«مطار الملك خالد»: انحراف طائرة قادمة من الدوحة عن المدرج الرئيسي أثناء هبوطها    بيئي الشرقية يدشن معرض ( تعرف بيئتك ) بالخُبر    تعليق الدارسة وتأجيل الاختبارات في جامعة جدة    لتحديد الأولويات وصقل الرؤى.. انطلاق ملتقى مستقبل السياحة الصحية    فيصل بن فرحان: الوضع في غزة كارثي    عباس يدعو إلى حل يجمع غزة والضفة والقدس في دولة فلسطينية    وزيرا الإعلام والعمل الأرميني يبحثان التعاون المشترك    ولي العهد يستعرض تطوير العلاقات مع أمير الكويت ورئيس وزراء العراق    أمير الرياض: المملكة تدعو لدعم «الإسلامي للتنمية» تلبية لتطلعات الشعوب    بدء العمل بالدليل التنظيمي الجديد للتعليم.. الأربعاء    عبدالله خالد الحاتم.. أول من أصدر مجلة كويتية ساخرة    «جلطة» تنقل الصلال إلى المستشفى وحالته مستقرة    رابطة العالم الإسلامي تُعرِب عن بالغ قلقها جرّاء تصاعد التوترات العسكرية في شمال دارفور    اللجنة الوزارية العربية تبحث تنفيذ حل الدولتين    " ميلانو" تعتزم حظر البيتزا بعد منتصف الليل    منتدى الرياض يناقش الاستدامة.. السعودية تتفوق في الأمن المائي رغم الندرة    الفيحاء يتوّج بدوري الدرجة الأولى للشباب    الأهلي بطلاً لكأس بطولة الغطس للأندية    النصر والنهضة والعدالة أبطال الجولة الماسية للمبارزة    تتضمن ضم " باريوس" مقابل "فيجا".. صفقة تبادلية منتظرة بين الأهلي وأتلتيكو مدريد    يعرض حالياً على قناة ديسكفري العالمية.. فيلم وثائقي عن الشعب المرجانية في البحر الأحمر    دولة ملهمة    الأرصاد تنصح بتأجيل السفر برّا لغير الضرورة    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    آل طيب وآل ولي يحتفلون بزفاف أحمد    اللواء الزهراني يحتفل بزفاف نجله صلاح الدين    منصور يحتفل بزواجه في الدمام    نائب أمير مكة يطلع على تمويلات التنمية الاجتماعية    فيصل بن بندر يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر ويستقبل مجلس جمعية كبار السن    ديوانية الراجحي الثقافيه تستعرض التراث العريق للمملكة    النقد وعصبية المسؤول    مهنة مستباحة    فئران ذكية مثل البشر    إستشاري يدعو للتفاعل مع حملة «التطعيم التنفسي»    اكتمال جاهزية كانتي.. وبنزيما انتظار    شوبير: صلاح يقترب من الدوري السعودي    د. اليامي: إهتمام القيادة بتنمية مهارات الشباب يخفض معدل البطالة    محمية الإمام عبدالعزيز تشارك في معرض أسبوع البيئة    جامعة «نورة» تفتتح منافسات الدورة الرياضية لطالبات الجامعات الخليجية    أمير المدينة المنورة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب في دورته ال 12    منجزات البلدية خلال الربع الأول بحاضرة الدمام    ميتروفيتش ومالكوم يشاركان في التدريبات    المصاعد تقصر العمر والسلالم بديلا أفضل    صحن طائر بسماء نيويورك    جائزة الأميرة صيتة تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    المسلسل    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو البرلمان ظافر العاني ل «الرياض» : قرار «الاجتثاث» من الانتخابات صناعة إيرانية
بعد استبعاده من خوض الانتخابات البرلمانية العراقية
نشر في الرياض يوم 04 - 03 - 2010

