المملكة والدول الأعضاء في "أوبك بلس" تؤكد الالتزام باستقرار السوق البترولية    "هامات القابضة" تطلق مهرجان صيف تبوك 2025    مصرع 4 أشخاص في تحطم طائرة صغيرة بالنمسا    "التعاون الإسلامي" تُدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض "السيادة" على الضفة الغربية    رئيس مجلس الشورى يلتقي رئيس وزراء مملكة كمبوديا    القيادة تهنئ رئيس كابو فيردي بذكرى استقلال بلاده    شاهد| الهلال يودع مونديال الأندية بعد مشاركة تاريخية    مجمع الملك سلمان ومركز تنمية الحياة الفطرية يطلقان معجم "مصطلحات الحياة الفطرية"    ريال مدريد يتأهل لنصف نهائي مونديال الأندية    باحثون يطورون بلاستيكًا إلكترونيًا صديقًا للبيئة    "صناعة الخوص ".. حرفة تقليدية حاضرة ضمن فعاليات بيت حائل    دراسة علمية ب "مجلة الدارة" تؤكد أهمية الوعي الوثائقي في حماية التراث الوطني    بينهم لاعب الهلال.. ترتيب هدافي كأس العالم للأندية    وزير الخارجية يفتتح المبنى الجديد لسفارة المملكة في موسكو    رابطة دوري المحترفين تتولى الرقابة المالية للأندية    الزعيم وضع الكرة السعودية في مصاف العالمية    "نيوم"يتعاقد مع الحارس البولندي مارسين بولكا    الذهب يحقق مكاسب أسبوعية وسط ضعف الدولار    حماس: جاهزون للدخول في مفاوضات فورية لتبادل الأسرى    نادي المسؤولية الاجتماعية يعقد اجتماعاً برئاسة أ. سلطان المنديل لتعزيز المبادرات المجتمعية    ظهور نادر للفنان المصري عادل إمام بعد غياب طويل    بئر غرس.. ماء مبارك وأثر نبوي خالد    الصدقة في الميزان    «فاكهة الصيف».. تعود للأسواق    نيابة عن أمير الرياض.. أمين المنطقة يحضر حفل سفارة راوندا    تنفيذ 19 مشروعًا مائيًا وبيئيًا في جازان ب1.5 مليار ريال    الشؤون الإسلامية بنجران تغلق 460 بلاغاً    أمير الشرقية يعزي أسرة الراجحي    اتفاقية صحية لدعم وتثقيف المصابين بالأمراض المزمنة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة يُعيد قدرة المشي ل"ثمانيني" بعد ساعتين من استبدال مفصل ركبة    محافظ الزلفي يشيد بمستوى التعاون ويكرم القطاعات المساهمة في موسم عيد الأضحى المبارك    أمين منطقة القصيم يوقع عقد صيانة شوارع بنطاق بلدية الصفراء بمدينة بريدة قرابة ١٧ مليون ريال    جمعية ثقفني وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم يوقعان شراكة مجتمعية ضمن فعاليات الملتقى للقطاع غير الربحي في التعليم والتدريب لعام 2025م    ماسك يصف القانون «الكبير والجميل» لترامب بمشروع «استعباد الديون»    حرس الحدود يقبض على (6) إثيوبيين بجازان لتهريبهم (138.3) كجم "حشيش"    البدء بصيانة جسر خادم الحرمين وتقاطع الملك عبد العزيز بالدمام    ضبط (17863) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    رياح نشطة وأتربة على عدة مناطق في المملكة    محافظ صبيا يُدشّن حملة "لقمتنا ما تنرمي" للتوعية بأهمية حفظ النعمة في المناسبات    جمعية الدعوة بصبيا تُطلق الدورة العلمية الأولى لعام 1447ه بمحاضرة عن فضل العلم    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران تطلق فعاليات برنامج أولمبياد أبطالنا 2025    جامعة أمِّ القُرى