في جميع الأعمال التي يقوم بها فريق العمل المكلف بمسابقات القرآن الكريم المحلية أو الدولية نجد شعوراً غريباً ومتميزاً لدى كافة العاملين ، أولهما شعورهم بسرعة الأيام ، وانقضاء المسابقة ، على عكس الفعاليات الأخرى التي يجدون فيها ثقلاً وهماً ، وربما تذمراً ، وكنت أحسب أن هذا الشعور ينتابني بمفردي ، ولكني لمست ذلك لدى الجميع . قلت في مناسبة سابقة ، وفي يوم الختام ، لأحد الزملاء العاملين في خدمة أهل القرآن : ألا تحس بأن أيام المسابقة انقضت بسرعة ، فقال : كنت أفكر في هذا الموضوع ، وطرحت السؤال على زميل قبل أن تسألني إياه ، ولعلني أستعيد إجابته الشافية التي تتوافق مع ما يخطر في بالي ، فقال : الأجواء الإيمانية المفعمة بأصوات المرتلين لكتاب الله الكريم ، وخاصة في أثناء الاستماع للمتسابقين ، ورؤيتك لأبناء الأمة الإسلامية من مشرق الأرض إلى مغربها ، يجعلك تأنس بهذا الجو المتميز ، ومما يزيد في خصوصيته أن المسابقة تقام في مكةالمكرمة ، مهبط الوحي ، ومنبع الرسالة ، وقبلة المسلمين ، كل هذه الأمور تجعل من يتشرف بحضور المسابقة يتمنى ألا تنقضي أيامها . وإذا كان هذا هو حال العاملين، فإن مشاعر المشاركين من متسابقين ، وأعضاء لجنة تحكيم تفوق الوصف ، فهي مسابقة مختلفة عن سائر المسابقات ، يكتسي فيها المشارك فخراً وشرفاً ، ويكفي للمتسابق أنه نال شرف تمثيل بلده في أم المسابقات وأعظمها ، وأجلها مكانة ، وفي أطهر البقاع ، وفي المكان الذي نزلت فيها الآيات على خير البشرية نبينا محمد . وإذا كنا نسعد بالتتويج ، والختام ، وتكريم الفائزين ، فإننا نتذكر وداع الوجوه الطيبة ، ونحتسب فراقهم المؤقت ، ويبقى عزاؤنا أن هذه المسابقة التي ترعاها المملكة العربية السعودية دائمة راسخة بإذن الله ، تتجدد في كل عام بوجوه مشرقة ، وتتغير الوجوه وتبقى الأهداف النبيلة لها . alomari 1420 @ yahoo . com