ظل العراق مشلول الحركة وغارقاً في الدماء ويتخبط بسياساته الداخلية والخارجية دون جدوى، بعد أن فقد بوصلة الاتجاه وفقد هويته الوطنية وانتماءه العربي منذ احتلاله عام 2003 وحتى اليوم، وكأن العراق تلاحقه اللعنة بأن لا يبقى بلداً مستقراً وينعم شعبه بالأمن والأمان والاستقرار، ورغم أن القوات الغازية بشرت العراقيين بالديمقراطية الآتية على ظهر الدبابة الأمريكية، إلا أن العراق فقد من شعبه أكثر من مليون قتيل وأكثر من 4 ملايين مهجر ومشرد، وظهرت بوادر تقسيمه إلى أقاليم وزرع الفتنة الطائفية، ولم تستطع الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال إيقاف سيل الدماء العراقية وبسط الأمن ومنع القتل على الهوية وكبح تمدد النفوذ الأجنبي في العراق الذي أصبح رهينة أجندات دول إقليمة وأجنبية، وحول هذا الموضوع ولمعرفة أسباب الفوضى العارمة في العراق التقت «الرياض» د. ظافر العاني الأمين العام لتجمع المستقبل الوطني وعضو البرلمان العراقي الذي تنتهي صلاحيته بعد أيام والمستبعد من الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة بعد رفعه شعار (صوت لايقبل المهادنة) لأسباب يشرحها لنا في هذا الحوار:
*هل قرار استبعادكم من الانتخابات نهائي وغير قابل للطعن ؟
- لو كان القرار قضائيا بالفعل لقلنا بانه غير قابل للطعن والتغيير ولكنه قرار سياسي بامتياز رغم صدوره مما يسمى( بالهيئة التمييزية) ودليل ذلك ان الهيئة التمييزية نفسها قد نقضت خلال بضعة ايام قراراً سبق لها وسمحت بموجبه لجميع الذين شملوا بقانون المساءلة والعدالة(او اجتثاث البعث) المشاركة في الانتخابات بل انها ذكرت في حيثيات قرارها هذا الى انها بصدد دراسة مدى قانونية هيئة المساءلة نفسها وشرعية القرارات الصادرة عنها، وهو ما أثار حفيظة الاحزاب السلطوية المرتبطة بايران حيث اخرجت تظاهرات نددت فية بالهيئة التمييزية وتوعدوهم بسحب الثقة عنهم وبالتصفية ان لم يرجعوا عن قرارهم واتهموهم بانهم يتبعون اوامر الادارة الامريكية في مقابل اتهام المساءلة والعدالة بانها خاضعة للمخابرات الايرانية وقد علمنا بوصول تهديدات شخصية مباشرة للقضاة ولعوائلهم ان لم يلتزموا بتغيير قرارهم وهو مافعلوه بعد بضعة ايام.
* من تتوقعون وراء استبعادكم واجتثاثكم من العملية الانتخابية المقبلة؟
- في بداية الازمة جاءنا احد الاخوان من قيادات الحزب الاسلامي ونقل لنا رسالة واضحة مفادها ان جوهرالمشكلة يتعلق حصرا بمواقفنا المبدئية وانتقاداتنا الصريحة للتدخل الإيراني ضد الشعب العراقي أمنيا واستراتيجيا وقال لنا باننا لو سوينا المشكلة معهم من خلال سفيرهم (المتوج) في بغداد حسين كاظمي قمي فانهم مستعدون لرفع اسمائنا من المنع خلال ساعات، ولقد قلت له حينها : لو رضخنا لسياسة الهيمنة الايرانية فلماذا اصلا نبقى موجودين في العملية السياسية ،، نحن دخلنا معترك العمل السياسي للوقوف بوجه اي احتلال للعراق سواء أكان هذا الاحتلال امريكيا أو ايرانيا وباننا سنتصدى لمنهج التبعية والالحاق الذي تقوم به بعض الاحزاب المرتبطة على نحو مذل بالسياسة الايرانية حتى يستعيد العراق استقلاليته وارادته الحرة ولايمكن ان نقبل بمقعد برلماني او بأي منصب يأتي بمباركة ايرانية .
