تواجه منتجات سعودية زراعية مميزة ضعفاً في الجوانب التسويقية خلال تقرير تطرحه (الرياض) حيث يؤدي ذلك إلى تكدس تلك المنتجات وبيعها بأسعار تبدو زهيدة وفي نهاية المطاف يواجه المزارع والمنتج المحلي تحديات لاحصر لها ولعل الدعم الذي تجده الجمعيات التعاونية الزراعية باتت أحد الحلول التي قد تسهم في انتشال التسويق من تلك المعضلة فالأوضاع والظروف في الوقت الحاضر أصبحت شيئاً مختلفاً وأصبح المزارع يعاني بشكل كبير من التحديات التي فرضتها ظروف المرحلة الجديدة مما يؤكد الحاجة إلى تكثيف ونشر تلك الجمعيات معلومات تضمن استمرار تحقيق مصالح المزارعين وتجعلهم قادرين على مواجهة الظروف والمتغيرات الجديدة فهناك من جهة أخرى ونتيجة لغياب معلومات رئيسية تعثر الكثير من مشاريع المناولة والتسويق الموجودة حالياً بسبب فشلها في اتخاذ القرارات المناسبة نتيجة لعدم توفر المعلومة الدقيقة والى جانب انخفاض المردود المادي للمنتجين بسبب سوء التخطيط للإنتاج ،وسوء توزيع المنتجات على الأسواق ، وذلك بسبب غياب المعلومات عن المنتجات الزراعية واحتياجات الأسواق منها ، والأثر السيئ لذلك على تنمية القطاع ولابد من الإشارة إلى صعوبة منافسة كثير من المنتجات المستوردة إما لضعف تجهيز المنتج المحلي أوعدم تواجده بالمكان والزمان المناسبين ، أو لارتفاع كلفته ووفق الدكتور عبدالله العبيد وكيل وزارة الزراعة للأبحاث و التنمية الزراعية فانه تدرك الوزارة دائما أهمية في المرحلة الجديدة ولذا فقد بذلت الكثير من الجهود من أجل انتشالها وتطويرها فساهمت مع الجهات الرسمية ذات العلاقة لاستصدار الأوامر السامية المتضمنة تطوير هذه الجمعيات التعاونية وتحديث أنظمتها ولوائحها. ومن جهة أخرى فان الدعم الحكومي من خلال صندوق التنمية الزراعية يسهم في أن تقوم تلك الجمعيات بدورها فتم دعم ومساندة وإقراض جمعيات البطين الزراعية وجمعية عنيزة وكلاهما بمنطقة القصيم وكذلك جمعية منتجي الدواجن بمنطقة عسير وبشكل عام فإن أهم التحديات التي تواجه القطاع الزراعي بالمملكة : محدودية المعلومات المتعلقة بالزراعة والإنتاج الزراعي وحاجة الأسواق المختلفة للاستهلاك العالي للمياه في القطاع الزراعي وضعف سلاسل الإمداد لبعض المحاصيل والمنتجات الزراعية الهامة وكذلك تدني أداء قطاع الماشية والى جانب ضعف العمل التعاوني بالقطاع الزراعي فضلا عن ضعف بعض الخدمات المساندة لذلك النشاط الحيوي من جهات أخرى ولعل من الجوانب الجديرة بالطرح والتي تسعى إحدى مبادرات صندوق التنمية الزراعية إلى تفعيلها من خلال إنشاء وتكوين مركز متكامل للمعلومات الزراعية فهناك ضعف لأداء القطاع الزراعي فيما يتعلق بالمناولة والتسويق، وضعف سلاسل الإمداد ، وتواضع حجم الاستثمار فيها ، وتدني أدائها لارتفاع حجم المخاطرة ، وصعوبة بناء كيانات مناولة وتسويق ذات مهنية عالية في ظل غياب المعلومات الدقيقة والآنية. وهنا نعاود ماذكره د. العبيد وعبر تعليق ذي صلة : أن التوجه الرسمي بكافة أشكاله وأنواعه هو دعم وتشجيع الجمعيات التعاونية الزراعية حتى تؤدي دورها المأمول