وانا اشاهد الطيور تعمل بحرية وبدون ملل من أجل بناء عش يؤيها وصغارها، تذهب هذه الطيور وتختار المكان المناسب في الأشجار او البيوت وفي الموقع الذي تختاره بدون ازعاج او تدخل من المتطفلين والفضوليين. أصبحت أغبطها لاني تذكرت حالي حينما استطعت ان اجمع مبلغا لابأس به وفرته لشراء أرض او على الأقل كحل آخر أن أدفعه كمقدم لشراء فيلا صغيرة، وقد بحثت طوال سنتين عن أي مكان أبني فيه عش يؤيني وأسرتي حتى ولو كان في مكان بعيد لايناسب رغباتي وحتى الآن أنا عاجز ومحبط. الفرق بيني وبين الطيور انها تبني حيثما تريد وبدون ازعاج ومجانا، وانا في كل مرة انتظر لعل الأسعار تنخفض أجدها تقفز حتى وصلت الى اسعار مجنونة. فهل استمر في الانتظار ام سترتفع الاسعار ثم اندم على تفويت الفرصة الاجبارية!! هذه مقولة احد الاخوة ممن يبحث عن أرض لبناء منزل، والسبب كما يقول أنه كلما قرر ان يشتري تردد املا في انخفاض الاسعار وهي تزيد بدون توقف. اقول لاخينا ان الفرق بينك وبين الطيور انك تذهب برجلك الى عش الدبابير وقد لا تنجو من اللسع في أي حال من الأحوال وقد تكون اللسعات مميتة ان لم تكن حذرا قدر المستطاع. وعلى العكس تماما وفي حالات نادرة فقد تكون اللسعة بمثابة علاج لكثير من الآلام التي مررت بها بحيث يكون الشراء في الوقت المناسب والمكان المناسب. عش الدبابير لسع الكثيرين ممن دخلوا فيه بدون حساب او تفكير فمنهم من ذهبت امواله في مساهمات وهمية ومنهم من اشترى صكا مضروبا بيع لخمسة او عشره قبله، ومنهم من اشترى من شركة لم تكمل القواعد وهربت بأمواله واللسعات كثيرة ومستمرة، حتى على مستوى المستثمرين فقد تورط العديدين بدخولهم مع بعض عناترة وجهابذة السوق العقاري في السنوات العشر الماضية ممن لم يكونوا مؤهلين عقاريا واقتصاديا وتورطوا وورطوا معهم العديد من الأبرياء. في السوق العقاري ستجد من يلدغك اينما ذهبت الا ان كنت حذرا وواعيا فهذا السوق يعج بالكثير من التناقضات، حتى ان معظم خلايا النحل الخارجية هجرت دولها بعد ان افلست او توقفت أعمالها وتوجهت الى سوقنا بحثا عن عش جديد تتناسل فيه. اين المشاريع الاسكانية الكثيرة التي أعلنت عنها الشركات السعودية والأجنبية قبل عامين والتي تتجاوز مائتي ألف وحدة سكنية معظمها توقف او جمد، وقد يكون السبب انها دخلت الى عش دبابير سوق الأسهم داخليا ودوليا واكلت العديد من اللسعات التي أدمت مشاريعها. السوق دائما تحكمه عوامل اقتصادية كثيرة هكذا يقول المنطق، وأهم هذه العوامل قاعدة العرض والطلب هذا في الأوضاع الطبيعية أما في الأسواق التي تمتلىء بأعشاش الدبابير فلا يمكن التنبؤ بما يحدث فهي تخضع لبعض الأمزجة أو المصالح الشخصية.