شركة الصندوق الصناعي للاستثمار تعلن عن استثمارٍ استراتيجي في "عاجل"    أمير منطقة جازان يكرم 82 مدرسة بتعليم جازان حازت على التميز المدرسي على مستوى المملكة    إنقاذ حياة خمسيني من جلطة دماغية حادة في مستشفي الوجه العام    القصبي يتوج الفائزين بكأس العالم لريادة الأعمال ويكرم الجامعات الريادية في ختام «بيبان 2025»    توظيف 147 ألف مواطن ومواطنة في قطاع السياحة    نائب أمير الشرقية يستقبل مجلس إدارة نادي الخليج ويطلع على إنجازات النادي    رئيس وزراء جمهورية النيجر يُغادر جدة    أكثر من 11 ألف أسرة محتضنة في المملكة    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الخسارة في ديربي جدة    مدير تعليم الأحساء يرفع الشكر والثناء للقيادة بمناسبة تدشين وتأسيس مشاريع ب 304 مليون ريال    ترتيب هدافي دوري روشن بعد الجولة الثامنة    ملتقى الحكومة الرقمية 2025 يؤكد ريادة المملكة في التحول الرقمي عالميًا    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 2025 في جدة بمشاركة 150 دولة.. مساء اليوم    محمد الحبيب العقارية راع ماسي في سيتي سكيب الرياض 2025 وتستعد للكشف عن أحدث مشاريعها الكبرى    فيما كنتم تتفرجون    مبادرة تصنع أجيالا تفتخر    وزير الإعلام سلمان الدوسري يقدّم العزاء للمستشار فهد الجميعة في وفاة والده    وزارة الشؤون الإسلامية تواصل حراكها النوعي داخلياً وخارجياً وتُتوَّج بتكريم دولي لمعالي الوزير "    إطلاق مبادرة الاستدامة السياحية في عسير    الشرع يصل واشنطن في أول زيارة رسمية لرئيس سوري.. يلتقي مع ترامب غدًا    83 فيلما منتجا بالمملكة والقصيرة تتفوق    اختتام فعاليات ملتقى الترجمة الدولي 2025    الفلبين تستعد لعاصفة جديدة بعد إعصار كالمايجي    قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في الجنوب السوري    الإصابات تضرب سان جرمان قبل لقاء القمة أمام ليون    سالم: سعيد لكوني أول سعودي مرشح لجوائز الفيفا    القيادة تعزّي رئيس جمهورية الفلبين في ضحايا إعصار (كالمايجي)    تحت رعاية الملك ونيابةً عن ولي العهد.. أمير الرياض يحضر دورة ألعاب التضامن الإسلامي    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    عمليات نسف واسعة في خان يونس.. تجدد القصف الإسرائيلي على غزة    الإطاحة ب«لص» نام أثناء السرقة    «المنافذ الجمركية» تسجل 1441 حالة ضبط    بحضور أمراء ووزراء ومسؤولين.. الرميان والشثري يحتفلان بزواج فيصل    83 قضية تجارية يوميا    واتساب يطلق ميزة لوقف الرسائل المزعجة    العراق يدخل الصمت الانتخابي تمهيداً لاقتراع نيابي    سمو ولي العهد يعزّي ولي عهد دولة الكويت في وفاة الشيخ صباح جابر فهد المالك الصباح    285 مليار دولار استثمارات أوروبية بدول «التعاون»    إحالة طليقة السقا للمحاكمة ب«تهمة السرقة»    السجن لبريطاني مفتون ب«أفلام التجسس»    قصص الرياضيين العظماء.. حين تتحوّل السيرة إلى مدرسة    مجتمع متسامح    التسجيل في «ألف ميل»    في المرحلة ال 11 من الدوري