جميل أن يسعى المرء للصدارة، وأي صدارة يبتغيها المرء أفضل من منزلة حافظ كتاب الله، فهي أرفع المنازل وأعز المراتب في الدنيا والآخرة، فهنيئاً لكل من تعلق قلبه بالقرآن. الحافظة "سارة العتيبي" في العقد الخامس من العمر وأم لستة أبناء عملت بحديث الرسول في قوله عليه الصلاة والسلام (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتقول:"من هذا المنطلق التحقت بإحدى دور تحفيظ القرآن الكريم، وقد استطعت بفضل الله، ثم دعم زوجي وأبنائي، وكذلك المعلمة التي أشرفت على تعليمي من حفظ كتاب الله، وإتقان التجويد خلال عام واحد، واحتفلت بذلك الانجاز مع الأهل والصديقات وبقيت في المنزل احرص بشكل يومي على مراجعة ما حفظت، وقررت مع مرور الوقت أن أفتتح حلقة تحفيظ داخل منزلي، وخصصت لكل حافظ من أحفادي وأبنائي وبنات أشقائي جائزة مقدارها خمسة آلاف ريال لمن يحفظ القرآن خلال سنة، وقد وجدت المنافسة قوية بين الصغار وتمكن ثلاثة من أحفادي بحمد الله من الحفظ قبل نهاية العام". "تغيير العقل"! (رمضان شهر العزم والهمة) بهذه العبارة تبدأ "مريم أحمد" -35 عاماً ربة منزل- سرد تجربتها في حفظ كتاب الله منذ خمس سنوات، وترى أن شهر رمضان ليس فقط شهر للصيام والقيام، بل هو شهر العزم والهمة في بدء مشروعات جبارة كحفظ القرآن، فمن أراد أن ييسر الله أمره ويجد البركة في محيطه وبحياته فعليه بالقرآن فهو الفرج والفرح، وتقول:"حاولت جاهدة قبل خمس سنوات أن أحفظ القرآن، ولكن لم أنجز أكثر من عشرة أجزاء، ولم أثبتها كما يجب، لأني لم أكن أعاهده في التدبر، بل كان همي الأول هو الحفظ فقط، وكم كنت بطيئة في حفظي، وكم كنت أتكاسل، وكل يوم لي عذر، ولذلك لم أحقق ما حققته بعض الأخوات، فكان أولادي ومسؤولية البيت من أهم الأسباب التي كانت تدفعني للتأجيل المستمر الذي كاد يصيبني بالملل، وفي أحد الأيام كنت أتصفح مواقع النت وقع نظري على موضوع استعرض فيه كل شخص لتجربته في حفظ القرآن، وكم كانت فرحتي كبيرة عندما فتحت على تجارب تغيير العقل للخاتمين والخاتمات، ونظرت إلى العنوان "تغيير العقل" وقرأت عشرات التجارب في القسم المخصص للتجارب، ووجدت المئات من النساء اللاتي ختمن حفظ القرآن الكريم كاملاً ووجدت أن بعضهن قد ختمن حفظ القرآن في عشرة أيام، وبعضهن في خمسة عشر يوماً، بل بعضهن في خمسة أيام، ففوجئت مفاجئة عظيمة، وقلت في نفسي هل ممكن أن أكون مثلهم، ولكن لم أتخيل أن هذا سيكون قريباً، واستبعدت أن أكون من بين الحافظين، وكنت كأني أحلم وأتمنى ولم أكن أعرف بأن الله تعالى يخبئ لي من الخير العظيم..