* أنا رجل عمري 46 عاماً وأعُاني من الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب منذ سنوات طويلة ، وقد دخلت المستشفى عدة مرات بسبب نوبات هوس ونوبات اكتئاب. للأسف أعتبر بأني السبب في الانتكاسات التي تحدث لي ، لأني لا أواظب على الأدوية التي يصرفها لي الطبيب ، فبعد مدة أملُّ من تناول العلاجات أشعر بأني تحسّنت ولست بحاجة لتناول هذه الأدوية التي تُصيبني بالكسل والخمول وكذلك بعضه له تأثير على حالتي الجنسية ، فأوقف تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب وبالتالي يحدث لي انتكاسة ، وفي كل مرةٍ أقول: إني لن أوقف العلاج ولكن لا أستطيع الاستمرار في العلاج وهذه واحدة من مشاكلي مع الاضطراب النفسي الذي أعاني منه. مشكلةً آخرى وهي أنني عندما أصاب بنوبة هوس أو اكتئاب الجأ إلى استخدام الحشيش ، ولا أعلم هل للحشيش تأثير على الاضطراب النفسي الذي أعاني منه؟ حاليا ً أوقفت الحشيش بعد أن تعالجت عن نوبة هوس تبعتها نوبة اكتئاب ولكن سؤالي الأخير هل لإيقاف الحشيش أعراض انسحابية؟ - أخي الكريم ، يؤسفني ما سمعته منك عن تعاملك مع اضطراب نفسي من الاضطرابات النفسية الصعبة. فالاضطراب الوجداني ثُنائي القطب اضطراب ليس سهلاً وقد تتدهور الحياة العائلية والعملية والعلمية والاجتماعية ويدخل المريض في مشاكل كثيرة إذا لم يستطع أن يُعالج نفسه من هذا الاضطراب. تناول الأدوية الخاصة بعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب أمرٌ في غاية الأهمية ، نظراً لأن هذا الاضطراب يحتاج لأدوية متعددة ، مثل الأدوية المضادة للذهان والأدوية المثبتة للمزاج وربما الأدوية المضادة للاكتئاب. صحيح أنه في بعض الأحيان يتناول المريض أدوية متعددة قد تكون كثيرة لكنها ضرورية للعلاج ولاستقرار حالة المريض. لا أحد يُريد استخدام الأدوية لكنها الضرورة ، فكثير من المرضى الذين يُعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكر والضغط والكلسترول يتناولون أدوية متعددة وكثيرة ولكنها ضرورية للحفاظ على عدم تطوّر المرض وتجنب مضاعفات هذه الأمراض المزمنة الخطيرة. الوضع بالنسبة لمريض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب شبيه بالأمراض التي ذكرنا ، فالمريض يحتاج لأن يبقى فترة قد تطول على أمراض متعددة وكثيرة ولها أعراض جانبية غير مستحبة مثلما ذكرت أنت ، ولكن ليس هناك من بديل آخر إذا أردت أن تتجنب الانتكاسات التي تحدث لك. آمل أن تنتبه لنفسك وتتعوّد أن تتناول أدويتك التي يصفها لك الطبيب المعالج ، وأن تواظب على زيارة الطبيب حتى لا تحصل لك انتكاسات. الأمر الآخر وهو استخدامك للحشيش ، فأعتقد أن هذا الأمر يُعقّد أمر تحسّنك من الاضطراب النفسي الذي تُعاني منه ، لأن الحشيش له دور في الموصلات الكيميائية العصبية في الدماغ ، واستخدامك للحشيش قد يكون له مردود سلبي على مرضك، إضافة إلى أن تعاطي الحشيش بحد ذاته قد يكون مُرسّبا لاضطرابات نفسية آخرى أنت في غنى عن أن تحدث لك اضطرابات نفسية أو عقلية جديدة. بالنسبة هل للحشيش أعراض انسحابية عند التوقف عنه ، فلا أعتقد هناك أعراض جسدية انسحابية عند توقيف الحشيش ولكن هناك التأثير الاجتماعي على الشخص دون تأثير عضوي.
