةٍ سآلتها أعربي لنا : ( حبيبي عليه الحبُّ قد جار واعتدى ) فقالت حبيبي ( مبتدًا ) في كلامه فقلتُ لها ( ضمّيه ) إن كان مبتدا عرفنا التورية الآن يا صديقنا فحدثنا عن ( ضمة ) العاشقين ..! ( 3 ) الشفق فقّاعة النور التي انفجرت لتدمي الغيوم الشتائية الكثيفة ...! هنا.. فوق تل شتائيٍّ محمومٍ بالرعشة.. أتذكر امرأة واعدتها قبل مجيء أول أن لا أدعها عرضة للغياب فغابت به..! وثانية.. استطعتُ إقناعها بأن هاجس التعدد في قلب الرجل فعل لاإرادي.. وثالثة كذّبتُها كثيرا حتى صدّقتْ أنني لا أحبها ...! ورابعة أمنحها صبري عليها فتمنحني أمل انتظارها..! يااااااا مجنوون.. عليك أن تطلِّق في كل مجيءٍ واحدة منهن لتتذكر الأخريات..!