أبواب السعادة تختلف من شخص إلى آخر .. أعني أن ما يسعد (س) من الناس قد لا يسعد الشخص (ع) مهما تشابهت الظروف والبيئة .. تتفقون معي دون شك في هذه النظرية لأن الأمر منطقي بدهي. ولكن هل تتفقون معي أن أبواب السعادة تتغير في الشخص نفسه ، يعني الأمور التي كانت تعتبر مصدر سعادة لدى (س) منذ سنة أو سنتين أو أقل أو أكثر مثلاً ، لم تعد تحتفظ بذات المفعول اليوم أو الآن ؟ صديقتي كان يسعدها أن تشتري لنفسها أي سلعة بمجرد أن يتسلل الملل إلى حياتها فتعود من رحلة التسوق بنفسية متجددة وروح متألقة ولكنها اليوم لم تعد كذلك فأصبحت ترى جلسة تأمل في مكان أخضر هادئ أكثر متعة بالنسبة لها .. وأخرى كانت لقاءات الاحتفالات العائلية تعيد صياغة التفاؤل والنشاط في روحها قبل جسدها ولكنها اليوم تتهرب من حضور تلك المناسبات وتستبدلها بحضور دورة تدريبية !! ما رأيكم ؟ لأن النفس البشرية عنصر متغير علينا أن لا نستنكر من هذه التغيرات شيئاً وإن كنا نخشاها كثيراً في العلاقات الاجتماعية فالأحباب نودهم أحباباً إلى الأبد وأحيانا الأعداء أيضاً ..!! كل شيء داخلنا قابل للتغيير " يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك " * طفلة في السادسة من عمرها تسأل والدتها " هل سأصبح يا أمي في يوم ما مثلك ؟ لدي منزل وزوج وأبناء ؟ أجابتها الأم " بإذن الله يا صغيرتي وسيكون لأبنائك أشياؤهم الجميلة التي سترتبينها بنفسك .. قالت الصغيرة " حسناً يا أمي عليك أن تحتفظي بالكرسي الذي أصعد عليه حين أنظف أسناني لأستطيع استخدامه حين أحتاج لإحضار ملابس صغاري من خزائنهم .."!!! انتهت القصة .. يبدو أن طريقة تفكيرنا نحن الكبار تشبه أحياناً طريقة تفكير تلك الصغيرة فندرك الكثير من التغيرات حولنا وننسى أو نغفل التغييرات داخلنا .. أدركت تلك الصغيرة أنها ستصبح أماً وسيصبح لها أطفال ومنزل مستقل وأشياء أخرى .. ولم يصل إلى وعيها أن حجمها سيكبر ولن تحتاج إلى كرسي تصعد عليه لتطال أشياءها ..!! ما أود قوله إن إجهاد النفس برسم لوحة مفصلة عن كل شيء قادم هو أمر مجهد ومهدر للوقت والطاقة.. * تقول الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي " أصبحت امرأة حرة ... فقط لأنني قررت أن أكف عن الحلم .. الحرية أن لا تنتظر شيئاً .. والترقب حالة عبودية.."