وبالطبع فان لايران ادواتها المتعددة في العراق ولاأريد ان انسى هنا ماصرح به الجنرالات الامريكان باتريوس واوديرنو عن ان احمد الجلبي وعلي اللامي اللذين يديران هيئة اجتثاث البعث مرتبطين بشكل مباشر بالمخابرات الايرانية ومن خلال مايسمى بفيلق القدس الايراني . وقد بلغ الصلف بحكام طهران الى الحد الذي اعلن فيه الرئيس الايراني احمدي نجاد في ذكرى مايسمى بالثورة الايرانية بانهم لايسمحون بعودة البعث الى حكم العراق في اشارة واضحة لنا وهو تصريح يكشف مدى تدخل السياسيين الايرانيين في صناعة القرارت السياسية العراقية .
*إلى أي مدى تثقون بقرار القضاء العراقي وتعتبرونه نزيها ومستقلا بعيدا عن أي تدخل آخر أو ضغوطات؟
- لقد كان سجل القضاء العراقي ناصعا حتى في ظل وجود انظمة سلطوية ولم يجرؤ احد من الزعماء ان يخضع القضاء لصالحه وخصوصا بالنسبة لمحكمة التمييز التي امتازت باستقلاليتها المطلقة عن السلطة التنفيذية الا انه ومع الاحتلال تغير كل شيء فمع مجيء بول بريمر تم استبعاد القضاة النزيهين بوشايات من الاحزاب التي جاءت معه وايضا بدعوى اجتثاث البعث الذي مورس بشكل طائفي واضح وبالمقابل اعتبروا كل الذين احيلوا للتقاعد او حوسبوا من القضاة سواء أكان بسبب الرشوة او قلة النزاهة باعتبارهم مناضلين وثوريين كانوا يقارعون ضد نظام صدام وقد اخذ هؤلاء المشكوك في نزاهتهم مواقع قضائية متقدمة مبنية على المحاصصة الطائفية وقد شهد القضاء العراقي مجزرة حقيقية لقضاته الوطنيين الذين تم اغتيالهم وترويع عوائلهم .
* يعيب عليكم البعض بأنكم دخلتم العملية السياسية و(حرقتم أنفسكم) ومنحتم شرعية للانتخابات في ظل الاحتلال، وخرجتم بخفي حنين، هل تعتقدون بأنكم لو لم تدخلوا العملية السياسية لكان موقفكم أقوى وأوضح؟
- الذين ينتقدون اجتهادنا بدخول العملية السياسية لهم رأيهم الذي نحترمه ولكنهم بالمقابل لم يقدموا بديلا افضل من خيارنا ومعظم هؤلاء للأسف هم من القوى والشخصيات السياسية الموجودة خارج العراق ، وبالتالي فان البديل الذي يقدمونه هو مغادرة ساحة المواجهة والتصرف بسلبية ازاء الاوضاع في العراق وهو خيار مريح وسهل فما أيسر ان ترفض كل شيء وتعتزل الحياة ليستغلها اعداؤك فيملؤوا الفراغ الذي تخلفه . اما بالنسبة لفصائل المقاومة الوطنية المسلحة التي قارعت المحتل فانها كانت عقلانية في رؤيتها لموضوع المشاركة السياسية حيث تفهمت الدوافع التي حدت بنا لدخول الانتخابات وكانت رؤيتها ان تشغل المواقع من قبل شخصيات مخلصة وكفوءة لهو افضل بالقطع من ان يتسلق عليها النفعيون ولذلك اعلنت في انتخابات 2005 بانها ستحمي الانتخابات ولم تطلق حينها اطلاقة واحدة في يوم الانتخابات وهكذا هي الاخرى قدرت المصلحة الراجحة . وانا شخصيا كنت اردد وماأزال بان خيار المقاومة السياسية لايلغي خيار المقاومة المسلحة للاحتلال ولسنا بدلاء عنهم.