الإيطالي.. نابولي ضيفاً على بولونيا.. وروما وإنتر في مواجهة أودينيزي ولاتسيو    المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    ديوانية الأطباء تكرم القحطاني    مدرب الأهلي: فخور بجميع اللاعبين والانتصار يُنسب للجميع    كيسي نجم الأهلي: مباريات الديربي تكسب ولا تلعب    موسم الزيتون ملطخ بالدم    الشؤون الإسلامية في جازان تنفّذ أكثر من (40) ألف جولة رقابية على الجوامع والمساجد خلال شهر ربيع الثاني 1447ه    «أمن الحج والعمرة».. الإنسانية بكل اللغات    حب المظاهر آفة اجتماعية    رئيس وزراء النيجر يزور المسجد النبوي    دفعة جديدة من المساعدات السعودية لقطاع غزة    وحدة الأورام المتنقلة.. نقلة نوعية في الرعاية الصحية المتنقلة بوزارة الداخلية    انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج في نسخته ال 5 غدا الأحد    محافظ القطيف يدشّن مبادرة «سكرك بأمان» للتوعية بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



90٪ من طلاب الأول الابتدائي في المملكة لم يلتحقوا برياض الأطفال
طالب بالتوسع في التعليم عن بعد للمناطق البعيدة والهجر لتوفير معلمين.. خبير اقتصاديات التعليم عثمان القصبي:
نشر في الرياض يوم 09 - 09 - 2012

أوضح المتخصص السعودي في اقتصاديات التعليم وتطويرها عثمان القصبي أهمية اختيار المعلمين الجيدين لمرحلة رياض الاطفال باعتبارها اهم مراحل التعليم بشكل عام، من خلال كونها تؤسس الطالب تعليميا وتربويا، وقال: «نحن نريد دعماً موازياً للتعليم الأساسي، ومن ذلك أيضاً رياض الأطفال، واضاف: حيث نجد فيها مشكلة أكبر لأن أكثر من 90٪ من الأطفال لم يدخلوا رياض الأطفال إذ كلما كان الطفل صغيراً كان تعليمه وتربيته أهم. وشدد على أهمية الدعم الموازي للتعليم الأساسي وتطويره واذا اصبح موازياً للتعليم العالي لاشك اننا سنحصل على نتائج جيدة، فنحن نطمح أن يجد التعليم الأساسي دعماً مشابهاً لدعم التعليم العالي.
وأكد عثمان بن طارق القصبي المشرف العام على مدارس الرواد بالمملكة على الاهتمام بحوافز المعلمين اذ إنها تعد حجر الزاوية بالنسبة للعملية التعليمية، وان خطوة زيادة مرتبات التعليم الأهلي التي اتخذتها الدولة مؤخرا تعد خطوة ممتازة وذات أهمية كبرى في العملية التعليمية ككل، واقترح أن لا تكون هذه الخطوة على حساب ولي الأمر وإنما يجب ان تتكفل بها وزارة المالية.
وبين ان الدراسات الحديثة في المملكة بينت ان متوسط نسبة عدد الطلاب للمعلم هو (12 طالباً) وهي نسبة تعادل نظيرتها في الدول المتقدمة، كما اقترح ان تخصيص برنامج لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم . ورأى انه من المفروض على وزارة التربية والتعليم ان تدعم هذا القطاع وتتكفل بتكلفة الطالب أو الطالبة مع وضعها في الاعتبار الجوانب التنموية الأخرى التي ستحدث، مثل توظيف عدد كبير من المعلمات وخروج طبقة وسطى من البطالة النسائية ليصبحن صاحبات أعمال فضلاً عن استثمارنا في الطالب الذي هو أعلى ما نملك بل أغلى من الاستثمار في المجالات الصناعية .
