سُلطانُ العَدْل في وجْدَان مِرْفقه

الحمدُ لله الذي تابع عَلَى بلادنا المُباركة من فَيض جُوده وكرمه، ومنَّ عليها بولاة أمر وُفقوا للأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اضطلاعاً بمسؤوليتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم وأمتهم، في مشاهد مضيئة وثقها التاريخ في سجل وجوه الأمة وقادتها الشرفاء، حُرَّاس العقيدة، وأمناءُ مقدساتها (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
إنَّ فضلَ المَوْلى سُبحانه علينا يتطلبُ حَمْدَاً وشُكْراً دائمين، ليَقِرَّ ويزيدَ، ونحنُ في هذه الأيام مَعَ تجدُّد نعمةٍ منْ نعم الله علينا، بعودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، إلى أرض الوطن سَالماً معافىً ، حَامداً ربه المولى، على ما أولى ورعى، وجاد وأعطى، وهو سبحانه الشافي المعافي، لا شفاء إلا شفاؤه، شفاءٌ لا يغادر سَقَماً ، وهو جل وعلا من لم يَحْرم الوطنَ والمواطن تواصلُ سموه، طيلة فترة علاجه واستجمامه، فقد كان في وجدان الجميع في حله وترحاله، حاضراً معهم بسَدَادِ الرَّأي والقَرَار الحَكِيْم، مُضْطلعاً بخِدْمَةِ دينه، ثم مليكه، ووطنه، بالرَّغْم من العَارض الصِّحيّ، والنَّأي المَكَانيّ.
وهذا التواصلُ الميمُون يُنبئُ عن الإحساس الكبير الذي يَستشعرُه سموه الكريم نحو مسؤولياته الجسيمة، كما يُنبئ قبل هذا وبعده عن فضل الله تعالى عليه
أيده الله حيث هيأ له أداء مهماته الوطنية، رغم الظرف الطارئ، وللنوايا الطيبة، والدعوات المخلصة الأثر الكبير في هذا، والحمد لله على فضله.
ولا يخفى أن سموه الكريم من القياديين المتميزين بحنكتهم وحكمتهم، وهو من صقلته الخبرة والتجربة، مع توافر آلية التميز في تكوينه الشخصي، وبنائه الفكري، ويكفيه حفظه الله اعتزازه بهويته الإسلامية، التي تأسس عليها كيان الدولة، وهو ما لمسناه في القطاع العدلي؛ حيث كان لسموه الأثر المتميز والعطاء المتواصل، ولا ننسى تشريفه المحافل العدلية، ودعمه الكبير لها، وليس هذا بغريب على رجل نشأ في محاضن التربية الإسلامية، وتعاهدت سمته الرفيع، قيم العدالة ، يجلل ذلك أدب جم، ومُحَيَّا طَلْق.
إن فرحة الوطن والمواطن بعودة سموه الكريم بفضل الله عليه وعلينا، يعيدنا إلى المعاني الإسلامية والقيم الوطنية التي تحفل بها سيرة سموه، حيث تقلب في مناصب عدة، أثرى من خلالها العمل الوطني، ووضع بصمة متميزة في حسن الإدارة والسياسة، ترجم ذلك العديدُ من المَشَاهد التي عَكَسَتْ مَهَارات سُمُوِّه، وعلى الأخص حضوره الفاعل والمثمر للعديد من المؤتمرات والمحافل الدولية.
ومن خصائص الفكر القيادي لسموه الكريم التعاطي الكبير والفاعل مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله في الشأن المحلي والدولي، فسموه الكريم العضد الأيمن، وولي العهد الأمين لخادم الحرمين الشريفين، وتكفي الإلماحة لما قام به حفظه الله من مهام مضافة إلى مهامه الأساسية، حيث ترأس العديد من المؤتمرات واللجان والمجالس والهيئات والمؤسَّسات العامَّة والخاصَّة، وَيعتبر سُمُوُّه من الرواد الكبار في مدرسة الإدارة والسياسة.
وإننا في المرفق العدلي لنحمد المولى جل وعلا على شفاء سموه الكريم، وعودته إلى أرض الوطن سالماً معافى، مشمولاً بالدعوات المخلصة بأن يحفظ سموه، ويلبسه ثوب الصحة والعافية، ويجعل الأثر طهوراً، والبأس عافية وسروراً، إنه ولي ذلك والقادر عليه.