الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإنها لفرحة جِدُّ عظيمة أن نشهد أوبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من رحلته العلاجية، جعلها الله خاتمة الألم، وشفاء السقم، وأبدله الله خيرًا منها النقاء والنعم، وحفظه وأدامه، وألبسه من الصحة ثوبًا غامرًا، ومن العافية رداءً وافرًا. وإن المناسبة لتعظم بعظيمها، فالمطر يستسقى حين تجف الأرض، ويئن الضرع، فيكون نزوله البلسم الشافي، فيطفئ لهيب الأرض، ويلم شعثها، ويرطب كبدها الحرى ؛ فها هو الملك المحبوب، اشتاقت له الرياض وازدانت لمقدمه بكل حللها فقد كان لها كالوابل الصيّب، إذا أصاب أرضًا أحياها. خادم الحرمين الشريفين: كنتم وما زلتم في قلب هذه الأمة التي سعادتها من سعادتكم وكانت معكم بقلبها الواجف وأكفها الداعية، وقد حقق الله لها أمانيها بعودتكم الميمونة لمواصلة المسيرة المباركة التي شهدت في عهدكم الميمون النمو والتطور في كافة ميادين الحياة، فلله الحمد على ما أولى وأنعم. وإنني أسأل الله جلت نعماؤه، وتقدست أسماؤه، أن يحفظكم، وأن يبارك لكم في صحتكم ووقتكم، وأن يجعل عودكم هذا عودًا حميدًا، ويجعل لكم بعده عمرًا مديدًا، ويسدد على درب الخير خطاكم إنه سميع مجيب الدعاء. *أمين مكتبة الملك فهد الوطنية