عثمان القصبي يتحدث إلى الزميل خالد الربيش (تصوير: حاتم عمر)
وتطرق عثمان بن طارق القصبي في حديثه الى اهم الموضوعات التي تخصص العملية التعليمية وفق دراسات واقتراحات مدروسة.. فكان الحوار الآتي:
هل هناك معدل لقياس كثافة الطلاب بالنسبة للمعلم الواحد في المملكة؟
- بالتأكيد فقد اثبتت الدراسات الحديثة ان متوسط نسبة عدد الطلاب للمعلم هو (12 طالباً) وهي نسبة تعادل نظيرتها في الدول المتقدمة المتفوقة في اختبارات الرياضيات والفيزياء.
مطالب لتخصيص مشروع وطني لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم
* .. مادمنا نملك معدلاً جيداً فلماذا لا نملك نتائج جيدة؟
- هذا يعود إلى أن (المعدل) مضلل احيانا، فحينما تذهب إلى الدول المتقدمة نجد لديهم برامج التعليم عن بعد في الهجر مما يوفر لهم معلمين بالنسبة للمدن التي فيها كثافة في عدد الطلاب، لذا نجد أن الكثافة مقبولة في كل مكان بالنسبة للدول المتقدمة!، ويعود كذلك إلى عملية التدريب واختيار المعلم.. بينما لدينا هنا – وللأسف – عدد قليل من الخريجين المميزين في معدلات الثانوية العامة واختبار القياس يسجلون في كليات التربية لأن الحوافز المادية والمعنوية متدنية، بينما نجد عكس ذلك في سنغافوره وفنلندا وبريطانيا، إذ نجد أن معلم الصفوف الأولية شخصية مهمة جداً ويتلقى رواتب عالية من الدولة نسبة لأهميته، ونحن إلى الآن مازلنا ننظر للمعلم نظرة سلبية بينما ننظر للموظفين الآخرين نظرة ايجابية! وهذه النظرة بلاشك لها تأثير مباشر على رغبة الشباب في الاقبال على مهنة التدريس، وحتى نستطيع ان نلحق بالركب في هذا المجال يحتاج منا إلى برنامج مادي ومعنوي، وقد سبق ان اقترحت ان نخصص برنامجاً لتكريم المعلمين والطلاب من قبل وزارة التربية والتعليم، ونحذو حذو الدول المتقدمة في تكريم المعلم ماديا ومعنويا، ولدينا مثال على ذلك زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمدارس المتميزة على مستوى أمريكا ليصافح المعلمين والطلاب المتميزين وهذا في اعتقادي أكبر حافز في العملية التعليمية.. في المقابل اتساءل كم طالب متميز ومعلم متميز قابله وزير أو مسؤول؟ وكم منشأة صناعية ورياضية أو تجارية زارها مسؤول أو وزير؟ وكم منشأة تعليمية زارها الوزير نفسه أو المسؤول؟
التحوّل إلى شركات تعليمية يرفع مستوى الأداء ومخرجات المدارس الأهلية
* إلى أي درجة ترى بأهمية استخدام اسلوب التحفيز للمعلمين؟
- أهمية الاهتمام بحوافز المعلمين هي حجر الزاوية للعملية التعليمية، وان خطوة زيادة مرتبات التعليم الأهلي تعد خطوة ممتازة وذات أهمية كبرى في العملية التعليمية، وقد اقترحنا أن لا تكون هذه الخطوة على حساب ولي الأمر وإنما يجب ان تتكفل بها وزارة المالية.
* بما تقدرون تكلفة الطالب سنويا في مراحل التعليم العام؟
- الدراسات التي خرجت بها وزارة التربية والتعليم أثبتت ان تكلفة الطالب في المدارس الحكومية تقدر ب20 ألف ريال سنويا في المتوسط من رياض الأطفال حتى يصل إلى التعليم العالي، وهذه التكلفة لا تدخل فيها تكلفة الكادر الإداري في الوزارة ولكنها تشمل الطالب حتى مدير المدرسة (داخل المدرسة)، وهذه التكلفة تختلف من مدينة إلى أخرى من حيث الكثافة السكانية وكثرة عدد الطلاب في المدارس إذ نجد في المدن المكتظة بالسكان يبلغ متوسط عدد الطلاب في الفصل 50 طالباً، أما في الهجر والقرى قد ينحصر عدد الطلاب بين العشر طلاب وستة طلاب داخل الفصل، وهذا يزيد من التكلفة.
