بهدف تقييم درجة التوافق الزواجي، أخذت «أسر» سعودية في الآونة الأخيرة، التوسع في الاستعانة بالمتخصصين في الإرشاد «الأسري» و«الزواجي»، لتطبيق أدوات ومقاييس مهنية لقياس التوافق الزواجي قبل الارتباط، وتقييم التوافق والتناسق بين الشاب والفتاة، ومساعدتهما عند الارتباط في زيادة مستويات التوافق والتناسق في الحياة الزوجية، وذلك في عدة نواحٍ، من بينها: الاجتماعية، والسلوكية، والاقتصادية والثقافية والعاطفية، وتربية الأطفال. لا تمنح ضمانا مطلقا أبان المستشار الأسري رائد النعيم، أن هناك متخصصين أسريين، يعملون على تطبيق بعض المقاييس والمحكمات العلمية، وهي في الحقيقة حديثة ومبنية على أسس نفسية واجتماعية وأسرية؛ وتساعد على قياس جوانب التوافق بين الطرفين قبل الزواج، وهذه المقاييس لا تمنح ضمانًا مطلقًا لكنها تسهم في توضيح مستوى الانسجام وتقليل الخلاف بين الزوجين، وكان هناك مقياس تجريبي أطلقه المركز الوطني للقياس «الاستعداد الأسري»، والجمعية التنمية الأسرية في الأحساء، وطبقت مقياس في حقيبة «البداية الرشيدة». منصات الإنترنت أضاف الدريويش، أنه على تنوّع المقاييس المتاحة واختلاف مسمياتها وتباين أساليب تطبيقها، فإن معظمها يرتكز في أساسه على النظريات النفسية والاجتماعية التي تسعى إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي، وهي تمتد لتقيس أبعادًا متعدّدة مثل القيم والمعتقدات، والسمات الشخصية، وأساليب التواصل، وإدارة الخلافات، والأهداف، وغيرها مما أجمله بعض النظريات مثل نظرية العوامل الخمسة للشخصية big five، ونظرية السمات الشخصية MBTI، مستثنيًا الاجتهادات التي لا تستند إلى أساسٍ علمي ولا ترتقي لتكون أداة مهنية كالذي يروج له في منصات الإنترنت. أسرة مستقرة أكد المستشار الأسري أحمد الدريويش، تقديم عدد من جمعيات ومؤسسات الزواج وتنمية الأسرة، إلى جانب مراكز الإرشاد الأسري في المملكة، مقاييس مهنية محكَّمة لقياس التوافق الزواجي قبل الارتباط، وذلك لتمكين المقبلين على الزواج من اتخاذ قرار مدروس وواعٍ يمثل الخطوة الأولى نحو تكوين أسرة مستقرة ومتماسكة، وهي تقدم غالباً بصيغتين: • الأولى: الطريقة الذاتية، حيث يقوم المستفيد بالإجابة مباشرةً عن أسئلة المقياس عبر المنصة الإلكترونية للجهة المقدمة للخدمة، لتظهر له النتيجة فور الانتهاء. • الثانية: وهي التي تكون عبر الجلسات الإرشادية التي يقودها المختص في الإرشاد النفسي أو الاجتماعي أو الأسري مع المستفيد وجهًا لوجه، وهي الخيار الأجدى، إذ يتيح للمختص تقديم تفسير أعمق للنتائج وإضافة ملاحظات وتوصيات عملية إضافة للدعم. 3 نقاط رئيسية للتعامل مع هذه المقاييس، وهي: • أولاً: إدراك أنها أدوات استرشادية وليست أحكامًا قطعية، فهي قابلة للصواب والخطأ، مع مراعاة أن الإنسان بطبيعته قادر على التكيف مع اختلافات الآخرين. • ثانيًا: التأكد من كون هذه المقاييس مقننة على البيئة السعودية لضمان دقة النتائج، إذ إن معظمها أُعد في سياقات ثقافية مختلفة، وهذا ما يكفيك عناءه حصولك على هذه الخدمة من الجهات الموثوقة. • ثالثًا: تجنب استخدامها بعد الارتباط حتى لا تتحول إلى مبرر للانفصال.