هل احرقت نفسي ؟ ربما ولكني احرقت نفسي عندما دخلت لأطفئ حريقا يلتهم وطني اذ من غير المروءة ان يقف الانسان متفرجا على بيته يحترق وهو يخشى المبادرة لاطفائه خوفا من ان تلسعه النيران. فكم كان سهلا ان ابقى محللا سياسيا من الدوحة او باحثا في مركز مرموق كمركز الخليج للأبحاث في دبي اعلن من خلالها مواقفي ولكني اقتحمت ميدانا صعبا للغاية واردت ان اقدم امثولة للآخرين الذين كانوا يغادرون الوطن هلعا من الاحداث في ضرورة العودة والوقوف بوجه السياسات الاستئصالية لبعض الاحزاب التي جاءت مع المحتل واستفادت من الظروف الشاذة .
*خلال فترة وجودكم في البرلمان ماذا قدمتم لبلدكم وهو يرزح تحت الاحتلال؟
- دعني اولا اضع مبدأ اساسيا وهو ان الديمقراطية ذات طبيعة عددية وبمعنى اخر فان العمل البرلماني يعتمد على كم هو عدد كتلتك النيابية ومدى التحالفات التي تعقدها مع الاخرين لتحقيق اغلبية ما بهدف تشريع القوانين او لاتخاذ موقف معين ونحن في البرلمان كنا اقلية صغيرة من حيث العدد جراء الظروف والملابسات التي جاء بها المحتل واراد من خلالها ان يفرض اغلبية طائفية للاحزاب الدينية وبالمقابل تهميش العرب السنة والقوى الوطنية الاخرى ولذلك فان جردة الحساب ينبغي ان تأخذ هذه الحقيقة بنظر الاعتبار حيث كان عديد جبهة التوافق 44 مقعدا من اصل 275 اي اننا لانمثل سوى 16بالمئة من مجموع البرلمان وحتى هؤلاء لم يكونوا كلهم على درجة عالية من الكفاءة والالتزام بسبب طبيعة ظرف الانتخابات والقائمة المغلقة فكان المتصدون للعمل السياسي البرلماني لايتعدون اصابع اليدين . واذا راجعنا ماأنجزناه في ضوء الظروف التي احاطت بنا اقول بان ماقمنا به ليس قليلا ابدا ، فنحن كنا نقارع الظلم لحظة بلحظة وكان لنا وجود في الرئاسات الثلاث ولم يسن اي قانون بخلاف رغبتنا تقريبا حيث ان الاستاذ طارق الهاشمي كنائب لرئيس الجمهورية كان له حق نقض القوانين التي يسنها البرلمان وفعلا فانه مارس حق الفيتو لأكثر من عشرين قانوناً كما واننا عملنا على اصدار قانون العفو العام وقانون الخدمة والتقاعد العسكري الذي انتزعناه انتزاعا لإنصاف ابناء الجيش العراقي الباسل والقوانين التي تتعلق بتحسين الوضع المعيشي وانشاء جامعات جديدة معترف بها في بغداد والمحافظات الغربية كجامعة الامام وجامعة سامراء وجامعة الفلوجة ومارسنا ضغوطا سياسية على الامريكان اسفرت عن الغاء معسكر بوكا في البصرة واطلاق سراح عشرات الالاف من المعتقلين الابرياء وكشفنا الممارسات القمعية التي تحدث لحقوق الانسان في السجون والمعتقلات ودخلنا معارك سياسية تتعلق بالحفاظ على عراقية كركوك وعرقلنا تطبيق الفيدرالية الطائفية التي نادى بها البعض .