معلم الصفوف الأولية في سنغافورة وفنلندا وبريطانيا شخصية هامة ويتلقى رواتب عالية من الدولة
* من خلال اقتصاديات التعليم تحدثتم عن التكلفة.. إلى أي مدى يمكن ان يوفر التعليم الأهلي مساحة جيدة أكثر من تلك التي يوفرها نظيره الحكومي من حيث المخرجات والجودة؟
- لا يخفى علينا جميعاً ان التعليم الأهلي يدار بعقلية القطاع الخاص لهذا نجدهم يبحثون عن الكوادر والكفاءات.. وبالتالي نجد هناك كفاءة في العمل بخلاف القطاع الحكومي الذي لديه محددات معينة تتمثل في عدم قدرة الجهاز الإداري من ادارة هذا القطاع الضخم بينما المدرسة الخاصة أو عشر مدارس فيمكن ادارتها بكل يسر وسهولة.
الدعم الحكومي للطالب مباشرة ب 5 آلاف ريال في التعليم الأهلي يحقق وفراً سنوياً قدره 21 ملياراً
اضف إلى ذلك قوانين الخدمة المدنية التي تمنع المسؤول من اتخاذ قرار الفصل لأي معلم إلا بعد اجراءات طويلة جداً تصعِّب اتخاذ القرار. كما ان هناك أمراً يتعلق بالاجراءات البيروقراطية في الأجهزة الحكومية حيث نجدها تتمسك بأمور فقدت محتواها ولم تواكب التطور والتحديث الالكتروني والإداري.. كل هذه الأمور الحديثة والمتطورة نجدها في المدارس الأهلية ولم تجد طريقها إلى المدارس الحكومية، وهذا يساعد المدارس الأهلية على أن تكون لديها كفاءة أكثر في العملية التعليمية والتربوية، ولاشك أن هذه الكفاءة لها تأثير على النتائج بسبب الاستغلال الجيد للموارد المالية التي تتحصل عليها من الرسوم وصرفها في الجوانب التي تؤثر بشكل إيجابي، لأن هدف المستثمر هو ان يخرج بمخرجات ذات كفاءة عالية من الطلاب بالرغم من سعيه للحصول على الأرباح، مع علمه التام ان هذه الأرباح لن تستمر ما لم تكن مخرجاته التعليمية ممتازة!، وقد نجد هناك مدارس أهلية غير حريصة على المخرجات الجيدة وليست لديها نظرة بعيدة وهذه نعتبرها حالات استثنائية تراقبها وزارة التربية والتعليم عن طريق جهاز اشرافي قوي.
رفع عدد المقبولين في رياض الأطفال الأهلية إلى 60٪ يوفر 100 ألف وظيفة للمعلمات
* كم نسبة التعليم الأهلي إلى نسبة التعليم العام؟ وهل هي كافية ؟
- النسبة الحالية تقارب 8٪ من نسبة التعليم الأساسي، وهذه النسبة تعد منخفضة مقارنة بدول الخليج، ودون الطموحات الرسمية في المملكة، إذ نجد في الخطة الخمسية قبل الماضية بنداً ينص على أن ترتفع هذه النسبة إلى 25٪.
