لم يتميز مهاجم المنتخب السعودي والهلال الجماهيري يوسف الثنيان بالنجومية داخل المستطيل الاخضر عندما كان يرتدي الشعارين الازرق والاخضر ويمتع الجماهير ب "تسحيباته" للمدافعين الواحد تلو الاخر الى ان تنتهي رفعاته الجانبية على رؤوس زملائه داخل مرمى الخصم، انما تجاوزت نجوميته هذا الحد الى القنوات الفضائية التي اطل من خلالها محللا، وكان آخرها قناة "لاين سبورت" التي قدمت الثنيان بصورة تمتزج بين خفة الدم تارة والكلام الواقعي وعفويته تارة اخرى، لم يرفع صوته ويقاطع الضيوف ويحاول ان يكون له الحديث وحده، كان يتحدث بكلام مختصر ومفهوم ولا يحتاج الى تحويلات حتى يوصل فكرته الى المتلقي، لم يتفلسف ويحاول استعراض عضلاته بالكلام الممجوج، انما كان يركز على الكلام المباشر والمقنع. لم يصطنع الغضب عندما خرج المنتخب ولم يسكب دموع التماسيح للتظاهر بالحزن مثلما هو حال البعض، انما اعتبر الخروج ليس نهاية المطاف، وأكد ان اتحاد الكرة قدم عملا مميزا خلال الفترة الماضية وخسارة بطولة لا تعني نسف كل المكتسبات التي حققتها الكرة السعودية في بطولات عدة، قال ان الكرة السعودية لا خوف عليها وانها قادرة على تجاوز عثرتها بعيدا عن الانفعال وتصفية الحسابات والترصد واستغلال مثل هذه الظروف للتنظير وتشعب النقد ولوم المدرب تارة واللاعب تارة اخرى. الثنيان اثبت انه نجم وان اراءه الهادئة والمباشرة تعبر عن موهبة كبيرة تعرف ماذا تريد وكيف تتكلم، وصف الداء وحدد العلاج بعبارات مختصرة، لم يسترسل بكلام انشائي ليحاول أن يستعرض بثقافته، انما كان يختصر العلاج في عبارات مركزة كانت هي العنوان الابرز لنجومية الثنيان في الاستوديو!