ما تريده فيه ليس موجوداً.. هو لم يزايد على لحظة البحث عما يريده فيها.. تقبّلها كما رآها أول مرة.. تردد في أن يقول لها ما لديَّ لا يتطابق مع حساباتك.. تقضي الوقت الطويل وهي تبحث فيما ليس لديه.. تحدثه بأنها ستجده ذات يوم.. يبتسم عندما يعود إليها حاملاً ما لديه فقط.. انشغل بها.. وبالبقاء معها.. وانشغلت هي في تبديد الوقت في التعرف على الجزء الذي ليس لديه.. ذات يوم حاول أن ينبهها.. يحتوي بحثها الفارغ.. يستوقفها.. يمسك بالوقت الذي تسرقه من وهج بقائهما معاً.. يفتح مواويل التفاوض.. طارد بهدوء ما تبحث عنه والذي لم يكن في الأصل موجوداً.. أتاح لها ما لديه.. وأمطرها بتفاصيله.. كثيراً ما سمعها.. تتحدث مع صديقاتها.. بأنها تصر على تغييره.. واقتلاع جموحه من جذورها.. وأنها لن تقبل ما بيدها.. وما هو عليه.. يتذكر جيداً أنها طالبته مرة بالالتفات إلى الأعلى.. لتتأكد من سيطرتها عليه.. عبّر سريعاً بعيداً عن اللحظة.. وكأنه لا يرى ولا يستشعر محركات البحث تلك.. كثيراً ما حاول حسم الجدل بينهما.. رغم أنه لم يكن جدلاً مفتوحاً.. بل كان يخضع للأخذ والعطاء.. والمفاوضات وإخلاء الطريق.. والسيادة.. كثيراً ما فتح لها ملاذات آمنة عندما تضيق الطرق.. وتُغلق المعابر.. لكن ظلت كما هي تصر على ملامح الارتباط الذي تراه هي فقط.. أو الذي خططت له وقرأت عنه.. أحياناً كان يتخيل أن الأرض التي يقف عليها هي أرض معركة.. كانت تصر على الانتصار.. على الفوز.. رغم أن الخصم لا يُمانع.. ولكن التعادل يظل هو الأفضل.. إحدى المرات سألها.. وهو يمد يده لها.. توقفت عن الاستجابة ليده.. لم يفقد طاقته في الوصول إليها.. ماذا تريد ؟.. ماذا تبحث في داخله ؟.. ماالذي لم تجده ؟.. هو يمنحها كل شيء وهي تهتف تريد ما تريده.. رغم أن ما يمنحه لها أكثر قيمة مما تريده.. قالت: أبحث عن الصورة التي أريدها.. قال: هذه صورتي لن تتغير.. قالت: بإمكاني أن أغيِّر الصورة وأُعيد صياغة الملامح.. قال: لا أريد أن أتحول إلى ما تريدين..صورة رابضة على مفرق الفراغ.. صورة ليست لي..صورة رتيبة.. عليك أن تقبلي الصورة كما هي.. وكما كانت البدايات.. لا تبحثي عما هو ليس موجوداً لديَّ ولن تجديه.. قالت: أحاول أن أغيّر فيك..منك.. هل لديك مانع ؟.. كل الرجال يتغيرون كما النساء.. قال: لم أطالبك بالتغيير.. والعلاقة هي في الأصل اندماج وتوافق وليست صراعاً من أجل التغيير ليس هناك ما يدفع إلى الصراع والغرق في معادلة فائز ومهزوم والتذرع دائماً بتعنت الآخر.. قالت: أنت تمارس ثقافة اختلاف معي غير مبررة.. وتغلق مسارات الأمل في أن أجد الصورة التي أبحث عنها لديك.. من المؤكد أنني أحبك وأجد لديك دائماً ما يفيض ويحرك شلالات الفرح لديَّ لكن سأظل أبحث عما أبحث عنه حتى وإن اعتبرت ذلك غير منصنف.. سحب يده بعيداً هارباً من الجدل تاركاً لها عالمها المتخيل.. مقاوماً فقط بعبارة ( عليك أن تسعي إلى تعزيز ما هو لديَّ وليس ما لا أملكه..)