واحب ان اوضح ان هناك ملفات أهم من دعم التعليم الأهلي في مجالات التنمية المنشودة ولا يخفى علينا مدى اهتمام الدولة بالتعليم والذي يتمثل بالابتعاث الخارجي والتوسع في عدد الجامعات والابتعاث الداخلي ولكن – للأسف - لا نجد دعماً موازياً للتعليم الأساسي مع أنه هو الأساس، فإذا طورنا التعليم الأساسي وجعلناه موازياً للتعليم العالي لاشك اننا سنحصل على نتائج جيدة، فنحن نطمح أن يجد التعليم الأساسي دعماً مشابهاً لدعم التعليم العالي، فلو أخذنا على سبيل المثال برنامج الابتعاث الداخلي لا نجد له شبيهاً في التعليم الأساسي، فالدولة تدفع للطالب في الابتعاث الداخلي للكليات الأهلية ما يزيد على 40 ألف ريال، وما تدفعه الحكومة لطالب الابتعاث الخارجي أكثر بكثير وقد يزيد على 100 ألف ريال، إذا رافق المبتعث زوجته وأطفاله، وكل دولة تختلف عن الأخرى في تكلفة الدراسة وهذا برنامج جيد ومطلوب ولكن نحن نريد دعماً موازياً للتعليم الأساسي، ومن ذلك أيضاً رياض الأطفال حيث نجد فيها مشكلة أكبر لأن أكثر من 90٪ من الأطفال لم يدخلوا رياض الأطفال إذ كلما كان الطفل صغيراً كان تعليمه وتربيته أهم، ويقول المثل «العلم في الصغر كالنقش على الحجر».
* .. وكم عدد الطلاب الذين يلتحقون بالتعليم العام سواء الأهلي أو الحكومي وسبق لهم الالتحاق برياض الأطفال من النسبة المئوية؟
- حسب احصائيات وزارة التربية والتعليم في حدود 7٪ تقريباً إلا ان 90٪ تقريباً من طلاب الصف الأول الابتدائي لم يسبق لهم ان دخلوا أي مدرسة قبل التحاقهم بصفهم الاول ابتدائي.
* ماذا تقترح لرفع مستوى فاعلية مرحلة رياض الاطفال؟
- هناك دراسة أجرتها الوزارة بواسطة جهات مستقلة تتبع لأحد أكبر المكاتب الاستشارية نصت على انه يمكن ان تصل هذه النسبة خلال 5 إلى 10 سنوات إلى 60٪ إذا تم دعمها بإنشاء مدارس رياض أطفال خاصة في المدارس الأهلية، وستوفر هذه المدارس وظائف كثيرة للمعلمات - ولا يخفى علينا جميعاً نسبة البطالة وسط النساء - وقد تستوعب هذه المدارس ما يزيد على (100 ألف) معلمة ،
واقترح إذا تم عمل هذا البرنامج ان يتم بشكل مهني بمعنى ان يشتمل على التأهيل والتدريب والاعداد والتخطيط المتقن، لأن هناك كثيراً من المشاريع الجيدة والمفيدة للوطن نقوم بإنشائها دون ان تكتمل او تثمر، وليس السبب لأن الفكرة سيئة وإنما التطبيق (احياناً) غير صحيح ، ومثال ذلك المناهج الجديدة التي تعد مناهج مهمة لما فيها من نقلة نوعية للعملية التعليمية ولكن - للأسف - لم يرافقها تدريب مناسب مماثل للجهد والصرف الذي بذل على المناهج فحينما تصرف مبلغاً على المنهج يجب أن تصرف مثله أو أكثر على التدريب، وقد كان موضوع التدريب وموضوع التنفيذ أقل احترافية من موضوع تطوير المناهج مما سبب لنا في التعليم اشكالات كبيرة مازلنا نعاني منها، وحاولنا ان نعالج الأمر بتدريب عاجل وخاص وصرفنا عليه أموالنا الخاصة في المدارس الأهلية، لأننا رأينا ان المعلم الذي لا يتلقى التدريب المناسب لم يستطع تدريس المناهج الجديدة لأنه يعانى شخصياً ومن الطبيعي ان يعانى الطلاب منه، مما أدى إلى انخفاض مستوى التعليم بدلاً من ارتفاع مستواه.
