مع تضاعف عدد الحملات التثقيفية والبرامج المخصصة للتوعية بمرض السمنة ومع تزايد مراكز (تخسيس الوزن) وعيادات السمنة وغيرها من المراكز المتخصصة نجد أننا لا نزال نعاني وبشكل كبير من الإفراط المتزايد بالوزن حتى أضحت الكثير من المستشفيات والمراكز الطبية تخصص عيادات وأقساماً لعلاجها، والأدهى والأمر أن الموضوع أصبح منتشراً بين مختلف الفئات العمرية، وهذا ما يجعل الخبراء والمتخصصين يحذرون من تفاقم هذه الظاهرة الخطيرة، نشر الزميل البروفيسور محمد عدار استشاري أمراض النساء والولادة والأورام في الصفحة الطبية موضوعاً تحت عنوان: (37٪ من السعوديات يعانين من السمنة! جاء فيه انه إذا نظرنا إلى دول الوطن العربي لوجدنا أن المملكة العربية السعودية تفوق قريناتها في عدد البدناء، إذ يكلف البدناء المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنوياً بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن، كما نشر الخبير السعودي الدكتور فؤاد نيازي دراسة أوضح فيها ان معدلات السمنة في السعودية ارتفعت بنسبة 30٪ خلال السنوات العشر الأخيرة. وقال ان 29٪ من الرجال يعانون من زيادة الوزن فيما تعاني 37٪ من النساء من السمنة ووصلت معدلات السمنة بين النساء إلى 24٪ مقابل 16٪ من الرجال، وأكد ان هذه النسب هي من أعلى المعدلات في العالم خاصة بين النساء. ووجد في دراسة أخرى أن معدل زيادة الوزن هو 36.9٪ بالسعودية. ووجد أن أعلى نسبة لانتشار السمنة في المنطقة الغربية 42٪ تليها الوسطى 40٪ وأقل معدلات السمنة كانت في المنطقة الجنوبية 30٪. وطرائق تشخيص البدانة كثيرة، منها ما هو معقد ولا يجري إلا في معامل الأبحاث، وما هو بسيط ويجري بسهولة في أية عيادة. وبالنسبة للعامة يمكن التعرف إلى الوزن الطبيعي التقريبي بخصم الرقم مائة من الطول (الوزن الطبيعي التقريبي = الطول بالسنتيمتر - 100) مثل تلك الموضوعات التي تُطرح بشكل كبير من خلال العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحفية لا زالت في تزايد، سؤالي أين مكمن الخلل؟ لماذا لم تتحقق الرسالة المطلوبة ولم تصل للغرض المنشود؟ اسئلة عديدة لابد أن نجد لها اجابة شافية ووافية حتى نصلح هذا الخلل الصحي المؤثر جداً، الناس ومن خلال متابعة ما يُنشر أو يبث من خلال التلفاز أو من خلال المعارض المقامة في الأماكن العامة يقبلون وبشغف على أخذ المواد التثقيفية واسئلتهم دقيقة للمتواجدين في المعرض ويحرصون على التزود بكل جديد، ويقبل النساء بشكل كبير ويتابعن أكثر من الرجال هذه البرامج، ولكن النسب في تزايد والأمر يحتاج للعلاج! وأعتقد انه لا بد من قياس تأثير تلك الحملات على تغيير السلوكيات الخاطئة ودورها في تصحيح المفاهيم من الناحية التطبيقية الواقعية المعاشة، وإلا لن نلمس تأثيراً حقيقياً كبيراً، مثل تلك الدراسات يجب أن يقوم بها مراكز متخصصة تستطيع نشر الحقائق بكل موضوعية، ومن خلالها يمكن تعديل الأخطاء وتصحيح الخلل أليس كذلك؟