العاني يتحدث للزميل القحيص
* كونكم عضواً في البرلمان وأمينا عاماً لتجمع المستقبل الوطني وأستاذاً جامعياً ومحللاً سياسياً، من يحق له الترشح ومن لا يحق له الترشح من وجهة نظركم؟
- الديمقراطية تكفل الحقوق للجميع دون استثناء او قيد مسبق على القناعات الفكرية والسياسية لأي فرد والانتخابات باعتبارها احد مظاهر الديمقراطية فانها ينبغي ان تتعامل مع الجميع وفق مبدأ المواطنة فتتيح الفرصة لهم وتترك للجماهير حرية اختيار من تعتقده مؤهلا للدفاع عنها والتعبير عن مصالحها ، بيد اننا في العراق الجديد يبدو ان البعض يحلو له ان يستنسخ التجربة الايرانية في الانتخابات فيجتث من يعتقد انه كفء للمنافسة او لانه يحمل افكارا مغايرة عن القابضين على السلطة . وعموما فان الدستور العراقي وضع قيدا على المنتمين للبعث بدرجات معينة من الترشح للانتخابات لكن الاحزاب المهووسة بالسلطة والقلقة على نتائجها فيها تجاوزت هذا التحديد الى اجتثاث الشركاء انفسهم فانا اتحدى ايا منهم ان يظهر اية وثيقة فيها اشارة لانتمائي للبعث بل انهم لم يعلمونا الى الان عن اسباب شمولنا بالاجتثاث وماسمعناه كان عن طريق الاعلام فقط . واذن فانها ديمقراطية انتقائية ولاعجب فديمقرطية العراق صنيعة الاحتلال.ان ماجرى يمثل انتكاسة حقيقية للديمقراطية في العراق واجهاضا لمشروع المصالحة الوطنية فمن ذا يمكن ان يصدق بعد اليوم بان الديمقراطية التي ضاقت بالشركاء يمكن لها ان تتسع للآخرين وفي الوقت الذي كنا نريد فيه لمشروع المصالحة الوطنية ان يمتد لمن هم خارج العملية السياسية فاذا بهم يقصون حتى شركاءهم داخل قبة البرلمان .
* بعد عزمكم خوض الانتخابات نظمت بعض الجهات مظاهرات مناوئة لكم، ما هو تفسيركم لهذا التصرف؟
- قال لي احد السفراء الاجانب في العراق بانه عندما سمع برغبة الاحزاب المرتبطة بايران تنظيم مظاهرات مناوئة لي تخيل بانها ستكون تظاهرات مليونية بسبب مايعتقده من نفوذ طاغ لها في السلطة وحمى الانتخابات ولعبها على الوتر الطائفي لكنه ذكر كم انه متفاجئ بالعدد البسيط للمتظاهرين الذين لايمثلون سوى بعض اعضاء احزابهم وآخرين اكرهوا على الخروج معهم وبعض المظاهرات لم يكن فيها اكثر من اربعين شخصا .
*يقال إنكم تتلقون دعما أمريكيا لفرض اسمكم واسم صالح المطلك ضمن المرشحين وهي محاولة امريكية لاعادة الوجه العربي للعراق من جديد ، ما هو ردكم على هذه المزاعم؟
- هل يريد الامريكان بالفعل ان يعيدوا للعراق وجهه العربي ؟من يصدق ذلك ؟ ومن ترى سلم العراق لإيران على طبق من فضة أليست هي السياسات الامريكية ذاتها . واذا كانت لدى الامريكان رغبة في تصحيح اخطائهم فلابأس في ذلك ولكني اعتقد بان الصراع اليوم في العراق على المستوى الدولي يكاد يحسم لصالح ايران بين قوة يأفل نجمها ويغرب وهي الولايات المتحدة واخرى تتجذر وتترسخ وهي ايران .اما معركة الشعب العراقي فستبقى مستمرة ضد كل مظاهر الاحتلال وبصرف النظر من اين جاءت . وبعين الاكاديمي اقول مطمئنا بان امريكا تبدو لي عاجزة امام تزايد النفوذ الايراني وهي مهووسة فقط بالا يحدث مايعكر انسحابها او فرارها من العراق وبغض النظر عن نتائج ذلك فيما بعد فهاهي تصريحات المسؤولين الامريكان تتحدث عن انه رغم الدلائل عن وجود تدخل مخابراتي ايراني في قرار الاستبعاد الا انها تصرح بأن هذا شأن داخلي .