تنظِّم مؤتمر: "مسؤوليَّة الجامعات في تعزيز القيم والوعي الفكري    الهلال الأحمر بنجران يكشف إحصائيات شهر يونيو 2025    قطاع ومستشفى ظهران الجنوب يُُنفّذ "اليوم العالمي لمكافحة التدخين"    قطاع ومستشفى المضة يُنفّذ فعالية "اليوم العالمي لسلامة الغذاء"    "ملتقى خريجي الجامعات السعودية يجسّد جسور التواصل العلمي والثقافي مع دول البلقان"    تأشيرة سياحية موحدة لدول مجلس التعاون.. قريباً    غندورة يحتفل بقران «حسام» و«حنين»    جامعة الملك سعود تحذر من خدمات القبول المزيفة    911 يستقبل 2.8 مليون اتصال في يونيو    وسط توترات إقليمية متصاعدة.. إيران تعلق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية    أنغام: لست مسؤولة عما يحدث للفنانة شيرين عبد الوهاب    الأمير جلوي بن عبدالعزيز يرعى حفل انطلاق فعاليات صيف نجران    الأمير ناصر بن محمد يستقبل رئيس غرفة جازان    ترامب يهدد بترحيل ماسك إلى جنوب إفريقيا    أمير تبوك يطلع على تقرير فرع وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالمنطقة    بلدية المذنب تطلق مهرجان صيف المذنب 1447ه بفعاليات متنوعة في منتزه خرطم    العثمان.. الرحيل المر..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للإجازة بقية
للعصافير فضاء
نشر في الرياض يوم 05 - 07 - 2005

لمن يريد أن يستمتع بملامح المجازين، ويتابع أخبارهم عليه أن يذهب إلى المطارات ويدقق في وجوه المسافرين، وكيف يرحلون، وكأنهم هاربون من الجحيم، ضحكات ممزوجة بفرح، واستعجال لحظة الهروب بحثاً عن الراحة التي يدعي الجميع انها مفقودة .. يركضون في ممرات المطارات، يطلقون أنفاساً عميقة، عندما تقلع الطائرة وتغادر هذه الأراضي التعيسة التي لم نعرف فيها سوى الشقاء، والتعب.
وأما من لم يسافروا فالنوم قد دمّر معظم خلايا التيقظ لديهم فهم ينامون أطفالاً وشباباً من بعد السابعة إلى قبل المغرب، ويتيقظون في الليل، الذي هو أساس النوم.
يحدثك أحدهم انه بدأ الاستمتاع بالنوم والراحة التي دمرها العمل الطويل والممتد لست ساعات أو سبع ساعات دوام منها ساعة أو ساعتان«إنتاجية» إن وجدت .. 1٪ من الأشخاص الذين لا يريدون الإجازة، ويحلمون بعودة العمل، فهؤلاء يقال عنهم انهم مرضى بالعمل، أو ليس لديهم برامج تنفذ في الإجازات، أو أنهم غير قادرين على فهم ان الإجازة قادرة على تغيير لون الحياة، ووجه الأيام.
الكسل العام الذي يعاني منه الكثير اثناء العمل، هو الذي يدفعهم إلى معانقة الإجازات بهذه القوة رغم أن يومي الخميس والجمعة كافيان في كثير من الأحيان للتغيير، والحصول على الراحة.
ورغم ان السنة 52 أسبوعاً نقضي منها 104 أيام من 365 يوماً إجازات خميس وجمعة اضافة إلى 35 يوماً إجازة رسمية، وخمسة أيام إجازة اضطرارية، وثلاثون يوماً إجازة عيدي الفطر والأضحى، بمعنى ان المجموع 174 يوماً إجازات رسمية عدا المرضية التي يحصل عليها البعض، وهذا يعني اننا نعمل حوالي 191 يوماً فقط أو بمعنى نصف العام ستة أشهر عمل، وستة أشهر إجازة، وهي حسبة جيدة لمن يريد أن يقيّم أداءه فيها أو قيمة ما قدمه بعيداً عن الوقوف أمام العمل لمدة عام كامل يشكل الكثيرمن الإجهاد ويصل بالموظف إلى منافذ مسدودة من العطاء.
