شارك الدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب مدير مشروع " كلمة " للترجمة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الدورة الرابعة لندوة الحضارتين العربية والصينية التي نظمتها وزارة الخارجية في العاصمة أبوظبي. وناقشت الندوة التي شارك فيها مسؤولون ومثقفون من الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية .. أربعة محاور رئيسية استعرضت أهم القيم المشتركة بين الحضارتين ودورها في إرساء أسس علاقات التعاون الاستراتيجي وأهم الشخصيات التي أسهمت في الحوار الحضاري العربي الصيني بجانب دور الثقافة العربية والإسلامية وأهميتها في تعميق المعرفة المتبادلة بينهما وتحديد الأولويات والإجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية . واستعرضت الندوة التي تأتي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي الذي أطلق عام 2004 ويعتبر بداية لمرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدان العربية والصين .. واقع التعاون الثقافي العربي الصيني وسبل التعامل مع التحديات الثقافية التي تطرحها العولمة وتحقيق الرغبة المشتركة في تعميق المعرفة بالثقافتين العربية والصينية في الصين والعالم العربي ومجالات تفعيل التعاون الثقافي والفكري والاجتماعي بين الجانبين . من جانبه قدم الدكتور علي بن تميم محاضرة حول " دور الحضارات في إرساء أسس علاقات التعاون الاستراتيجي العربي- الصيني ".. تحدث خلالها عن العلاقات التاريخية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية . وأشار إلى أن هذا الاتصال التاريخي يحتاج إلى مزيد من البحث والاستكشاف للتمكن من رؤية أبعاده كاملة وتقديم سرد دقيق له ولنتائجه مشيرا إلى أنه في عالمنا المعاصر عالم القرية الكونية يصعب ألا تلتقي الصين البلد المؤثر اقتصاديا وسياسيا وثقافيا في العالم بالعالم العربي الذي يملك خواص كثيرة مشتركة معه . ودعا إلى البحث عن المشتركات الثقافية والحضارية بين الطرفين وأيضا البحث في عناصر الاختلاف بغية فهمها أولا ثم تفكيكها مشيرا إلى أن الاحتكاك الصيني العربي فيما مضى هو الذي أهدى العالم صناعة الورق وهي من وجهة نظره نقطة لقاء وتأسيس لانطلاق علاقات تبادل ثقافي لابد أن يسبقها تعارف ثقافي بين الشعوب العربية والشعب الصيني . وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد اختارت مؤخرا المستشرق تشونج جي كون من جمهورية الصين الشعبية شخصية العام الثقافية تقديرا لما قدمه لأكثر من نصف قرن في حقل تعليم اللغة العربية والترجمة والدراسات العلمية في اللغة العربية في دول شرق الأقصى . وقد عمل تشونغ بمناصب عدة شملت رئاسة تحرير مجلة " تاريخ الآداب الشرقية " و" ألف ليلة وليلتان " و" تاريخ الأدب العربي الحديث " وغيرها..وله العديد من الكتب التي ترجمها كان أهمها " ميرامار " للكاتب المصري الراحل نجيب المحفوظ و"في بيتنا رجل" لإحسان عبدالقدوس و" فتافيت إمرأة " للشاعرة الكويتية سعاد الصباح و"ألف ليلة وليلة" بالإضافة قصائد مختارة لجبران خليل جبران وغيرها وتجدر الإشارة إلى ان مشروع "كلمة" للترجمة قد لعب دورا بارزا في السياق الثقافي والحوار بين الحضارتين العربية والصينية إذ قام بنقل مجموعة من الكتب والمؤلفات الصينية إلى العربية البعض منها تمت ترجمته عبر لغة وسيطة مثل الفرنسية والإنجليزية والبعض الآخر تمت ترجمته عبر اللغة الصينية مباشرة .