* في حال استبعدتم من الانتخابات من ترشح ومن تدعم وتؤيد من قائمتكم بديلا عنك لخوضها؟
- انا ولاشك سأحث جمهوري على تأييد ومساندة القائمة العراقية التي يمثل فيها حزبي جزءا مهما منها وهي قائمة وطنية عابرة للمكونات الاثنية ولديها برنامج واضح لادارة الدولة العراقية نابذة لفكرة المحاصصة الطائفية وتعمل على ان يستعيد العراق وجهه العربي ودوره الاقليمي بعيدا عن اية هيمنة او نفوذ خارجي. انها قائمتي ولكن لأن الانتخابات تجري وفق التصويت الفردي فاني شخصيا لو مارست حقي فسأنتخب في بغداد حيدر الملا لا بدعوى البرهنة على عدم تعصبي الطائفي باختياري لشخص من غير طائفتي ولكن لأنه شخص وطني شجاع ومحا بارع ذو لسان ذلق وقف ومايزال بشدة ضد السياسات الانتقامية التي تمارسها الاحزاب الطائفية ولذلك تم اختياره ناطقا بلسان العراقية . وسأختاره لأنه ربما يدفع ثمن تمرده على الاحزاب الطائفية التي ترى فيه وفي امثاله بانهم مرتدون بهدف تشويه صورتهم الناصعة.
*على أي أساس تكونت هيئة العدالة والمساءلة وما مدى قانونيتها وشرعيتها ونزاهتها؟
- من الناحية القانونية توجد نظريا هيئة المساءلة والعدالة التي انشئت بديلا عن اجتثاث البعث ولكن لاتوجد هذه الهيئة من الناحية العملية لأننا في مجلس النواب لم نصوت لاعضائها السبعة الذين يمثلون مجلس المفوضين والذين ينبغي ان تصدر قراراتهم بالاغلبية وحينما تم ترشيح شخصيات من قبل الاحزاب لشغل هذا المنصب قبل ثلاثة شهور تقريبا فانهم فشلوا في الحصول على الثقة بالتصويت داخل البرلمان كلهم .ولذلك لايوجد سند قانوني او دستوري لهذه الهيئة والموجودون فيها هما فقط احمد الجلبي وعلي اللامي المعروفان بارتباطاتهما الخارجية وسبق وان اصدر رئيس الجمهورية كتابا يؤكد فيه بالغاء قرارات الهيئة لعدم دستوريتها وكذلك كتاب صادر من رئيس الوزراء شخصيا يطالب الهيئة بتجميد اعمالها وتحويلها الى هيئة تصريف اعمال لاأكثر فضلا عن كتاب صادر من رئيس مجلس النواب السابق بنفس المضمون حيث يؤكد فيه ضرورة ان تعطل الهيئة اعمالها . وهكذا فهي هيئة لامركز قانونياً لها والقرارات التي تصدر عنها باطلة قانونا.
*هل تتوقعون أن هنالك تدخلات لقوى إقليمية في العملية الانتخابية؟
- اذا كانت التدخلات موجودة قبل الانتخابات اصلا فهل يمكن ان يرتاب احد في انها ستكون موجودة وبقوة اثناء الانتخابات وبعدها لتزوير ارادة الناخبين لصالح الاحزاب التي ترتبط بها . ولكن السؤال من هي الدول الاقليمية التي لديها الرغبة والقدرة على التدخل في مسار الانتخابات بشكل جوهري ؟ انها ايران ولاشك وليس في ذلك تجن عليها ، ولكن لماذا ايران ؟ وللاجابة اقول فضلا عن الموروث العدائي لايران مع العراق والمنطقة بشكل عام فان الطبيعة الطائفية لنظامها السياسي تمنحها شحنات عقائدية ذات طبيعة عدائية والعراق بما يملكه من امكانيات ومؤهلات هائلة ولأنها استثمرت منذ ثلاثة عقود في احزاب عراقية موالية لها فقد حان كما تعتقد اوان القطاف ، ولأن الدول العربية غائبة او مغيبة قسرا فان الفراغ الذي تركته تشغله ايران بكل قوة ولإيران حلفاء متنفذون ليس لأية دولة اخرى مثيلهم. بيد ان ايران لديها اسباب اخرى مضافة، ففي ظل صراعها المعلن مع الولايات المتحدة تحتاج ايران الى اوراق ضغط فعالة بيدها ولايوجد ورقة كالعراق يمكن المساومة حوله ، ولذلك اعتقد ان ايران لديها خيارات متعددة كلها مفيدة لها فهي ان عرقلت انسحاب الامريكان من العراق بافتعال ازمات امنية فعند ذاك سيكون الجنود الامريكان اشبه بالرهائن لديها وستخف حماسة الادارة الامريكية في معاقبة ايران تحسبا لردود افعالها في العراق ، اما لو غادر الامريكان العراق فان ساحة القرار السياسي ستكون لصالحها من خلال حلفائها من الاحزاب العراقية المرتبطة بها .وهكذا ترون ان ايران لعبت اوراقها في العراق بشكل صحيح بحيث اصبحت كل الخيارات امامها متاحة وهذا يتطلب مضاعفة الجهود وتنسيقها للحد من مخاطرها .