* هناك من يقول ان رياض الأطفال لو اسندت فقط للتعليم الأهلي لأصبحت عبئاً ثقيلاً على أولياء الأمور بينما نجد التعليم العام بصفة عامة مجاناً؟
- لذلك أرى بأهمية ان تتولى الحكومة ان تدعم هذا القطاع وتتكفل بتكلفة الطالب أو الطالبة مع وضعها في الاعتبار الجوانب التنموية الأخرى التي ستحدث مثل توظيف عدد كبير من المعلمات وخروج طبقة وسطى من البطالة النسائية ليصبحن صاحبات أعمال فضلاً عن استثمارنا في الطالب الذي هو أغلى ما نملك بل أغلى من الاستثمار الصناعي والبنكي أو غيرها من القطاعات لأنه هو الأصل الذي يعتمد عليه في بناء الأوطان، لذا أرى انه قد يكون أهم من البنى التحتية كالجسور والشوارع وناطحات السحاب، وهذا المشروع موجود على طاولة البحث لدى الجهات المختصة ونأمل ان يرى النور قريباً بشكل مهني واحترافي، وان يكون تطبيقه بشكل تدريجي وبعد دراسة وتخطيط وتأهيل وتدريب الكفاءات حتى لا يخرج إلينا هزيلاً.
* في الفترة الأخيرة ظهرت وبشكل موسع شركات تستثمر في التعليم... إلى أي مدى ترى ان هذه الشركات مهمة في رفع جودة التعليم.. وهل توسع الأفراد في مدارس أهلية يتعارض مع هذا التوجه؟
- بلاشك ان العمل الجماعي المؤسسي أفضل، فإذا تم انشاء شركة برأسمال قوي يؤدي إلى تطبيق خطط هذه الشركة وتطوير هذه الخطط بما يتناسب ورأسمال هذه الشركة، ان برامج التدريب والاشراف التربوي وبناء مدارس ذات بيئة جيدة تساهم في رفع مستوى التعليم في المدرسة يحتاج إلى رأسمال كبير، ورأس المال الكبير يأتي عادة من الشركات الكبرى، ولدينا الآن شركات استطاعت ان تبني مجمعات وتطور وتؤهل وتدرب سعوديين وسعوديات ليست مهمتهم فقط الوظائف التعليمية والإدارية وإنما وظائف في الإدارة العليا، ولدينا الآن أكثر من 90٪ من أعضاء الادارة العليا الذين يتقاضون رواتب تزيد على 20 ألف ريال للسعوديين والسعوديات، إذاً الشركات الآن تؤسس لهذا الهيكل الإداري،
أما بخصوص الأفراد فبإمكانهم تأسيس مدارس والعمل على اندماجات والتقدم والاستفادة من الشركات التعليمية للوصول الى الهدف المنشود من التعليم الاهلي وهو الاضافة النوعية على التعليم.
* هل بإمكان التعليم الأهلي ان يحمل جزءاً من المسؤولية الملقاة على عاتق القطاع التعليمي الحكومي؟
- طبعاً بالإمكان.. ذلك ان التعليم الأهلي الآن يوفر مبالغ ضخمة سنوياً على وزارة المالية تقدر بحوالي 7 مليارات ريال، وقد يرتفع هذا المبلغ إذا تم دعمه على أن يصل إلى 25٪، فإذا تم تطبيق مقترح وزارة التربية والتعليم ودعم الطالب ب5000 ريال وأقبل 25٪ من الطلاب على التعليم الأهلي أصبح الوفر 21 مليار ريال، بشرط أن يتم بشكل مقنن.