في خدمة المزارعين ومواجهة العقبات التي تواجههم وتوفير عناصر الإنتاج اللازمة لهم وتسويق منتجاتهم بما يؤدى إلى حصولهم على عوائد معقولة لمنتجاتهم, وبناء على ما نشاهده ونتعايش معه من جهود متواصلة ومن توجه رسمي جاد وزاد العبيد بقوله : إنني متفائل بمستقبل مشرق للجمعيات التعاونية الزراعية لتصيح كيانات اقتصادية حقيقية لتجمعات المزارعين في مناطقهم المختلفة وبما يؤدي إلى استمرارهم في نشاطهم الزراعي بشكل اقتصادي مريح يحقق ما نهدف إليه من تنمية زراعية مستدامة تساهم في الوصول إلى الأهداف التنموية للاقتصاد السعودي. منتجات مزارع بسيط بأسعار زهيدة وعبر (الصفحة الزراعية) نعرج على إحدى النماذج المهمة لإنتاج زراعي سعودي إذ الأمل بأن يكون ناجحا في تسويقه حيث سنعرضه بتفاصيله ولندع الحكم للقارئ العزيز فمع إطلالة شهر مارس من كل عام يبدأ المزارعون في منطقة جازان بجني آلاف الأطنان من ثمار المانجو التي يتم إنتاجها من مختلف مزارع المانجو بالمنطقة والتي تشهد تزايداً واضحاً في أعداد أشجار المانجو بها وتوجهاً عاماً من قبل المزارعين لترك الزراعة التقليدية التي كانت تركز على زراعة الحبوب والتوجه للتنوع في المحاصيل الزراعية ومنها زراعة المانجو وغيرها من أصناف الفواكه والخضار . ويبدأ إنتاج المانجو من عمر 4 إلى 5 أعوام ويتزايد الإنتاج حتى يصل عمر الشجرة 15 عاماً لتكون بذلك قد وصلت الشجرة لبداية الإنتاج الاقتصادي الذي قد يستمر طيلة عمر الشجرة إذا ما توفرت لها الرعاية المناسبة. ويتفاوت محصول أشجار المانجو من عام لآخر بحسب عدد المزارعين بالمنطقة يبدأ المزارع عند حصوله العام الحالي على محصول جيد في العمل على توفير السبل الكفيلة من سماد ورعاية كاملة بالشجرة حتى يحصل على أكبر كمية من المنتج في الموسم القادم .ولما حققه المزارع من إنتاجية عالية وسمعة تجارية ليس على مستوى المملكة فحسب بل وحتى على المستوى العالمي حيث وصل منتج المنطقة من المانجو للدول الأوربية وعدد من الدول الأمريكية واليابان وغيرها من الدول , حظي المزارع في منطقة جازان بالدعم الكامل من قبل القيادة الرشيدة من خلال توفير القروض الزراعية الميسرة وتحليل المياه ومدى صلاحية التربة لزراعة المانجو وغيرها من الخدمات الإرشادية والتوعوية .ووفق تقرير لوكالة الأنباء السعودية فان دعم ذلك التوجه وذلك بإقامة مهرجان سنوي للمانجو تحتفي المنطقة من خلاله بهذا المنتج وتعرف به وتسوقه داخل وخارجها عبر العديد من المطارات ومنافذ البيع الداخلية وما تزخر به من أصناف ذات جودة عالية أهمها التومي والجل الجلين والزبدة وأبو سناره والكنت والكيت والبلمر والسنسيشن.وإن كانت منطقة جازان وفق تقرير واس قد عرفت لسنوات طويلة بأنها سلة غذاء الوطن فإن زراعة المانجو وغيرها من المنتجات الزراعية الأخرى التي عرفت بها المنطقة جاءت لتؤكد للجميع أن سلة الغذاء لن تخذل المستثمرين والمزارعين إذا ما مدوا إليها أيديهم ونهلوا من خيراتها.وبالتالي يظل إنتاج المانجو في جازان حدثا مميزا، والاهم هل ينجح تسويقه وفق تطلعات منتجيه؟