أكّد وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، أن رؤية المملكة 2030 تقود مسيرة التغيير على مختلف الأصعدة الإقليمية والعالمية؛ إذ تواصل المملكة تحولات في شتى المجالات، تقودها رؤية طموحة تستشرف المستقبل، وتؤمن بإمكانات الإنسان والمكان. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الحكومي ال 24 أمس (الأربعاء)، الذي استضاف وزير الإعلام، للحديث حول أبرز مستجدات المملكة وإنجازاتها، ووزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان؛ للحديث عن أبرز مستجدات العام الدراسي 1447ه، ورحلة التحوُّل والتطوير في منظومة التعليم، وتمكين المدرسة، وتهيئة بيئة تعليمية مرنة، ومعززة للقيم مع بداية العام الدراسي الجديد، ومستجدات تطوير التجربة الرقمية في التعليم، وتحسين الخدمة المقدمة للمستفيدين ومنسوبي التعليم. وتطرق الدوسري إلى أن القطاع غير الربحي اليوم ضمن "الرؤية"، يُشكّل قيمة مؤسسية محورية، ومحركًا أساسيًا يُحفِّزُ الطاقاتِ الكامنة، ويفتح مساراتٍ جديدة تنبض بالعطاء والأثر، حيث شهد القطاع نموًا بنسبة تقارب 252% مقارنة بخط الأساس، وبلغ عدد المنظمات غير الربحية حتى نهاية يوليو 2025، أكثر من 6400 منظمة. وقال:" في سباق المستقبل، المملكة هي الوجهة، برؤية متجددة واقتصاد متنوع، تُسهم في تحفيز نمو الشركات الناشئة، وتعزيز جاذبية الاستثمار؛ ففي المملكة، الفرص لا تُصنع فحسب، بل تُمَكَّنُ الرحلة، من الانطلاق إلى الآفاق، مشيرًا في هذا الصدد، إلى بلوغ عدد السجلات التجارية أكثر من 1.7 مليون سجل، بنهاية النصف الأول من 2025، بزيادة سنوية تبلغ 13%، فيما قفز تصنيف المملكة 60 مرتبة، في" تقرير منظومة الشركات الناشئة العالمية 2025″، لتحتل المرتبة 23 عالميًا في مجال دعم ريادة الأعمال، إضافة إلى ترشيح 5 شركات سعودية واعدة؛ لتصبح شركات مليارية، شاركت في معرض (فيفا تيك) العالمي في باريس- أحد أكبر التجمعات للشركات التقنية في العالم- في حين أنجز المركز السعودي للأعمال، ومنصة الأعمال الإلكترونية أكثرمن 10 ملايين خدمة". وأكّد وزير الإعلام، أنه مع تنامي الطموح وتسارع التنفيذ، يصبح تحقيق المستهدفات أمرًا متوقعًا، حيث نجح البرنامج السعودي لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، في جذب أكثر من 616 شركة عالمية، في الربع الأول لعام 2025، مرتفعًا عن الربع السابق المتمثّل ب 571 شركة إقليمية، ومتجاوزًا المستهدف المحدد لعام 2030 وهو 500 شركة. وفي حديث الدوسري حول القطاع الصناعي، أكّد أن القطاع يمثّل ركيزة أساسية في بناء الاقتصاد الوطني، ورافدًا مهمًا لخلق الفرص الاستثمارية وتوفير الوظائف، ترجمته نتائج تحقيق المستهدفات ما قبل الرؤية، حتى نهاية النصف الأول من 2025، فقد ارتفع عدد المصانع من قرابة 7,200 إلى 12,480 مصنعًا، وقفزت الاستثمارات الصناعية من 955 مليارًا إلى 1.2 تريليون ريال، في حين نمت الصادرات غير النفطية من قرابة 178 مليارًا إلى 607 مليارات ريال، فيما وصلت المنتجات السعودية الآن إلى أكثر من 180 دولة حول العالم، وأتاح برنامج "صنع في السعودية" أكثر من 3,000 فرصة تصديرية، عبر ربط المصدرين السعوديين بالمشترين في 74 دولة. كما قدّم صندوق التنمية الصناعية السعودي خلال النصف الأول من 2025 قروضًا تمويلية بقيمة 4.5 مليار ريال، وأنشأت هيئة "مدن" قرابة 2,200 مصنع جاهز حتى منتصف 2025؛ لتمكين المستثمرين وروّاد الأعمال. تأهيل الطلاب والطالبات لسوق العمل إيمانًا بربط المعرفة بالتمكين، أعلن وزير الإعلام، إطلاق "ابتعاث الإعلام" بالتعاون بين وزارتي الإعلام والتعليم، في خطوة؛ تهدف إلى تأهيل الطلاب والطالبات لسوق العمل، عبر تدريبهم وابتعاثهم إلى أفضل جامعات وشركات العالم المتخصصة في المجال الإعلامي. وأضاف:" إن المملكة لا تنافس أحدًا في ميدان الإنجاز، وفي كل مجال، تضع المملكة بصمتها الخاصة، وتثبت أن التميز ليس هدفًا عابرًا، بل نهج مستدام، وركيزة من ركائز رؤيتها الطموحة، وأن كل إنجاز يتحقق