* مطلع العام الدراسي الجديد تم العمل بالتوجيه برفع مرتبات المعلمين والمعلمات في القطاع الخاص ما أبعاد هذا القرار وأهميته في قطاع التعليم الأهلي؟
- هذا قرار مهم جداً وقد طال انتظاره وسيؤدي إلى احترام أكثر لمهنة التعليم، فالمعلم أو المعلمة الذي كان يتسلم راتباً متدنياً في حدود 3 آلاف أو 4 آلاف ريال الآن سيستلم راتباً في حدود 6000 أو 7000 ريال وبالتالي فإن المعلم سيرى ان هذا المبلغ مورداً مالياً مناسباً وأن المدرسة لن تكون بالنسبة له محطة حتى ينتقل إلى المدرسة الحكومية كما كان يحدث سابقا ، حينما كان المعلم أو المعلمة يبحثان فقط عن شهادة الخدمة التي تساعدهما في الدخول إلى العمل في وزارة التربية والتعليم.. كذلك القرار سيؤدي بعد تطبيقه إلى زيادة الاقبال من المعلمات للعمل في المدارس الأهلية مما يساعد كذلك في اختيار الكفاءات الجيدة من المعلمات، الأمر الآخر وهو ما يتعلق بالنواحي الاقتصادية حيث ان هذه الزيادة ستزيد من دخل المعلم والمعلمة من ذوي الدخل المحدود أو الطبقة المتوسطة... وكما نعلم ان الدولة ممثلة في صندوق الموارد البشرية ستتكفل بمبلغ 2500 ريال والمتبقي ستدفعه المدارس، وبناء على ذلك عمدت بعض المدارس على زيادة رسومها حيث لدينا الآن زيادة في المصروفات بلغت 15 مليون ريال حتى نواكب هذه الزيادة إذ رفعنا رواتب المعلمين والمعلمات بأكثر من القرار الملكي حتى نستطيع ان نحافظ على المعلمين المتميزين، وغيرنا من المدارس فعلت ذلك. وسيرتفع دخل المعلمين في السنة إلى نصف مليار ريال وهذا المبلغ ستدفعه المدارس فقط اضافة إلى ما سيدفعه صندوق الموارد البشرية ليصل اجمالي ما ستصرفه المدارس الأهلية نحو مليار ونصف المليار ريال كرواتب للمعلمين والمعلمات في السنة.
* كم نسبة المعلمين والمعلمات كلاً على حدة من المواطنين والمواطنات في التعليم الأهلي؟
- في التعليم الأهلي هناك 35 ألف معلم معلمة وفي التعليم الحكومي والأهلي قرابة 500 ألف معلم ومعلمة، ويعد مجال التعليم هو أكبر جهاز لتوظيف السعوديين رجالاً ونساء وأكبر عدد للموظفين نجدهم في وزارة التربية والتعليم ونسبة السعوديين فقط في التعليم الأهلي قد تصل إلى 60٪ من المعلمين والمعلمات، أما نسبة السعوديات في مدارس البنات هي 95٪ لأن جميع وظائف التعليم الأهلي للبنات مسعودة أما نسبة المعلمين السعوديين في المدارس الأهلية فهي 35٪ تقريباً.
* لماذا تتفاوت النسبة ما بين المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية؟
- لأن عدد المعلمات كثير ولا تستطيع الوزارة استيعابهن بينما عدد المعلمين قليل جداً وتستوعبهم الوزارة، لأنك الآن لو بحثت عن معلمي فيزياء ورياضيات من السعوديين لن تجدهم، بينما تجد كل التخصصات متوفرة من المعلمات السعوديات.
* هل توجهكم لرفع مرتبات المعلمين سيزيد من استقرار المعلم والمعلمة في التعليم الأهلي؟
- بكل تأكيد ان زيادة مرتبات المعلمين والمعلمات في التعليم الأهلي سيعزز من استقرارهم وولائهم واهتمامهم بالحضور وعطائهم في الفصل لأنه يجد مردوداً وحافزاً يشجعه للعطاء، أما حينما يكون المردود المالي قليلاً فإن ذلك ينعكس سلباً على العملية التعليمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.