في يوم الأربعاء (22/04/1431ه) كنتُ في كتابة العدل الأولى بالرياض من أجل المراجعة في صك لي، وقد انتهيت ولله الحمد، ولكن بقي في الذاكرة مشاهد ومواقف من ذلك اليوم، ألزمت نفسي بكتابتها وإظهارها لتحسين الأداء والرقي بمستوى الخدمة المقدمة للمواطن، وأنا في هذا الموقف ناصحاً لا شاكياً ولا شامتاً. المشهد الأول: بعد صلاة الظهر أخذ بعض المراجعين إحالات لمكتب رقم (4)، وعندما فتح الباب دخل المراجعون وفي أيديهم الأوراق الصفراء (الإحالات) ولكن فاجأهم الموظف قائلاً: (لا نستقبل الإحالات الجديدة) فرد المراجعون ولماذا، قال: هذا كلام الشيخ وبعد 5 دقائق دخل كاتب العدل، ودار الحوار التالي: كاتب العدل: لا نستقبل الإحالات الجديدة. المراجعون: ولكن هذه إحالات أخذناها اليوم من موظف الصالة. كاتب العدل: ليش بس أنا أشتغل وباقي المكاتب ما يشتغلون، يا نشتغل سواء وإلا أنا ماني مشتغل. المراجعون: طيب ما هو الحل؟ كاتب العدل: أنتم مراجعون ولكم حقوق ويجب أن تطالبوا بحقوقكم. المراجعون: كيف؟ كاتب العدل: اذهبوا لرئيس المحكمة وكلموه... المراجعون: وما شأننا نحن برئيس المحكمة، نحن هنا لإنجاز معاملاتنا، وحصلنا على إحالة لمكتبك لتقديم الخدمة لنا، ولم نأت هنا لحل الإشكالات الإدارية بينكم. وكثر الكلام والأخذ والرد ولكن من دون جدوى، فقلت الحمد لله إن إحالتي قبل الظهر، ثم نادى على اسمي وسلمني الصك وانصرفت. وهنا إشكالية كبيرة حين يصدم المواطن برفض تقديم الخدمة له من قبل الموظف، والاكبر من هذا حين يُستغل المراجع من قبل الموظفين للضغط على الرئيس من أجل حل المشاكل الإدارية في الإدارة. المشهد الثاني: موقف الكاتب في مكتب رقم (4) الذي أتعبني ذهابا وإيابا بين ممرات المبنى لأكثر من 6 مرات من أجل أخطاء ادارية، أول مرة قال لي ارجع وغير الاحالة من (افراغ) الى (فرز)، وعندما أتيت قال غير من (فرز) الى (مقاسمة) وبعدها قال ارجع لصالة رقم (1) وخلهم يصلحون أخطاءهم؛ لأن (المساحة لا تساوي نسبة مجموع الملاك) حتى امتلأت ورقة الاحالة الصفراء من المكاتبات بين مكتب رقم (4) وصالة رقم (1) من الساعة 9:30 صباحا حتى 1:30 بعد الظهر، والسبب أخطاء في الاحالات، وأخطاء في الجمع، وأخطاء في استخدام النظام، والتعب على المراجع، والطامة الكبرى يوم قلت للكاتب بعد التعب: (ترى أبرجع للعمل عندي شغل) قال كل الناس عندها شغل! أنا أجزم أن هناك ألفاظا أكثر لباقة وتخفف على المراجع يمكن أن يقولها، أدناها أن يقول: أبشر، إن شاء الله تخلص. لذلك أقترح زيادة تدريب الموظفين على طريقة الاداء من اجل اتقان اعمالهم، وكذلك زيادة وعي الموظفين في التلطف بالرد واختيار العبارات المناسبة. المشهد الثالث: كنت في كتابة العدل الأولى الساعة 9.30 صباحاً ومع أذان الظهر، بقي تسليم الصك، وعندما أذن الظهر نظر لي كاتب العدل وقال: (صل معنا وتعال) قلت له: سم وأبشر، وأنا أحسب أن الدعوى نصلي الظهر، ونتسنن ونأتي، ولكن بعد الصلاة، انتظرت طويلا حتى ينفتح الباب، يعني من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 1.10 بعد الظهر، والمكتب مغلق. وأقترح أن يوضح ذلك للمراجع بحيث يكتب مثلاً من الساعة 12.00 ظهراً إلى الساعة 1.00 ظهراً استراحة مثل المستشفيات، وأن يقال للمراجع تعال بعد فترة الراحة؛ لأنه ليس من الجميل أن نسيء للصلاة ونحملها أوقات الهروب من العمل. وفي الختام هذه الملاحظات لا تنقص من جهود المسئولين الجلية في وزارة العدل، التي يبذلونها من أجل تحسين مستوى الخدمة، ولكنها مشاهد ومواقف رأيت نشرها واطلاع المسؤولين عليها، من أجل تحسين الاداء ومعرفة مواطن الخلل، واسهاما برقي ورفعة هذا الوطن المعطاء.