*حسب خبرتكم البرلمانية والسياسة ما هو المتوقع لمستقبل العراق بعد الانتخابات؟
- لاأريد ان ابدو متشائما فالسياسي عندما ييأس عليه عند ذاك ان يتقاعد، ولكني ارى بان الاوضاع القادمة ستكون محفوفة بالمصاعب والعراق امام مفترق طريق حقيقي بين ان يستعيد استقلالية قراره السياسي او يسقط لفترة قادمة تحت دائرة النفوذ الايراني وتتغير وقتها وسائل المواجهة .ولقد كان رهاننا والعراقيين على القائمة العراقية في انها ستكون قادرة على احداث تغيير جوهري في مسار العملية السياسية ولذلك تم استهدافها من خلال ابعاد قياداتها عن المشاركة في الانتخابات ولكن الرهان مازال قائما والفرصة متاحة الى حد ما لو احسن التعامل معها من خلال ادارة كفوءة للانتخابات وترتيب التحالفات والاصطفافات لمابعد الانتخابات ولو حصل واستطاعت ايران ان ترتب الاوراق الداخلية بالطريقة التي تخدم سياسة تكريس نفوذها فانها عند ذاك ستدفعنا لالتماس وسائل اخرى للمواجهة . ان ماحصل من استبعاد يجعلنا نشكك ابتداء بشرعية الانتخابات ولو حدث التزوير المتوقع فاننا سننسحب من العملية السياسية برمتها وانا بصدد دراسة خيار تشكيل عملية سياسية موازية تعبر عن القوى الوطنية بشكل اكثر مصداقية مما يجري الان .
*هل لديكم رأي آخر حول ما جرى؟
- كم يحزنني المشهد العربي المتفرج للمعاناة التي يعيشها اخوانهم في العراق ودعني لاأتحدث عن العواطف القومية والاسلامية ولااريد ان استثير عاطفة معتصم آخر واحث نخوته ، ولكني سأقول بان مايجري في العراق لن تكون الدول العربية بمنجاة عنه لو وقع فريسة ايران التي لن تتوقف شهيتها المفتوحة عند حدود البصرة ابدا، ولو دخل العراق طور التفكك والتقسيم فان عدوى ذلك ستمتد للمنطقة بأسرها ولو سقط العراق ضحية الاقتتال الطائفي او الحرب الاهلية لاسمح الله فان نيران هذه الحرب ستحرق الجميع ولن يكون احد بمنجاة منها . مايجري في العراق يؤثر على المصالح العربية العليا بشكل مباشر ونتمنى على الدول العربية ان تأخذ زمام المبادرة لكي يستعيد العراق امنه ووحدته واستقراره ولنا وطيد الامل بان خادم الحرمين الشريفين وبما تملكه المملكة العربية السعودية الشقيقة من ثقل في المحيط الاقليمي والدولي القادر على ان يأخذ بيد العراقيين وهو الذي رعى في وقت مبكر مبادرة المصالحة الوطنية في مكة المكرمة بين كل الفرقاء بلا تمييز .وان حكمة الملك عبدالله جديرة بان يعلق عليها العراقيون الوطنيون آمالهم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.