يصبح نقطة انطلاق لإنجازٍ أعظم". وفي ردٍ على سؤال حول قدرة شركة "ثمانية" على نقل البطولات السعودية تلفزيونيًا لمدة ستة أعوام، بما يواكب تطلعات الجمهور المحلي والعالمي، أكّد وزير الإعلام ثقته في إمكانيات الشركة، مشيرًا إلى أن المخاوف المتداولة مفهومة؛ نظرًا لوعي المتابع الرياضي السعودي، وارتفاع سقف توقعاته الإعلامية، خاصة في ظل القفزات التي خطتها وزارة الرياضة في القطاع. وأكّد الدوسري أن "ثمانية" تُعد من الشركات الإعلامية السعودية الرائدة، التي أثبتت حضورها محليًا وعالميًا، وتحظى بدعم الوزارة، شأنها شأن أي مؤسسة وطنية طموحة، مشيرًا إلى أن الشركة جزء من منظومة "SRMG" الإعلامية، التي تتمتع بخبرة واسعة ومنصات متعددة؛ ما يعزز قدرتها على تقديم نقل تلفزيوني يليق بمكانة الدوري السعودي. الحراك الثقافي يرسخ مكانة المملكة في الإبداع العالمي عرّج وزير الإعلام، على الحراك الثقافي في المملكة، وما شهده من إطلاقات ومبادرات رائدة لوزارة الثقافة؛ لترسيخ مكانة المملكة في المشهد الإبداعي العالمي، مشيرًا في هذا الصدد إلى بلوغ عدد الجمعيات والمؤسسات الثقافية وأندية الهواة في القطاع الثقافي غير الربحي قرابة 1000 منظمة، فيما بلغ إجمالي التراخيص والتصاريح الثقافية الصادرة عبر منصة "أبدع" التابعة لوزارة الثقافة، أكثر من 9,200 ترخيص وتصريح بنهاية 2024م. وفي ظل التنافس العالمي، نوّه الوزير الدوسري، بما شهده قطاع التعليم في المملكة من تحولات نوعية وإستراتيجية، من تداول المعلومة إلى صناعة المعرفة، ومن التلقي إلى الإدراك العميق والتفكير الناقد، ومن الكتاب إلى استثمار الأفكار، ومن المدرسة إلى تحفيز الابتكار. إصلاحات قطاع الإسكان تؤكد الاهتمام بالمواطن حول توجيه سمو ولي العهد ببعض الإصلاحات في قطاع الإسكان، وموافقته– رعاه الله– على تمديد مهلة الإجراءات المتعلقة بزيادة توفير معروض الأراضي، وفرض رسوم على الأراضي البيضاء، وضبط عملية التأجير، قال وزير الإعلام: "إن هذه الإصلاحات تؤكد اهتمام سمو ولي العهد -حفظه الله- بكل ما يهم المواطن، خاصة قطاع الإسكان الذي وصل إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار؛ لذا أتت توجيهات سموّه واضحة وصريحة، وستنفذ بحذافيرها"، مشيرًا إلى أن موافقة سموّه على التمديد ب 90 يومًا إضافية، جاءت لتمكين التنسيق؛ حفظًا لحقوق الأطراف ذات العلاقة، وخلق التوازن في السوق العقاري. وأضاف:" هنالك تنسيقٌ لنشر ما يتوصل إليه المسؤولون عن تنفيذ هذه القرارات؛ لتصل لكل المواطنين فور صدورها، وستسمعون الأخبار السارّة قريبًا- بإذن الله". قفزة كبيرة للمملكة في مؤشر جاذبية الاستثمار في قطاع التعدين، أشار وزير الإعلام إلى أن المملكة قفزت من المرتبة 104 إلى 23 في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني في" تقرير المسح السنوي لشركات التعدين"، وتضاعفت القيمة التقديرية للثروة المعدنية، من 4.9 إلى 9.4 تريليون ريال، كما بلغ عدد رخص التعدين أكثر من 2,400 رخصة تعدينية سارية، حتى نهاية النصف الأول من 2025م. وفي معرض حديثه، حول مستجدات القطاع الصحي، أكّد الدوسري أن الصحة تأتي نبضًا في قلب الرؤية، وتستثمر في حاضر الإنسان ومستقبل الأجيال، فلم تعد الصحة تقاس بالأرقام فحسب، بل تقاس بما تمنحه من حياة وقدرة على الطموح والعطاء. وفي هذا الشأن، أشار وزير الإعلام إلى أن "جدة" أضحت أول مدينة صحية مليونية بالشرق الأوسط؛ وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وذلك بعد استيفائها معايير المدن الصحية. وتعزيزًا لمكانته؛ بصفته أحد المراكز الطبية الرائدة عالميًا في زراعة الأعضاء، بيّن الدوسري أن الجمعية الأمريكية لزراعة الأعضاء، صنّفت دراسة بحثية أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حول زراعة الكبد باستخدام الروبوت، واحدة من بين 10 أوراق بحثية هي الأعلى تأثيرًا لعام 2024، في حين أدرجت 7 مستشفيات سعودية، ضمن قائمة "براند فاينانس" لأفضل 250 مستشفى عالميًا لعام 2025.