المشكلة ان الموظف الجديد قد لا يختلف عن القديم في حرصه على الإجازة، أو قدرته على التكيف مع العمل لمدة طويلة دون البحث عن أسباب للحصول على إجازة غير مستحقة ولذلك تجد البعض يضحك على الموظفة أو الموظف المثالي الذي ضحى بإجازاته، ولم يتغيب طوال عامين مثلاً، لأن ذلك ضرب من الخيال أولاً، وثانياً، لأن هذا الإنسان غير طبيعي، وأحياناً يتهم بأنه منافق، ويطمح إلى ترقيات معينة، أو لديه طموحات متقدمة.
في الأسبوع الماضي تناولت موضوع آرثر ونستون الأمريكي البالغ من العمر 98 عاماً والذي ما زال يعمل في ساحة للحافلات وتكريم الرئيس كلنتون له بشهادة موظف القرن في أمريكا وهو بالتأكيد حالة خاصة حيث انه عمل سبعين عاماً دون غياب سوى يوم دفن زوجته.
ولم أذكر ان هذا الشائب الطاعن في السن أصبح مشهوراً في منطقة لوس أنجلوس حيث يسكن، فالحلاق يرفض ان يتقاضى منه أجرة قص الشعر، والناس يتهامسون في إعجاب عندما يأتي لتناول طعام العشاء خارج منزله، وأصبح محل اشادة، وموضع استحسان حيثما أتى، وأينما ذهب، وظلت تلاحقه عبارات الاطراء، ونظرات الاعجاب في حله وترحاله.
وقالت عنه رئيسته (انه يعد مصدر إلهام لنا جميعاً - ليس فقط للعاملين هنا في القطاع الجنوبي، وإنما على مستوى الهيئة ككل، لقد أصبح ونستون شخصاً أسطورياً يشار إليه بالبنان، وأنموذجاً يحتذى ومثالاً يقتدى به نتيجة لإخلاصه، وتفانيه في عمله وولائه للهيئة ووفائه مع زملائه فضلاً عن سجله الرائع في مجال السلامة.
سأتوقف عن همس الإعجاب بشخص هذا العجوز البسيط المخلص المتفاني الذي نفتقده نحن هنا من خلال النظرة إلى الآخرين ممن أفنوا عمرهم في العمل، وأمضوا سنوات خدمة طويلة، واكتسبوا الخبرة التي تؤهلهم لنقلها إلى الآخرين، حيث تتردد الآن نداءات عديدة لإحالة من تقف على سن الخمسين أو أمضت ثلاثين عاماً في العمل اجبارياً أو اختياراً إلى التقاعد المبكر، وان تفسح المجال للأخريات ممن تخرجن، ولم يجدن أماكن للعمل، هذا ليس حديث صحف فقط، بل هو حديث عام يدور في كثير من المدن، حيث قابلت احدى النساء في العام الماضي، وطلبت مني ان اكتب في الجريدة التي لا تعرفها أطالب بإخراج الموظفات القدامى، وإحلال الجدد مكانهن، لأن هذا الزمن ليس زمنهن، بل زمن بناتنا المتخرجات والعاطلات، ويكفي القدامى ما أخذن من رواتب.
هذه نظرة المجتمع للموظف القديم وأي قديم لأنه في بعض الأحيان لا يتجاوز عمره نصف عمر آرثر ونستون الرجل الأسطورة. وأيا كان حق هؤلاء الخريجين والخريجات في العمل إلا انه لا يأتي على حساب من يعملون إلا إذا أرادوا هم المغادرة دون إجبار أو ضغوط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.